|
تحقيقات
فلماذا العزوف عن السكن فيها? وما نواقصها? وكيف حال خدماتها? وهل حقاً هي منفى?! تبلغ المساحة الإجمالية للضاحية (140) دونماً استملكت وبدأ العمل بها سنة (1994) لإسكان المنذرين بالهدم من سكان المخالفات بفعل التوسع والتنظيم أشادتها مؤسسة الإسكان العسكرية لصالح محافظة دمشق. تتكون من مشروعين قديم مؤلف من جزيرتين بمجموع (96) محضراً تضم (1032) شقة سكنية خصصت لإسكان المنذرين والمتضررين من أعمال الهدم في العقدة الخامسة على طريق المطار الدولي ومخيم جرمانا ونهر عيشة والدحاديل.
والمشروع الجديد يتكون من (96) محضراً تضم (960) شقة سكنية خصصت للمتضررين من أعمال التنظيم في الدويلعة وكفرسوسة وغيرها.. يقدر عدد السكان فيها بنحو عشرة آلاف نسمة يشكل حاملو الجنسية العراقية ما نسبته (50%) من إجمالي القاطنين بموجب عقود إيجار أو تمليك حسب إفادة المختار. مظهر مميز وأنت تعبر التجمعات التابعة للسيدة زينب تصادفك لافتة خجولة تحمل عبارة مشروع ضاحية الحسينية لصالح محافظة دمشق.. حيث يبدو الفرق الشاسع في حركة العمران بين المشروع وما يجاوره من تجمعات النازحين والذيابية وقرية الحسينية.
فالبناء المميز والموحد النماذج للمشروعين والشوارع العريضة المعبدة والأرصفة المبلطة والنظافة.. ولايعكر صفوك وأنت تجوبها سوى بعض الكلاب الشاردة في وضح النهار أو جرارات بيع مياه الاستعمال المنزلي أو صهاريج مديرية النظافة توزع مياه الشرب للقاطنين. والميزة الغالبة للضاحية انتشار تجمع المدارس على طول المشروعين ووجود مركز صحي ومخفر شرطة و (38) محلاً تجارياً عرضتها المحافظة للاستثمار في المشروع القديم ومجمع تجاري في المشروع الجديد لم يستثمر بعد. الافتقار لوسائط النقل أجمع الأهالي الذين التقيناهم إلى الشكوى من غياب وسائط النقل التي تنقلهم من الضاحية إلى مراكز عملهم في العاصمة واضطرارهم للسير مسافات طويلة في حر الصيف وبرد الشتاء إلى الشارع العام أو إلى التجمعات المجاورة حتى يظفروا بواسطة نقل تقلهم. وقال مختار الضاحية عدنان إبراهيم إن سرافيس التجمعات المجاورة لا تدخل إلى الضاحية رغم تكرار الطلب إلى لجنة سير السيدة زينب حول إمكانية تخصيص الضاحية بخط سير خاص بها أو الزام سرافيس بلدة الحسينية والذيابية الدخول إلى الضاحية لتخديم السكان. عزوف عن النقل المشترك وحول واقع النقل أوضح رئيس دائرة خدمات ضاحية الحسينية المهندس يوسف يازجي أن الدائرة أبلغت مديرية دوائر الخدمات بدمشق بمعاناة قاطني الضاحية وتمت مخاطبة شركة النقل الداخلي لإحداث خط يربط الضاحية بالعاصمة.. لكن كتاب الشركة رقم (2008) تموز الماضي أشار إلى الإيعاز لمستثمر خط السيدة زينب بتمديد خط الباص إلى الضاحية وتأمين المواطنين مع زيادة تعرفة الركوب إلى عشر ليرات فاعترض الأهالي. لأن زيادة التعرفة تمت والباص لم يتجاوز قوس السيدة زينب فيما أجور السرافيس أقل منه بثلاث ليرات. علماً أن نهاية خط السرفيس في كراجات السيدة زينب بالمنطقة الصناعية بينما نهاية خط باص النقل الداخلي خلف القصر العدلي القديم بالحميدية وما زالت معضلة السير هي أهم نواقص خدمات الضاحية?! الخدمة الهاتفية عليلة ومع بدء سكن المشروع وكحل إسعافي بادرت مديرية اتصالات ريف دمشق مؤخراً إلى تغذية قسم من الضاحية بوحدات لاسلكية موقتة ريثما تتوسع الشبكة الهاتفية.. ويبقى معظم القاطنين يفتقرون للهاتف الثابت لكن إدارة الضاحية مطمئنة إلى تأكيدات اتصالات ريف دمشق بأن التخديم الهاتفي ورد ضمن المشروع الريفي الثالث والذي باشرت بتنفيذه بداية أيلول الماضي حيث سيتم تخديم الضاحية وقرية الحسينية وأبرمت عقود تنفيذ تمديد كوابل نحاسية من السيدة زينب إلى كل من الذيابية والحسينية ونجها. وكنوع من الدعم الإضافي سيتم المباشرة بالعقد فور الانتهاء من انشاء شبكة القساطل الجاري تنفيذها وتم الإعلان عن مناقصة لتنفيذ الشبكة الهاتفية الفرعية في التجمعات المذكورة حلول آنية للمياه وفي إجراء آني لحل إشكالية مياه الشرب التي تعاني منها معظم بلدات ريف دمشق عمدت مديرية النظافة بالعاصمة إلى تخصيص الضاحية بثلاثة صهاريج يومياً لتأمين كمية (45) متراً مكعباً حاجة الأهالي تحت إشراف دائرة خدمات الضاحية. وفيما يخص مياه الاستعمال المنزلي خصصت الضاحية بكمية (300) متر مكعب يومياً بالتناوب بين جزيرتي المشروع القديم وبمعدل ساعتين يومياً للمشروع الجديد.. وأشار المهندس يوسف يازجي إلى تحسين الواقع الخدمي للضاحية من خلال تخطيط استراتيجي يؤمن المياه بشكل دائم بالتعاون مع المرجعيات المعنية. سلبية التداخل الإداري بداية الضاحية عائديتها لمحافظة دمشق وتجاورها تجمعات سكانية عائدة لمحافظتي ريف دمشق والقنيطرة. وواقع حال الضاحية أفضل بكثير من التجمعات المجاورة, فمثلاً النظافة سمة فيها بينما تجاورها تلال من الأتربة والنفايات العائدة لتلك التجمعات. ومن الصور السلبية للتداخل الإداري وحسب المهندس يازجي: قيام وحدة مياه السبينة بتعزيل البئر المجاور للضاحية في الذيابية الأمر الذي أدى إلى ملء شوارع المشروع الجديد بالأتربة والرمال حتى تمت الاستعانة بقسم الشرطة بموجب الكتاب (287) تاريخ 12/11/ الجاري لطلب المؤازرة بعد تطنيش وحدة مياه السبينة التابعة لمحافظة القنيطرة. وقيام جرارات بلدتي الذيابية التابعة للقنيطرة والحسينية التابعة لريف دمشق بنقل المياه للسكان حيث تعمد الجرارات إلى تخريب الأرصفة خارج الدوام الرسمي وهي غير مزودة بلوحات مرورية للدلالة عليها وتم الطلب إلى المحافظة لقمع هذه الظاهرة.. لولا البعد عموماً واقع خدمات الضاحية أفضل من التجمعات المجاورة وتضاهي بعض أحياء العاصمة لولا بعد المسافة وشريطة توفر وسائط النقل وتمثل هاتان النقطتان عامل العزوف الوحيد عن السكن فيها.. وربما لأن الوافدين الجدد من سكان مناطق الهدم والتنظيم لم يتكيفوا بعد مع الواقع الجديد.. هل تتضافر الجهود? أمام الواقع الراهن لضاحية الحسينية نقول: تتأثر كل حالة بمحيطها المجاور.. وإذا كانت التجمعات المجاورة تعاني انعدام النظافة وشح مياه الشرب وانتشار قطعان الغنم وظاهرة الكلاب الشاردة والإهمال من مرجعياتها الإدارية أي محافظتي ريف دمشق والقنيطرة.. فإننا بنفس الوقت لا نستطيع الفصل بين سكان التجمعات عموماً وتقوم إدارة الضاحية بتغذية جزء من الجوار بمياه الشرب. لكن القضية الأهم تقتضي تأمين وسائط نقل وهذه تتطلب قراراً من لجنة السير وفرع المرور بريف دمشق وضرورة قيام بلدية السيدة زينب ببناء مظلات واقية على مفرق الضاحية لأن دائرة الخدمات فيها لا تستطيع ذلك لكون المرجعية الإدارية تخص بلدية السيدة زينب وخارج إطار الضاحية المستملكة بمساحات محددة من الأرض.?! |
|