|
مجتمع
فماذا نقول في الوداع؟ أنودع أحزاننا وآهاتنا ونكفكف دموعنا ونطوي صفحات تمنينا لو لم نفتحها أبداً، ونفتح صفحات أخرى حبذا لو نفتح معها آمالاً وأحلاماً جديدة تنير عامنا الجديد وتنسينا بعض آلامنا ونتشوق لدقائق قليلة من عالم كنا فيه وأصبحنا اليوم غرباء عنه، وكأن الوطن ليس وطننا والأرض ليست أرضنا لأن مايجري فيها لم يجرِ سابقاً ويصعب التفكير فيه، ولم يكن له مثيل في العالم أجمع. دمشق كنت العيد ومازلت، فيك الوداع وفيك اللقاء، فالعيد فيك يحلو والجلسات أحلى، في عيدك تكثر الأحلام والأمنيات وتعود بسمات الأطفال بعد أن غابت طويلاً فهل سئمت الجدات سرد الحكايات؟ وهل طال الانتظار أم نسيناه؟. ربما القادم أجمل فما عاد القلب يحتمل وماعادت العيون ترقب ماهو آتٍ ومازال السفر طويلاً والمشوار يختصر المسافات، في العام القادم نفتح ذراعينا لنستقبل مافي جعبته وماذا يحمل إلينا. كنت يادمشق تداوين أبناءك وتشدين من عزيمتهم،كنت البلسم لجراحهم واليوم أنت من تعانين وتصمتين ولاتبوحين فهل ينسى الأبناء أمهم؟ أم هي تتخلى عنهم. بالأمل والإرادة القوية نقول لك كل عام وأنت بخير وسيكون المستقبل أجمل إن شاء الله لنا ولك ولن يداويك إلا أبناؤك الذين ما اعتادوا إلاأن يروك صامدة صمود قاسيون ترفعين رايات النصر والعز بعد عناء دام طويلاً. |
|