تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الألوان

أبجــــد هـــوز
الاثنين 4-4-2011م
معتصم دالاتي

قال لصاحبه وهو يحاوره: هل تعرف «فلان»؟ أجاب: أعرفه جيداً سأل: ما مذهبه؟ قال: عربي سوري، كرر السؤال: أسألك عن المذهب،

لأنه تقدم لخطبة إحدى قريباتي، ولا نعرف عنه أي شيء، ولعلمك فقريبتي هذي بنت واعية وحلوة وكربوجة وتقدس الحياة الزوجية، رد عليه صاحبه: إذا كان الأمر يتعلق بخطبة وزواج فسأعطيك عنه تقريراً مفصلاً: فاسمع يا صاحبي.‏

فلان هذا، أولاً وأخيراً وقبل أي شيء عربي سوري، مستقيم ودغري، لم يدخل جيبه قرش حرام، مثقف، يناقش في كل الموضوعات، والمرة التي تطرق إلى موضوع الدين سمعته يقول: الجنة كما وصفها القرآن الكريم، عرضها السموات والأرض، إذاً فهي تتسع لكل الخلق، وتستوعب الجميع، من كل الأديان والمذاهب والفرق والشيع، لأن جميع الخلق هم أبناء الله، فهي أي الجنة، كالوطن، يتسع لكل أبنائه، بجميع ألوانهم ومعتقداتهم وأطيافهم، فهو أي الوطن، هذا الموزاييك الجميل الذي تختلف ألوانه ولا تتنافر، تتجاور فيه الألوان دون أن يشوش لون على آخر، تماماً كالوحة الفنية التي يصنع تكاملها ذلك الهارموني الرائع من انسجام الألوان المتعددة، دون أن يلغي لون لوناً آخر.‏

ويا صاحبي، أريد أن أضيف شيئاً من عندي، وأنت تعرف اهتمامي بالفن التشكيلي، وولعي بالألوان، ولعلك، بل من المؤكد أنك رأيت ما يسمى بقوس القزح ينتصب في السماء، ولعل جماله قد جعلك تحدق فيه طويلاً، فهل تعرف مم يتألف قوس قزح؟ قال: لا أعرف، بل أنت الرسام المولع بالألوان، فزدني علماً، قال: قوس القزح يتألف من الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، البنفسجي، النيلي، وهي ألوان مختلفة ومتجاورة وحسب نظرية عالم الفيزياء نيوتن، فإنك إذا مزجت هذه الألوان مع بعضها بعضاً، فستحصل على اللون الأبيض، وتعرف أيضاً أن الأبيض هو لون النقاء والسلام.‏

قال: يا صاحبي، أسألك عن فلان من أجل المصاهرة، فتقدم لي بحثاً في الألوان، أجاب: اسمع يا صاحبي، الفتاة عندنا تسعى للزواج، وبعدها تتخوف من الطلاق، وفلان هذا الذي تسأل عنه، إضافة إلى أنه ودود وكريم ومخلص ومنفتح، لم يفرط مرة بأي شخص بسبب خلاف في الرأي أو المعتقد، وإذا حصل النصيب بينه وبين قريبتك الواعية التي تقدس الحياة الزوجية، وحصل بينهما أي خلاف أو مشكلات مما تصيب الأزواج التي قد تؤدي إلى الانفصال، فإن هذا الفلان مهما حصل بينه وبين زوجته من خلاف، لن يفرط أحدهما بالآخر، ولن يدج أي منهما على قرينه يمين الطلاق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية