|
مجتمع يأتي عيد رأس السنة وأمهات الشهداء وزوجاتهم في سورية ابيضت عيونهن من الحزن والبكاء .. أمهات يجلسن يتذكرن أبناءهن في العيد.. مذ كانوا أطفالا يشترين له ثيابا جديدة كيف يرين فرحهم؟ وها هم اليوم في مكان بعيد لا يرون حزن أمهاتهم. يأتي عيد رأس السنة وكم أسرة الآن تحاول ألا تستذكر طقوسها في العيد.. لأن أحد أبنائها غاب عنهم فأخذ معه الأفراح والأعياد ولم يبق في قلوبهم مكان للفرح.. بل أصبح الحزن هو سيد الموقف. وكم فتاة كانت تنتظر من حبيب أو زوج كل عام وأنت حبيبتي، ولكن هيهات لأنه أصبح شهيدا يرقد بجوار ربه. وكم من طفل بدل أن يفرح بالعام الجديد أصبح في عداد الأموات . يأتي عيد رأس السنة وجميعنا في سورية نخجل من شهدائنا وذويهم أن نفرح ..بل الحزن يلفنا بعباءته السوداء ولم يترك لنا منفذا للنور. يأتي عيد رأس السنة والحزن يسكن قلوبنا على من رحلوا .. فسورية حزينة على أبنائها وهي تودعهم واحداً تلو الآخر شهداء العزة والكرامة والإباء.. أفضل ما يمكن أن يخفف الحزن أن نتشاركه فيخف ثقله على قلوبنا... لكن الأفضل أن يكون لدينا القدرة على محاربته بالفرح وأنى لنا ذلك الآن؟ أيها الحزن عام سعيد.... أما لنا ثمة رجاء ودعاء أن يكون هذا النوع من الأعياد آخر أعيادنا. رغم حزني الجاثم بكل بلادة على جسد أيامي . يجب أن نعيش الفرحة مع الأطفال . يجب أن نعيشها مع والدينا. يجب أن نعيشها مع كل أحد حولنا. لنحاول خلق الفرح فهو يستحق منا المحاولة. في العام القادم ربما نكون أو لا نكون وربما نفقد عزيزاً هو الآن بيننا في عيد رأس السنة وفي اللحظة الفاصلة الواصلة بين عام مضى وعام سيأتي أدعو الله أن تنقشع غيوم الحزن عن سماء بلادي وأهلها .. فالعيد لن يأتي و الأحبة لن يعودوا .. وأنت أيتها السنة تغادرين ..قررنا أن نكفكف أحزاننا ونرتب ثياب من رحل عنا دون كلمة وداع ......ونضمها ونشم رائحتها ونبكي .. هو الفراق مرّ وقاهر, لن نحتفل هذا العام فهناك جرح يسمو في الوجدان ومع ذلك سنشعل الشموع .. وأنت أيها العام المغادر خذ جراحك علها تكون بداية النهاية لآلامنا معك واترك لنا ذكرياتنا نعيش معها ونتدفأ بها معلنين أن لا مكان للحزن بيننا . |
|