تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


ليس إلى درجة الزؤان!

آدم
الأربعاء 21/11/2007
سوزان ابراهيم

لأن متعة الحياة تكمن في جزء هام منها في الاكتشاف سعى الإنسان دوماً لفك ألغاز الكون وبنفس الدرجة من الأهمية فك رموزه هو أيضاً ككائن, فاندفع لا يوقفه شيء معلناً أن لا وجود لمستحيل!

ولأن الرجل يتمتع بخصائص فيزيولوجية ونفسية واجتماعية ومادية إضافة إلى حقب من الموروثات المتراكمة التي ثبتت تفوقه كما يعتقد ويريد كان له السبق في هذا المجال . هذا الاكتشاف الذي يتألق دوماً في فضاء الحرية فكرياً وحركياً دون إذن مسبق من ولي أمر أو وصي أو غير ذلك - تبلور وحط رحاله لدى كثير من رجالنا عند أعتاب عالم المرأة الغربية المتحررة بكل المقاييس وهو الذي لم يتح له مجتمع الشرق معرفة الكثير عن سراديبه وألغازه هذا الكلام ما عاد ينطبق كثيراً على أرض واقعنا الآني مع انفتاح تشهده تلك العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمعاتنا رغم ما يؤطرها من نفاق وتواطؤ ضمني بينهما إلى جانب اكتشاف المرأة وأسرارها وما لذلك من متعة, دفعته البراغماتية التي تعلمها إلى الزواج من أجنبية للحصول على جنسية البلد المضيف والتمتع بما تتيحه له من منافع . حسن هو الآن أنهى ما ذهب لأجله وفي غالبية الحالات التي عرفتها أو علمت عنها كان ذلك الغرض هو استكمال الدراسة والتخصص والعودة بالشهادة الكبيرة وفي كثير من الحالات بزوجة شقراء تتكسر حروف العربية على حافة النطق لديها.‏

ماذا بعد ذلك? كان الرجل البدوي القابع في أعماقه التي لم يصل ضوء الغرب إليها حاضراً بقوة بعد أن عاد ليجلس على عرش يحتفظ له بكل الصلاحيات التي ما زالت سارية المفعول, لكن الرجل بدأ يعاني من غربة لا يدري ماهيتها تتسرب إلى حياته فهو غير قادر تماماً على العيش كسوري أو كعربي شرقي في كثير من علاقاته مع الآخرين وها هي الزوجة تتأفف وتحاول في أحسن الأحوال إقناعه بالعودة إلى ديار أهلها والإقامة هناك فهي لن تتحمل أزمات المعيشة اليومية والعادات والتقاليد الغريبة عنها وعيون الجيران وأهل الزوج كما أنها لن تجيد تربية أطفالها بطريقتها في بيئة غيرها!‏

من خلال الحكايات التي عرفتها كان هناك عدة احتمالات:‏

قلة قليلة من النساء الأجنبيات تأقلمن مع الحياة الشرقية وبقين لرعاية الأسرة كأي امرأة عربية متخليات عن شهاداتهن العلمية, فأوضاع بلادهن البعيدة ليست بأفضل حال خاصة إن تمكن الرجل من سدّ كامل احتياجاتها المادية ووفر لها فرصة زيارة بلدها أحياناً مع الصبيان من أولادها دون البنات!‏

كثير من أولئك النسوة لم يتمكن من ذلك فغادرن برفقة أطفالهن خاصة إن كانت ولادة الأطفال في بلدها الأم. ولم تتورع بعضهن عن التحايل على القانون و( خطف ) الأطفال دون علم الزوج بشراء عمّ أو جدّ مزور!‏

وثمة حالات عاد فيها الرجل الشرقي محتفظاً بشرقيته مصمماً على الزواج من عربية متبعاً قول أمه ( زؤان البلد ولا حنطة جلب!) ولكن مخلفاً وراءه طفلاً أو طفلة أو أكثر لا يعلم عنهم شيئاً.‏

أحد الأصدقاء يشكو أحياناً من برودة العاطفة التي كانت تجمعه بزوجته الأجنبية والتي فضلت البقاء هنا لأن الوضع في بلدها أسوأ مما تحتمل بعد كل ما وفر لها من رفاهية, مستقلة بنفسها عنه في غرفتها تتابع محطة بلادها الفضائية, وكم يثير حنقي كلما سمعته يقول: لو كانت عربية لما ترددت لحظة في طلاقها ولكن إلى أين تذهب وكيف سترى أطفالها! رغم إعجابي برقته ورهافة مشاعره تساءلت: وهل المرأة العربية زؤاناً يستحق الرمي ساعة لا نريده ولم لا يسأل أي رجل نفسه ذات السؤال : لمن ستلجأ هذه المرأة إن طلقها? وهل عليها رؤية أولادها في suzani@scs-net.org ">المحاكم!!‏

suzani@scs-net.org

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية