تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هل هو الحب?

الغارديان
ترجمة
الأربعاء 21/11/2007
ترجمة: رندة القاسم

خلال ست وعشرين ساعة كالزوبعة حاول (نيكولاس ساركوزي) في زيارته لأميركا سلب القلوب الأميركية من جديد برسالة عبر (فوكس نيوز) قال فيها: (يمكن لأميركا أن تعتمد على فرنسا).

وأعضاء مجلس الشيوخ الذين كانوا يستمعون لخطاب الرئيس الفرنسي مروا بدقيقة اعتقدوا فيها أن الجنود الفرنسيين والأميركيين كانوا يقفون جنبا إلى جنب في كل صراع منذ حرب الاستقلال الأميركية.‏

لم يكن هناك ذكر للعراق أو لحقيقة أن سلفه جاك شيراك قاد المعارضة الأوروبية ضد الحرب, وبوقار تعهد السيد ساركوزي ببقاء الالتزام بأفغانستان مهما احتاج الأمر إلى وقت, وفي الواقع تسحب فرنسا قواتها الخاصة من ذاك البلد.‏

وكذلك كانت كلماته حول الناتو غامضة, فمنذ أشهر والشائعات تدور حول نية فرنسا إعادة الانضمام إلى القيادة العسكرية للناتو والتي غادرتها في ذروة الحرب الباردة.‏

وفي أميركا قال السيد ساركوزي كلما كانت أوروبا أكثر نجاحا في إنشاء بنيتها الدفاعية الخاصة, كلما توجب على فرنسا أن تكون أكثر تصميما على استئناف دورها الكامل في الحلف, وهو ليس الشيء نفسه تماما.‏

وهناك اختلاف أيضا بين واشنطن وفرنسا حول تركيا, فأميركا تدعم بقوة طلب الدولة بالانضمام للاتحاد الأوروبي, ولكن الرئيس الفرنسي اعتبر هذا هراء على اعتبار أن ثمانية وتسعين بالمئة من تركيا في آسيا لا في أوروبا, ومع ذلك الدولتان متقاربتان في مسألة استقلال كوسوفو والعقوبات القوية للحيلولة دون امتلاك إيران لأسلحة نووية,. وإن كان قد تغير القليل في جوهر النزاع عبر الأطلسي, فإن اللهجة قد تغيرت وقلة من يشكون بأن (ساركو- الأميركي) كما أضحوا يسمونه في بلده صادق في إعجابه بأميركا كأرض للفرص وبأنه ملتزم بإصلاح سوق العمل الفرنسي لهذا السبب, ولكن التساؤل هو حول ما إذا كان السيد ساركوزي قادرا على الاستمرارفي هذه الحملة من النشاط, فها هو في دقيقة ينقذ صحفيين فرنسيين في تشاد, وفي التالية يناشد الكونغرس الأميركي نيابة عن أوروبا, ويفترض في هذه الحالة أنه يستطيع التحدث نيابة عنها, ويعود إلى وطنه لمواجهة شهر من الاحتجاج, فعمال السكك الحديدية الفرنسيون سيدخلون إضرابا ليتبعهم عمال الغاز والكهرباء, وعمال الخدمات المدنية, الطلاب, المعلمون والموظفون في نظام القضاء الفرنسي.‏

السيد ساركوزي يناضل على جميع الجبهات بوقت واحد, مؤكدا القيادة الفرنسية لأوروبا ومقدما تسوية مع أميركا مع دفع لبرنامج إصلاحات محلية غاب عن أنظار الرؤساء ورؤساء الوزراء على السواء في العقد الماضي, يجب تقديم شيء وعندما يحدث هذا ستكون حماسة السيد ساركوزي على المحك.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية