تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نسخ عربية عن «فوكس نيوز»

البقعة الساخنة
الاثنين 4-4-2011
أحمــد ضوا

كشفت الأحداث الأخيرة في عدد من الدول العربية وخاصة سورية أن عدداً من القنوات الناطقة بالعربية ليست سوى نسخ معربة عن قناة فوكس نيوز الأميركية التي لايخفى على أحد طريقة أدائها وكيفية تعاطيها مع الأحداث الأميركية والعالمية.

فمصطلحات « ميثاق الشرف المهني والمصداقية ونقل الصورة الحية من موقع الحدث بشكل مباشر ....الخ » لاتعدو كونها شعارات سرعان مااتضحت واهيتها ليحل محلها التزام هذه المحطات المعربة برامجياً ومضموناً وهدفاً بالمشاريع الهدامة لإنجاز سياسات عجزت وفشلت قوى عالمية في فرضها لخدمة مصالحها والوجود الاستعماري العنصري الاسرائيلي غير القابل للاستمرار بالمنطقة.‏

مع الأسف هذه المحطات كشفت أوراقها دفعة واحدة وكذلك الأمر خيبت آمال الكثيرين الذين عولوا عليها في تعويض الضعف المزمن الذي يضرب الإعلام الرسمي العربي ولكن كانت الصدمة كبيرة عندما تحولت إلى أدوات فعالة في تشجيع أعمال الفوضى والعبث بأمن واستقرار الدول، والأخطر من ذلك تبنيها لمشاريع وأفكار هدامة سبق أن لفظتها المنطقة وتحاول إلباسها الآن لبوس شعارات الديمقراطية والحرية التي تشكل هدفاً لكل الشعوب العربية ولكن ليس على طريقة «نسخ فوكس نيوز الأميركية» .‏

وهنا نطرح الأسئلة التالية:‏

هل يحق لقناة فضائية أن تتبنى أي مضمون اتصال هاتفي أو تبثه لمجرد زعمه أنه يتحدث من موقع الحدث؟‏

وهل يحق لها أيضاً أن تفرد الزمن لجهة معينة وتحتج بضيقه لجهة أخرى لمجرد التباين بالرأي بين الطرفين ؟‏

وكذلك هل يجوز لمحطة أن تبث جنازة أي شخص على أنه سقط في هذا الحدث أوذاك دون أن تتأكد من ذلك ؟‏

الكثير من الأسئلة يمكن طرحها في هذا السياق وكلها مستمدة من واقع نعيشه منذ أشهر.‏

فالكثير من الصور تم تزويرها ... والكثير من جنازات الوفيات العادية استخدمت على أنها جنازات حدثت هنا وهناك!‏

ووصل الأمر بقناة فضائية اتخذت من اسمها صفة العروبة شكلاً وليس مضموناً أن تبث تجمعاً لفرح زواج على أنه تظاهرة في مدينة سورية!‏

لايوجد هناك أي مبرر لهذه الأعمال المتعمدة أوالمأجورة حتى لو لم يكن للمحطة مراسل في هذه الدولة أوتلك أو لم يسمح لها بإرسال مراسل... فالمهنية لها الأولوية والمصداقية في قول الحقيقة ويجب أن تكون هي الهدف النهائي وليس البحث عن مبررات كاذبة ومكشوفة لتسويق مشاريع هدامة في المنطقة لاتخدم إلا إسرائيل ومن لف لفها .‏

وهنا نسأل أيضاً :‏

لماذا يفرد الزمن لانفجار مافي إسرائيل بالصوت والصورة وبالعرض البطيء أحياناً وتمرر صور الأحداث في عدد من الدول العربية بكاميرات هذه الفضائيات بالثواني وبطريقة سريعة لا يمكن التأكد منها؟‏

ولماذايفرد لأسامة بن لادن والظواهري وغيره الزمن ولمرات عديدة ولايترك لمواطن أو مسؤول عربي يريد توضيح مسألة أو افتراء أو رواية إخبارية كاذبة إلا القليل من الثواني تحت مبرر ضغط الوقت؟‏

أعتقد أن المواطن العربي أصبحت لديه الإجابات بالأدلة والوقائع ولن يتأخر كثيراً في اتخاذ موقف من ذلك.‏

كلمة شكر تستحقها نسخ فوكس نيوز لدفعها المؤسسات الرسمية العربية إلى تذكر المثل القائل «لايحك جلدك إلا ظفرك» وخاصة على الصعيد الإعلامي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية