تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تفتيت خارطة اللجوء الفلسطيني

دراسات
الأربعاء 21/11/2007
بقلم د. رفعت سيد أحمد

اللاجئون الفلسطينيون أو ما يسمى ب (الشتات الفلسطيني) الذي نتج عن الاحتلال الاستيطاني-الاحلالي الصهيوني هو جوهر القضية الفلسطينية

إلى جانب الأرض المحتلة وقد تولت هذا الشتات مجموعة من الهيئات الفلسطينية لحماية حقوق ا للاجئين حيث يوجد داخل منظمة التحرير دائرة شؤون اللاجئين والتي بدورها أنشأت لجاناً لخدمات شعبية وعددها (31) لجنة داخل فلسطين وخارجها.‏

لقد بات إدخال قضية (فلسطيني الشتات) ضمن أولويات التغيير في المنظمة أمرا ملحا وضروريا لكنه يحتاج إلى مراجعة وإلى مقترحات ورؤى جديدة تأخذ في حسبانها تلك الأحداث الدامية التي وقعت بين حماس وفتح والتي ألقت بظلالها على مجمل المشهد الفلسطيني في الداخل والخارج وأثرت سلبا على مسيرة النضال الفلسطيني أيا ما كانت المكاسب الآتية لأي من الفريقين (الفتحاوي أو الحمساوي),وكان فلسطينيو الشتات هم الأكثر ضررا بين الجميع لأن قضيتهم غيبت وأضحى الحديث عنها سواء منفردة أو مرتبطة بقضايا الصراع الأخرى يأتي فقط في المناسبات وأوقات الفراغ وأثناء استراحة المحاربين أصحاب المشاريع الكبرى في المنطقة المبتلاة بحكامها وغزاتها.‏

ولكن لنعد بالقضية رغم مرارات اللحظة إلى أصولها ولنتحدث عن فلسطينيي الشتات كأحد أبرز الآليات لتطوير مؤسسات منظمة التحرير في هذه اللحظة الفارقة من مسار الصراع مع العدو الصهيوني وهو حديث نحاول أن نمحوره في نقاط عل الحوار حولها يتغير أو يساهم في إيقاظ نوم الهاجعين من قومنا أو أولئك المتصارعين من أشقائنا.‏

أولا:‏

ولكي نحدد سبل إعادة تنظيم فلسطيني الشتات ومؤسساتهم دعونا نسأل عن خريطة توزيعهم, ماذا عن مخيماتهم,وما هو تعدادهم الصحيح بشكل محدد ماذا عن واقع هذه الكتلة الفلسطينية الحيوية ومشهدها السياسي والديمغرافي العام.‏

في البداية وبعودة إلى التاريخ القريب نشرت وكالة الغوث (الأنروا) إحصائية لعام 1995 وردت في صحيفة الحياة يوم 1/7/96 تحت عنوان (الانتشار الفلسطينيي) أوضحت أن مجموع المقيمين في الدول العربية المجاورة من فلسطيني الخارج هو 3127375 غالبيتهم في الأردن حيث يعيش ,2145451ومنهم في لبنان 550000 وفي سورية 374000 ومصر .57791‏

كما أوضحت أن مجموع المقيمين من فلسطينيي الخارج في منطقة الخليج 370359 نسمة أكثرهم في السعودية حيث يعيش 240128 ومنهم في الكويت 26000 وفي البحرين وقطر والإمارات العربية 104225 .‏

كما يعيش في العراق وليبيا 73359 نسمة وفي باقي الدول العربية 85746 نسمة,وهكذا يكون مجموع من يعيش في جميع الدول العربية 3656833 من فلسطينيي الخارج يمثلون حوالي 47,5% من مجموع شعب فلسطين العربي.‏

وهناك 224241 نسمة في الولايات المتحدة الأمريكية و 244722 نسمة في أقطار أخرى من عالمنا بما يمثل 6,09% أي أن فلسطينيي الخارج يمثلون 53,59% من مجموع الشعب الفلسطيني العربي البالغ حسب هذه الإحصائية 7697930 نسمة.‏

وهذا يعني أن عدد فلسطينيي الداخل الموجودين اليوم على أرض فلسطين هو 3572134 نسمة منهم 1064975 في فلسطين المحتلة عام 48 وفي القدس الشرقية المحتلة عام 67 و 950345 في قطاع غزة و 1556814 في الضفة الغربية.‏

كما أن العدد الكلي لفلسطينيي الخارج هو 4125796 نسمة حسب هذه الإحصائية التي تعود إلى عام .1995‏

بعد سنوات من هذه الإحصائية أشارت قاعدة بيانات المركز الفلسطينيي للإعلام لعام 2004 إلى أن 42,6% من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة هم لاجئون وتقدر هذه البيانات أعداد الذين طردوا نتيجة لأحداث نكبة 1948 بحوالى 750 ألف مواطن إضافة إلى حوالى350 ألف مواطن في العام 1967 كما وتشير التقديرات الحالية لعدد الفلسطينيين المقيمين خارج وطنهم في الشتات بما يقارب خمسة ملايين نسمة في نهاية عام 2004 يتركز وجودهم في كل من الأردن (حوالي 3 ملايين) وفي سورية ولبنان (حوالي مليون نسمة) أما الباقون فيتوزعون على أنحاء مختلفة من بقاع الأرض.‏

وفي مسح ميداني آخر أجرته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في شهر آذار 2005 يشير إلى أن عدد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين التابعة رسميا للوكالة بلغ في الضفة الغربية 19 مخيما وعدد اللاجئين المقيمين فيها وصل إلى (687542) لاجئا,وبلغ عدد الأسر الفلسطينية اللاجئة حوالي (152069) أسرة بمعدل 4,57 فرد لكل أسرة أما في قطاع غزة فقد بلغ عدد المخيمات 8 وعدد اللاجئين 961645 لاجئا,وعدد الأسر (211046) أسرة بمعدل 4,63 فرد لكل أسرة وتؤكد الإحصائىة أنه على سبيل المثال أن مخيم جباليا لا تتعدى مساحته 1,5 كم مربع يقطن فيه حوالي 110 ألف لاجئ يفتقرون إلى أدنى سبل الخدمات الأساسية إضافة إلى كون اللاجئ يفتقر إلى ملكية وسائل وعوامل الإنتاج التي يستطيع من خلالها تحسين مستواه الاقتصادي والاجتماعي.‏

هذا ويبلغ عدد المخيمات الفلسطينية المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الدول العربية المجاورة:الأردن,سورية,لبنان,مصر,حوالى 69 مخيما منها حوالى 60 مخيما (منظما) أي تشرف عليه وكالة الغوت الدولية لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا) وعدد آخر حوالى 6 أو 7 مخيمات غير خاضعة لإشراف الوكالة الدولية وهناك عدد من المخيمات قد أغلقت أو أفرغت من سكانها.‏

* كاتب ومحلل سياسي مصري‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية