|
شباب لم تتوقف وقفات التأييد للدولة السورية وقيادتها وجيشها، ولم تتوقف مطالبات السوريين بخروج قوى الشرّ والإرهاب من ديارهم ولكن العالم بمعظمه «صم بكم لا يفقهون»، إلا الأصدقاء الحقيقيون الذين وقفوا ومازالوا يساندون صمودنا ويدعمونه، فلنا ولهؤلاء الأصدقاء العزة والفخار ولأعدائنا الخزي والعار.. السوريون يزدادون إيماناً وثقة بالنصر، والإرهاب يزيد فجوراً وعهراً وتتخبّط خطواته على الأرض السورية والضحية مزيد من الأبرياء الذين يروون تراب سورية دون انقطاع ودون أن تهتزّ شعرة في رؤوس من يدعون أنهم المدافعون عن الإنسانية وعن حقوق الإنسان في العالم... في عدرا الجريحة مئات المحتجزين الذين يعانون أقسى الظروف وأصعبها ومن بينهم زملاء أعزاء كل ذنبهم أنهم أخلصوا للكلمة الحقّ ودافعوا عنها.. ألا يحقّ لنا أن نتساءل عن موقف المنظمات والهيئات الإعلامية العربية والعالمية أم أن حملة القلم في سورية هم يستحقون الذبح عقاباً لهم على وطنيتهم الصادقة وانتمائهم السوري النقيّ؟ ثمة رسائل لا تحتاج إلى صياغة ولا إلى أدوات إقناع لأنها أصبحت من بنية السوريين ومن أساسيات تكوينهم وما عدا ذلك تفاصيل ليست مهمة.. قدرنا في سورية أن نصمد وأن نقاوم حتى النهاية، لن نتراجع عن تقديم كل ما بوسعنا تقديمه، اخترنا أن ننحاز لكرامتنا ولوطننا وأن نتصدّى لمن يحاول تدميره وتغيير معالمه ونعرف في الوقت ذاته قيمة الفاتورة التي دفعناها أو تلك التي سندفعها لاحقاً، وكان خوف البعض منّا من جهة، ورهان الأكثرية من الآخرين من جهة ثانية أن العمق الدفاعي لسورية ليس كافياً للاستمرار بهذا التصدي وأن شريحة الشباب التي تشكّل هذا العمق ستنقلب على عقبها بسرعة وستستسلم بسرعة للمقولات المعدة السابقة والتي تتحدث عن «الحرية» وعن الحياة المنشودة من وجهة نظر الغرب لكن هؤلاء الشباب هم الذين كتبوا أول عبارة في سفر النصر السوري وقالوا منذ اليوم الأول: سورية أمنّا والدفاع عنها قدرنا، ودماؤنا رخيصة في سبيلها وهذا ما كان وهذا ما هو مستمر حتى اليوم وسيستمر حتى تستعيد سورية ابتسامتها وإشراقتها المعهودة.. عملوا في سورية على خلق فجوات عميقة بين الطوائف والمذاهب وغير ذلك لكن كل الدروب سُدت في وجههم وقال السوريون الحقيقيون منذ البداية: طائفتنا سورية، ورحنا نصلّي في الدير وفي المسجد صلاتنا السورية المشتركة وعيون الآخرين تقدح شرراً.. بالأمس احتفلنا بعيد الميلاد مسلمين ومسيحيين فأمّن المفتي خلف المطران، وعلا الآذان على وقع أجراس الكنائس فمن يستطيع فكّ هذا الالتحام.. جنّدوا مشايخ الفتنة لإصدار الفتاوى وتحريض الشباب السوري على عدم الالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري بل وحرّضوا العسكريين أصلاً على ترك الجيش والانسلاخ عن جلده لكن المفاجاة لهم لا لنا هي أن الشباب السوري تسابق للانخراط في صفوف صانعي المجد وراسمي الغد الآمن فخسروا وانقلب كيدهم في نحرهم أمام صلابة ووعي الشباب السوري.. هدّدوا ورغّبوا، وأهدروا أموالاً كافية لجعل الشعوب العربية من محيطها إلى خليجها تعيش أفضل حالات الرفاهية والرغد لتحقيق هاجس شرير وهو إسقاط الدولة السورية ولكنهم عجزوا عن ذلك ولن يقدروا عليه أبداً.. باختصار شديد وواضح: سورية أقوى مما يتصور الأعداء، وهذا الكلام موّجه لأعداء الخارج ولهادري مال وثروات شعوبهم في إحراق المنطقة، أما لأخوتنا السوريين الذين ما زالوا على ضبابيتهم فإننا لن نزيد على ما تقوله القيادة السورية وما تبادر به من حسن نيّة، نحن أخوة في الوطن، كلنا شربنا من دجلة والفرات وبردى وكلّنا تدثّرنا بسماء سورية الأحلى في الدنيا فلا تسمحوا لأحد أن يزرع الفتنة بيننا وعودوا إلينا فما زلتم في قلوبنا نبضة غالية وموجة دفء نحتاجها دائماً.. كلما تابعتُ حلقة جديدة من برنامج «قامات السنديان» كلما ازددتُ ثقةً ومعي كل السوريين أن وطناً أنجب هؤلاء الأبطال الشامخين لن يُهزم ولن يكون الغد إلا بقية من عزيمتهم التي لاتلين.. لو أن الذين تاهوا عن الوطن وغُرر بهم يسمعون ما تقوله هذه القامات لما ترددوا لحظة في إعلان توبتهم والعودة إلى حضن الوطن، ولو أن الذين يدعمون الإرهاب في سورية يمتلكون الجرأة لمشاهدة مثل هذه البرامج وسماع ما يقوله هؤلاء الميامين لأعلنوا هزيمتهم واعترفوا بخزيهم على الفور.. |
|