تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مجموعة ساعد .. لزرع الفرح ورسم الابتسامة

مجتمع
الثلاثاء 31-12-2013
نيفين عيسى

سورية مهد الحضارات، حيث التفاعل والتجانس بين الأديان، وفي دمشق القديمة وعلى وجه الخصوص في باب شرقي تتعانق دور العبادة من جوامع وكنائس لتؤكد وحدة المجتمع

وتعايش أبنائه وطوائفه مع بعضهم ، فكل مسجد وكنيسة صنوان وشعار أهلهم في هذا الحي الدمشقي العريق التعايش الديني والتلاحم في الأزمات والمحن، ومواجهة الشدائد مهما كانت الظروف، وبمناسبة حلول الأعياد، كعيد الميلاد فقد أقامت مجموعة ساعد شجرة كبيرة عند مدخل باب شرقي، وعن هذه المناسبة كان لنا اللقاءات التالية:‏‏

عصام حبال مسؤول مجموعة ساعد أفادنا بقوله: قررت المجموعة إقامة مبادرة شجرة عيد الميلاد بالتعاون مع الامانة السورية للتنمية وجمعية نور للإغاثة وهي من ضمن المبادرات التي كانت تحت عنوان “رجعت الشتوية” التي تهدف لتوزيع الالبسة وحلويات العيد، بالتعاون مع مبادرة ثقة وآخرها وضع هذه الشجرة، حيث تم التعاون مع الاهالي لانجاز هذا المشروع، وأوضح ان الأهالي كانوا في البداية مترددين، ولم يكن لديهم الحافز الكبير نتيجة الوضع السائد لكنهم اقترحوا بدلاً من أن يكون في كل منزل شجرة يمكن ان تكون هذه الشجرة هي البديل المناسب للجميع، متابعاً أن العيد ليس لديانة أو طائفة معينة إنما لسورية ولجميع أبناء شعبها ،وهذا الأمر الذي دفعنا للاهتمام بموضوع الأعياد، وتابع حبال توجد زاوية وركن للشهيد وتقتصر على اشعال شمعة للشهيد والدعاء له بالرحمة أو لطلب أمنية معينة، كما تم إقامة مغارة أيضاً بالقرب من الشجرة ، وأشار أنه بالرغم من هذه الأحداث والظروف المحيطة التي نمر بها إلا أنه من الضروري أن يشعر الطفل بوجود العيد، لذا تم توزيع الهدايا لهم لزرع السعادة في أفئدتهم الصغيرة ورسم البسمة على وجوههم ، فمسؤوليتنا كبيرة تجاه أطفالنا ، مضيفاً أنه لا يمكن إلغاء هذه الأيام من تاريخنا، فالحياة مستمرة و دمشق لن تموت ، وعن سبب إقامة الشجرة في هذا المكان قال حبال: هذا المكان متسم بأصالته وقدمه وهو أحد ابواب دمشق القديمة المعروفة ومكان أثري يدل على التعايش.‏‏

وكان للاهالي تواجدهم حيث أوضح جورج أبو سمرة أن الإرهاب في هذا العيد طال باب شرقي وباب توما ولم يسلم الحيان منه، وهذا الوضع مزعج للغاية ويبكي الحجر قبل البشر، فافتقدنا مظاهر الفرح والبهجة التي كنا ننعم بها طوال حياتنا الا في الأعوام الثلاث الاخيرة وندعو ان تعود للحياة بهجتها وألقها والبسمة تغمر كل حي ومنزل .‏‏

سليم حنا أوضح أن ما يميز حارات دمشق القديمة تعانق الكنيسة والجامع، وتابع أننا نصلي لعودة الامن والامان لكل شبر من اراضينا الحبيبة.‏‏

كريستين هي وابنها عند المغارة تقول نتمنى لو تعود الضحكة للاطفال فمن حقهم ان يعيشوا طفولتهم كما عشناها ويستمتعوا بفرحة الأعياد وان تزول هذه السحابة السوداء التي طالت إقامتها .‏‏

ريتا خوري ومريم حداد التقطتا صورة بجانب الشجرة وقالتا صحيح إن ظروفنا تعيسة ونعيش أسوأ أيام حياتنا كظرف استثنائي لم نعهده مسبقاً وكأننا في كابوس و طالت مدته، لكننا متفائلون بعودة سورية كما كانت في أيامها السابقة مليئة بالحيوية، وتابعتا رغم الغصة والألم الذي يعتصر قلوب الكثيرين لكن الأمل والتفاؤل كبير لعودة سورية كسابق عهدها.‏‏

السيد فادي حنا كان يشعل شمعة لجاره الذي استشهد بقذائف الهاون في باب توما وللأطفال الذين استشهدوا في مدرسة الرسالة بالقرب من قوس باب شرقي وأوضح رغم ماحصل من اعتداء على البشر بغير حق أو وجه مشروع إلا أننا متمسكون بالحياة ومتسلحون بالصبر الكبير والمحنة التي نمر بها كبيرة، لكن بعزيمتنا وقوة ارادتنا يمكن أن نتجاوزها وندعو لله بالفرج القريب والسعادة وعودة الحياة لسابق عهدها.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية