|
شباب , خوف , تردد , فشل , خيبة .... تخلف كلما اتسعت بقعة الضوء التي تنيرها الشموع لأعرف و يعرف معي الجميع ان رنا ارادت ان تقول لنا ان كل فكرة قدمها الشباب المشاركون هي شمعة التقت مع غيرها فأثمرت مبادرة سنرى لاحقا ما انجزت . مدرستي انا و انا مدرستي انه حفل اختتام مبادرة القادة الشباب و التي يرعاها المجلس الثقافي البريطاني و مشروع شباب وهاهواسامة الشيخ من مجموعة حمص يقفز الى المسرح ليخبرنا ان ما فقده من حبه لمدرسته بسبب قلة النظافة والمقاعد المكسورة , سيعيدها مع زملائه بالمجموعة بتنظيفها و اعادة ترميمها, وكيف لا وهي المكان الذي يقضي فيه نصف يومه كما يقول و يحصل فيه كل خمس دقائق على معلومة جديدة من معلميه و من هذه المدرسة يحصل عشرات الطلاب على 240 درجة في البكالوريا العلمي , انه يحب الدراسة و يحب المدرسة و من اللاشيء بدؤوا و رمموا مدرستي محسن عباس و غرناطة . صناع المستقبل يعتذر محمد السوسي من مجموعة حلب عن تلبكه رغم ان الجميع كان ينصت لما يخبرنا عما حققوه و ما حققوه انجاز لانهم اعادوا خمسة اطفال متسربين من التعليم الى مدارسهم , وعندما سألت زميله في المجموعة محمد زكي محمد علي عن الصعوبات قال لي : تعبنا مع الاهل لان احد اسباب عمل الاطفال هو مستوى دخل الاسرة المتدني , لكننا تجاوزنا جميع الصعوبات بمساعدة شركائنا و خاصة الاستاذ عادل جراب من جمعية تنظيم الاسرة. لأن آثارنا تستحق قررنا ان نحييها في تفكيرنا و ذاكرتنا , تقول ثنا دسوقي من مجموعة دمشق وهي تعرفنا على مشروعهم فهم لا يريدون ان تبقى المعلومات عن سوق الحميدية تسوق و بوظة بكداش بل معلومات عن القلعة و الجامع الاموي و من بعدهما كنيسة حنانيا تحكي تاريخ حضارة مدينتهم العريقة دمشق. المبادرة تهدف مبادرة القادة الشباب تشجيع الشباب على المشاركة الفعالة في تنمية و تطوير مجتمعاتهم المحلية و ذلك من خلال إكسابهم المهارات اللازمة لتصميم مثل هذه المشاريع و توفير الفرص و الدعم اللازم لتنفيذها , فبعد اختيار 15 شابا من اكثر الطلاب تميزا في كل من دمشق و ريف دمشق و حمص و حلب جرت دعوتهم للمشاركة في ورشة عمل تدريبية عقدت في شهر حزيران الماضي حيث تم تعريفهم على مشاريع تطوير المجتمع و تدريبهم على المهارات اللازمة لهذا العمل , و من ثم قامت المجموعة في نهاية ورشة العمل بوضع خطط لمشاريعهم الخاصة التي قاموا بها لاحقا بتنفيذها في محافظاتهم و كما رأينا تنوعت المشاريع المطروحة من قبل مجموعات الشباب ابتداءً من مجموعة القادة الشباب في حلب و الذين قاموا بحملة توعية ضد عمالة الاطفال . بينما اطلقت المجموعة في حمص على حملتها شعار انا مدرستي و مدرستي انا وكان هدف الحملة تنظيف و تحسين صورة المدارس من قبل طلابها والترويج لفكرة دور الطلاب في المحافظة على بناء و اثاث المدرسة وتحسينها و طلاء جدرانها و الحرص على نظافتها . اما مجموعة القادة الشباب في دمشق فقد هدف مشروعهم و ركز على زيادة التوعية بآثارنا و كانت حملتهم تحت شعار لان اثارنا تستحق ذلك على اعتبار ان دمشق مع غناها بها فان هذه الاثار و المعالم البارزة لا تزال غير معروفة بالنسبة الى عدد كبير من سكان هذه المدينة . و عن المبادرة يتحدث السيد انور عباس المسؤول عن المبادرة قائلا: تشكل هذه المبادرة نقلة في مفهوم العمل التطوعي الاجتماعي حيث يمكن المشاركين ليس فقط من الاستفادة من فرص التطوع التي توفرها المؤسسات المختلفة بل يشجعهم على التأمل في مشكلات محيطهم و على التفكير بحلول عملية و تحويلها الى مشاريع يصار الى تنفيذها فهو يحفز الشاب على التفكير التحليلي و الابداعي و يتطلب مهارات عديدة تسهم ايضا في تنمية و تطوير شخصية الشاب. و اضافت الانسة رنا خلف المسؤولة عن المبادرة من مشروع شباب : ان 60 % تقريبا من الشعب السوري هم من فئة الشباب ونظرا للضرورة الملحة لايجاد طرق و سبل للاستفادة من هذه الثروة البشرية و استثمارها و كانت مبادرة القادة الشباب لاننا نعتقد انه من حق شبابنا ان يشاركوا في مشاريع التطوير و التنمية و خاصة تلك التي تعالج المشكلات الخاصة بهم . جوائز و الان هل سيكون مهما ان تحصل اي مجموعة على المرتبة الاولى او الثانية او الثالثة ? لا, لاننا راينا جميعا رغبة هؤلاء الفتية في تطوير انفسهم و محيطهم القريب , عبارات التنمية والموارد الذاتية رميناها جانبا , لاننا رأيناها امامنا علاقات ايجابية بين شموع لم يبلغوا الثامنة عشرة تضامنوا و عملوا من اجل الصالح العام بعد تدريبهم على مهارات القيادة فأخذوا بزمام امورهم وعملوا على حل مشكلاتهم ومشكلات محيطهم , قاوموا الفردية والاستكانة وتسليم الامور للغير. ماذا بعد? سيقوم المشرفون على المبادرة بتقييمها ككل, ليقرروا بعدها الخطوة التالية. وانا اقول التجربة بنجاحها قيمت بنفسها سألت الشاب الذي كان يجلس بقربي هل عندك استعداد للتطوع في مدرسة ابنائي لمساعدة الادارة في حل مشكلة تفاقم العنف بين التلاميذ, لانهم طلبوا منا المساعدة في مجلس اولياء?فبادرني بالموافقة ان كانت هناك الفرصة المناسبة من المدرسة ومن جمعية تتبنى الفكرة. والشاب طلب مني عدم ذكر اسمه, وهو ابن عم القيادية التي حصلت على جائزة التميز من مجموعة دمشق . |
|