تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مواجهة بين بلغراد وبريشتينا?

نوفوستي
ترجمة
الأربعاء 21/11/2007
ترجمة: د. ابراهيم زعير

من غير المستبعد أن تمثل على خريطة العالم في أواخر العام الجاري دولة جديدة دولة اقليم كوسوفو بإعلان استقلاله عن صربيا. ومن المقرر أن يكون هذا الحدث بعد العاشر من كانون الأول القادم.

ففي هذا اليوم يتوجب على الوسطاء في المفاوضات بين الجهتين المتورطتين في مجابهة لاتعرف الهوادة هما بلغراد وبريشتينا.‏

والوسطاءهم ( روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي) ومن المفترض أن يقدم إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تقرير عن نتائج المفاوضات.‏

وليس من الصعب التكهن بمضمونه, وذلك لأن بلغراد وبريشتينا لم تتراجعا قيد أنملة عن مواقفهما السابقة بحيث لن يتسامح الصرب مع خسارة هذا الإقليم كما لن يقبل الكوسوفيون أي مساومات لأنهم يسعون إلى الانفصال نهائيا.‏

وقد أعلن رئيس وزراء كوسوفو أغيم شيكو من أن الإقليم سيعلن استقلاله من جانب واحد بعد العاشر من كانون الأول القادم. مباشرة وهو مقتنع من أن بضع عشرات الدول ستعترف به.‏

وسوف تكون الولايات المتحدة في مقدمة تلك الدول, الأمر الذي أكدته واشنطن دون مواربة على لسان الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجيه كونداليزارايس. وتفسر واشنطن موقفها بانه طال انتظار تسوية النزاع أكثر من اللازم ولم يعد ثمة جدوى من مواصلة الانتظار في حين لا يستطيع الطرفان حتى الاقتراب من أي حل وسط.‏

أما موقف موسكو فقد طرح على أعلى المستويات والذي يؤكد على ضرورة أن يتخذ القرار بشأن كوسوفو في يلغراد وبريشتينا وليس في واشنطن أو نيويورك. والذي يعني ضرورة مواصلة المفاوضات طالما يقتضي الأمر ذلك. وتقول موسكو إن العالم يشهد العديد من النزاعات المعلقة التي لاتقل حدة عن نزاع كوسوفو. وعلى سبيل المثال, قبلت قبرص في الاتحاد الأوروبي رغم وجود ما يسمى بجمهورية قبرص الشمالية التركية والتي لم تحظ باعتراف أي دولة عدا تركيا ولسبب ما تستطيع المشكلة القبرصية أن تبقى مجمدة خلال أكثر من ثلاثين عاما, أما مشكلة كوسوفو فتؤرق المجتمع الدولي إلى درجة غير مفهومة وغير معقولة.‏

وعندما يتحدث الدبلوماسيون الروس عن قضية كوسوفو فانهم يستندون في ذلك إلى قرارات الأمم المتحدة التي من المفترض ألايعاد النظر فيها.‏

فالقرار رقم 1244 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في عام 1999 يؤكد المجتمع الدولي اعترافه بحرمة اراضي صربيا.‏

وثمة حجة أخرى تدحض موقف الغرب علما أنه غير متجانس كما يحاولون تصويره فمن المرجح أ ن تصطدم خطة انفصال كوسوفو بمعارضة من جانب اسبانيا حيث يطرح الباسكيون منذ عشرات السنين قضية استقلالهم, وسلوفاكيا بأقاليمها التي يقطنها مجريون واليونان بشمالها الألباني وإيطاليا التي تواجه مشكلة تذمر الألبانيين. كما يطرح السؤال التالي نفسه بقوة: هل تحتاج إلى مثل هذه السابقة بريطانيا في ظل استعداد الاسكتدلنديين لإعلان الاستقلال عنها أوفرنسا بما فيها من المشكلة الكورسيكية أو بلجيكا المنقسمة إلى قسمين أو تركيا بمشكتها الكردية المعلقة?‏

ناهيك عن مقاومة ر وسيا لهذه السابقة الخطيرة. ذلك أنها ستضطر فور إعلان استقلال كوسوفو إلى أن تشرح للجمهوريات غير المعترف بها في اراضي الاتحاد السوفييتي السابق- أبخازبا وأوسيتيا الجنوبية وبريد نيستروفه- ما الذي يحرمها من الحق في تقرير مصيرها على غرار كوسوفو.‏

صحيح ان وضع كوسوفو فريد من نوعه , ولكن فرادته لاتتلخص في الحجج التي تحاول واشنطن أن تعلل بها فصل هذا الاقليم عن صربيا وإنما تتلخص في تاريخه وجذور ه التاريخية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية