تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رسالةٌ إلى امرئ القيس

العراق
رسم بالكلمات
الاثنين 4-4-2011
زينل الصوفي

أمازلْتَ تبكي واقفاً عندَ أطلالِكْ

ومُلتويا ًتخشى خَريطةَ تَرْحالِكْ‏

أمازالَ سرداباً خيالُكَ غامضاً‏

دُجى الوهمِ يكسو كلَّ حرفٍ بمنوالِكْ‏

تغيّر قاموسُ المحيطِ فلمْ نَعُدْ‏

نذوقُ الأغاني من تِلاوةِ موّالِكْ‏

لبسنا ثيابَ الشمسِ في كلِّ كِلْمةٍ‏

فضاقَ فضاءُ الليلِ في طقسِ أقوالِكْ‏

لنا في الهوى أرجوحةٌ وحدائقٌ‏

وأنتَ تُخيفُ الزهرَ في ضِرسِ زِلزالِكْ‏

مضى عصرُك المجهولُ من دونِ رجعةٍ‏

وغطّى قميصُ البوحِ أسرارَ سِروالِكْ‏

مضى شعرُك الباغي فكانَ ضَلالةً‏

يباعُ رخيصاً مثلَ رقْصةِ خَلخالِكْ‏

فمن قالَ للأشعارِ إنّك روحُها‏

وإنّك سلطانٌ على رأسِ أجيالِكْ‏

إذا كنتَ موجوداً تكلّمْ وهاتِنا‏

ولو( رنّةً ) تحكي خصائصَ ( نقّالِكْ )‏

قصائدُك العصماءُ شاخَ لهيبُها‏

وشاختْ حروفُ الجرِّ في جَرْس صَلصالِكْ‏

( كجلمودِ صخرٍ ) كان شعرُكَ جامداً‏

ومازالَ ليلاً بارداً فوقَ أوصالِكْ‏

فطرتَ ببيتٍ، يا امرأ القيسِ، جاهلٍ‏

وشعرُك دوما هلَّ من غيرِ شوّالِكْ‏

شربتَ نبيذَ العشقِ من كأسِ ماجنٍ‏

فصارتْ نساءُ الحيِّ قمحاً بغربالِكْ‏

لقد غابَ من عينيكَ وجهُ ( عُنيزةٍ )‏

ليشرقَ حبُّ الذاتِ في روحِ شَلاّلِكْ‏

لماذا ركبْتَ العمقَ في كلِّ رحلةٍ‏

وخلّفتَ أمواجَ الخفايا لأطفالِكْ‏

كتابُكَ عنوانٌ لوجهٍ مُظلَّلٍ‏

وسُكنى الزوايا ذكرياتٌ لأمثالِكْ‏

وعنكَ لسانُ الشعرِ يكتُبُ شعرَهُ‏

بأنّكَ لم تمنحْ زكاتَكَ من مالِكْ‏

ظننتَ كثيراً أنّ عشبَك باسقٌ‏

وكنتَ تريدُ الشمسَ عبداً لإجلالِكْ‏

غرورُك مسمومٌ سقاكَ عباءةً‏

وصارَ كوجهِ السحرِ وهماً لإشعالِكْ‏

* * *‏

نسيتُك حقّا.. ما تكونُ؟ أشاعرٌ؟‏

فلستَ بربِّ الشعرِ.. أخرجْهُ من بالِكْ‏

سأنسى سنينَ القحْطِ.. فالشعرُ ماطرٌ‏

أنا لن أُجاري ما أريدُ بمكيالِكْ.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية