تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


«دويتشه فيله» الألماني: السعودية تشدد قبضتها على شبكة الإنترنت بذريعة «محاربة الإباحية»

برلين
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 31-12-2013
تعزيزاً للقبضة الحديدية في تقييد حريات المواطنين، وفي تجاوز جديد يستهدف حرية التعبير، اصدرت السلطات السعودية قراراً يقيد استخدام شبكة الانترنت، في خطوة جديدة لكم الأفواه التي تعبر عن نفسها لأول مرة،

لأنها ترى في حرية التعبير خطراً يهدد وجودها، لذلك تذرعت سلطات آل سعود بمحاربة الاباحية لاطلاق حملة امنية شديدة تستهدف تقييد حرية ناشطي الانترنت في البلاد، بعد ان شكلت هذه المواقع وخاصة موقعي تويتر وفيسبوك مساحة حرة للسعوديين للتعبير عن آرائهم بخصوص القضايا الاجتماعية والسياسية بعيدا عن رقابة السلطات التي ترى في حرية التعبير خطرا يهدد وجودها.‏

وذكر موقع دويتشه فيله الالماني في تقرير له انه بهدف محاربة الاباحية أصدر مجلس الوزراء السعودي قرارا لتقييد استخدام شبكة الانترنت الا ان ناشطين حقوقيين ومنظمات غير حكومية يرون في الخطوة تعزيزا للقبضة الحديدية في تقييد حريات المواطنين.‏

وقال الموقع: تبدو السلطات السعودية عبر وزارة الاعلام منهمكة للغاية في مراقبة كل شاردة وواردة فيما يتصفحه السعوديون وقررت السلطات السعودية مؤخرا تفويض الهيئة العامة للاعلام المرئي والمسموع مهمة تنظيم المحتوي الاخلاقي والاعلامي بجميع وسائطه المعلوماتية التقليدية والالكترونية .‏

وبصيغة السؤال الساخر عنون الموقع تقريره ب محاربة الاباحية أم... في اشارة إلى الاغراض السياسية وراء القرار وان الحديث عن تحصين المجتمع ليس الا مجرد حجة لمواجهة المعترضين من ناشطين ومنظمات حقوق انسان ترى في الخطوة تجاوزا جديدا يستهدف حرية التعبير في المملكة التي تطبق قوانين لا تناسب سوى الاسرة الحاكمة التي تكم الافواه وتحظر على السعوديين أي نوع من الحرية الفردية او المجتمعية.‏

الناشط الحقوقي وليد أبو الخير قال في حوار مع الموقع ان مجرد وجود وزارة الاعلام بحد ذاته هو للمراقبة والحد من حرية التعبير فكيف اذا أسند اليها ذلك صراحة لافتا إلى أن السلطات السعودية تدرك حجم الانفلات الكبير الذي أحدثه الاعلام الجديد ولا سيما تويتر وفيسبوك فأصبح الشعب السعودي يعبر عن نفسه لاول مرة دون واسطة وهو ما تخشاه السلطات السعودية .‏

وانتقد ناشطون سعوديون بارزون هذا القرار واعتبروه مجرد لافتة عريضة تخفي الهدف الحقيقي وهو فرض مزيد من الرقابة على التدوين والكتابة عبر الشبكة العنكبوتية.‏

وبحسب الاحصاءات الاخيرة يظهر ان زيادة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية هي الاعلي في العالم فقد وصل عدد مستخدمي تويتر إلى أكثر من 5ر4 ملايين وبنسبة زيادة قياسية وفقا لمدير موقع تويتر ديك كوستولو.‏

كما ان منظمة هيومن رايتس ووتش اصدرت في 18 الجاري تقريرا من 48 صفحة تحت عنوان تحدي الخطوط الحمراء .. حكايات نشطاء حقوقيين في السعودية روت فيه المنظمة قصص 11 ناشطا سعوديا في مجال الحقوق الاجتماعية والسياسية وكفاحهم لمقاومة جهود الحكومة لقمع هذه الحقوق كما تقول المنظمة.‏

واستخدم النشطاء وسائل الاعلام الجديدة بما في ذلك المواقع الاخبارية الالكترونية والمدونات وأدوات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك لبناء علاقات مع بعضهم البعض ومناقشة الافكار والاستراتيجيات من أجل التغيير وتطوير أرضية عامة لنشر رسالتهم الاصلاحية بحسب المنظمة ايضا.‏

وبحسب المحامي والناشط السعودي أبو الخير فان هذا بالضبط هو أكثر ما يخيف السلطات السعودية لذلك تعمل على تطويق الامر بشتي الوسائل وتخشي أكثر أن ينتقل السقف العالي في الاعلام الجديد والحياة الافتراضية إلى الواقع الحقيقي ولذا هي تسعى لتقويضه.‏

ويرى أبو الخير أن ما يجري من تحقيق ومحاكمة للناشطين في هذه الاثناء هو خير دليل على ذلك فبعد أن قامت السلطات بحجب صفحاتهم وحساباتهم ها هي تخيرهم الان وأنا أحدهم بين الصمت المطبق أو المحاكمة ومن ثم السجن لسنوات طويلة بتهم جميعها تتعلق بحرية الرأي والتعبير.‏

واذا كان تقرير دويتشه فيله يضيء على جانب مظلم من جوانب حقوق الانسان في السعودية فان الحياة العامة السعودية تحفل بما هو اشد سوءا اذ ان قبضة الحكومة قد تكون لينة مقابل ما يفعله المطاوعة من اعضاء ما تسمى هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تلاحق السيدات في الشوارع لمجرد ان تلاحظ طلاء اظافر على اصابعهن او ان تري سيدة في السوق دون مرافقة رجل كما تمنع على الرجال العمل في محلات بيع الاغراض النسائية.‏

ولا ينتظر احد من سلطات تنتمي للعصور الوسطى افضل من ذلك فهي لا ترى ضيرا في شن حملة ضخمة ضد قيادة المراة للسيارة في السعودية مع العلم ان المراة في العالم باتت رائدة فضاء تقود مركبة فضائية إلى القمر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية