|
رسم بالكلمات
تبتعد عن الحرفية المصطنعة, وتقترب من الغفوية والفطرة التي تعبر تماماً عما يجول في نفس الشاعر بكل صدق ووضوح, رغم تنوع المواضيع المتناولة بين دفتي هذا الديوان من حب وجمال وعواطف أم وخيبة أمل, إلا أنه يمكننا القول: إن المجموعة مكتوبة بحس مرهف وحساس ورومانسي كحال شاعرنا, كأنه وهي واحد لا ينفصلان إلا للتعبير عما يجول في نفس الشاعر من ألم وحب وخوف وطموح وأمل و... يعبر حسن قداح عن كل ذلك بمفردات سهلة بسيطة وجذلة, نسجها بإتقان عبر حسه المرهف والمعبر بالدرجة الأولى عن الحب وجمالية الطبيعة والإنسان بروح غنائية شفافة: ولد الجمال بقريتي وترعرعا قدموسنا وربيعنا ولدا معا هي جنة بحقولها طاف الهوى نيسان من هذي الحقول تبضعا قدموس يا مشفى العليل وبلسماً قد صرتِ مطلب من يضيق توجعا تكشف المجموعة عن شاعر متمكن من أدواته الفنية, لإضافة إلى امتلاكه ثقافة تاريخية لابأس بها, وكذلك شغفه بالقيم الوطنية النبيلة, وهذا ما لمسناه في أكثر من قصيدة, فقد مجّد الوطن والإخلاص له من خلال وصفه للشهادة بأنها طريق النور والخلود والعطاء: زوّدت نفسك قبل الموت من عمل حتى غدوت بروح النور ملتصقا حبّ الشهادة قد أسقتك من غدق والربّ يوم خروج البعث قد غدقا لكن السمة الغالبة للمجموعة هي الحب, ويتوضح ذلك من خلال حب الشاعر لمحبوبته, فالحب يبقى الموضوع الأثير لدى الشعراء على اختلاف أنواعهم وأنماطهم, لأنه الأقرب إلى البوح الوجداني وهو مادة الشعر الأولى: الحبّ ليل مقمر وترنم الحب ليل فيه تلهو أنجم هو فلة هو نرجس وبنفسج والكل فيه راقص أو يحلم هو كالربيع حلاوة وتفتحاً كل الزهور بوجهة تبسم قوة حضور الحب في هذه المجموعة الأولى تتجلى في إطلاق الشاعر اسم محبوبته عنواناً لها (جنان) وقد قال: قبلت كل وريقة ضمن الكتا ب لأنها قد لامست كفيك وشممته شم البنفسج باحثاً عن زفرة سمراء من خديك لكن.. ورغم تعدد المواضيع التي تناولها الشاعر: السلحفاة, الجمال, قلق, قدموس, فنجان قهوتها, إلى الثوب الأسود إلى..... إلا أنه لم يستطع الخروج من إطار أحاسيسه وعواطفه الرومانسية رغم أنه حاول أكثر من مرة, لكنه لم يوفق في ذلك ربما لأن هذا ديوانه الأول, فقد مهره بختم الحب أولاً وأخيراً. جنان مجموعة شعرية صادرة عن دار قرطاج في سورية في 70 صفحة و( 21 ) قصيدة. وللشاعر قيد الطباعة مجموعة ثانية بعنوان ( من أجل أن يهدأ الرشأ )؟ |
|