تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نيران الناتو الصديقة..!!

حدث وتعليق
الاثنين 4-4-2011م
عبد الحليم سعود

بعد أقل من 48 ساعة على تولي حلف شمال الأطلسي (الناتو) قيادة العمليات العسكرية في ليبيا بدأت (نيرانه الصديقة) بحصد أرواح المدنيين الليبيين الذين جاءت طائراته المقاتلة (لحمايتهم) كما يدعي قادة الحلف، وأول ما بدأت بقتله هم أولئك الذين توسلوا الغرب (الرحيم) للتدخل من أجل مساندتهم في حربهم ضد الجيش الليبي وكتائبه الأمنية.

للتذكير فإن عبارة (النيران الصديقة) تكررت كثيرا في حربي العراق وأفغانستان، لدرجة أن هذه النيران استطاعت أن تحصد في أفغانستان من المدنيين أضعاف ما قتلت من مسلحي حركة طالبان وتنظيم القاعدة، في حين حصدت أرواح مئات آلاف العراقيين في حرب ستبقى وصمة عار في جبين كل من خطط لها أو شارك أو ساهم فيها بطريقة من الطرق حتى يصدق العالم كل الأكاذيب التي بررت غزو العراق.‏

وكما يبدو، فإن كلمات الصدمة والأسف والخطأ وربما الاعتذار، ستتكرر كثيرا على لسان قادة الحلف ومسؤوليه مع كل مجزرة يمكن أن تقترفها قواتهم، ولكن من سيحاسب الحلف إذا أخطأ أو يسامحه إذا أسف أو اعتذر وهو الذي بات يشكل القوة العسكرية الوحيدة في العالم التي تشرع لنفسها عمليات التدخل وفرض الأمر الواقع في أي مكان وفي أي بقعة من كوكب الأرض، دون أن يستطيع أحد الرفض أو الاعتراض،ومن يعترض بعدما غدا مجلس الأمن الدولي ألعوبة أميركية بامتياز وبات كل من فيه أشبه بشهود الزور الذين (يبصمون) على المحاضر دون قراءتها.‏

لا شك أن تدخل الناتو في ليبيا سيستمر حتى تتحقق أغراض الدول المهيمنة على قراره، وهي أغراض مكشوفة لا تبتعد عن حسابات النفط وإن تسترت بعباءة (شفافة) تشي بما تحتها، وبإمكان العالم (لو استطاع) أن يحصي لنيران الحلف الصديقة وغير الصديقة في المستقبل آلاف الضحايا من أشقائنا الليبيين، ما لم تتضح أمامهم وبسرعة صورة ليبيا التي يريدون، وقد لا نبالغ إذا قلنا إنهم ربما يستيقظون يوما على أكثر من ليبيا كما هو حال السودان والصومال..وربما اليمن وغيره من بلاد العرب أوطاني، فمعاول الهدم والتقسيم في جسدنا العربي بدأت وقد اتخذت لنفسها عناوين براقة من قبيل الحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان..إلخ، أما الغرب فلمعاوله أسماء أخرى أكثر عصرنة ورومانسية كفجر الأوديسة مثلا، ولا نستغرب يوما إذا أطلقوا على غزواتهم أسماء حبيباتهم أو حتى أسماء حيواناتهم الأليفة فهذه أيضا لها مكانتها، مع بالغ احترامنا لكل جمعيات الرفق بالحيوان حول العالم ..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية