|
شباب على أن يجد حلا لها أو على الأقل أن يعثر على تبرير لوجودها..بينما هو كذلك على حالة من الغموض و الحيرة و الارتباك.. تناهى إلى سمعه أن طائرات العدو اندحرت و أن طائراتنا و سلاحنا الجوي قد بدأت بالتفوق في السادس من تشرين الأول عام 1973.. فعرف منذ ذلك اليوم أن الحرب هي الوسيلة الوحيدة التي تجدي مع أعداء الشعوب و مغتصبي الحقوق.
لم يمض عليه الكثير من الزمن..منذ أن قطع دراسته الجامعية.. لينخرط في الكلية الحربية.. و من ثم ليقضي فترة تخصصه في كلية سلاح المدفعية. لقد قال لزميله في اليوم السابق لاستشهاده:»أتوق إلى ذلك اليوم الذي سأضع فيه كامل خبرتي موضع التنفيذ عندها لن تخطئ قذائفي العدو... و خاصة إذا كان الصيد ثمينا أليس كذلك؟» أجابه:«أجل هذا أملنا جميعا» و ذهبا ليندس كل منهما في فراشه استعدادا ليوم تدريب جديد. في صباح اليوم التالي دعي إلى الندوة المقامة وسط الكلية...حضر إليها مسرعا..تزاحم مع رفاق السلاح.. لم يخطر في باله أن أحلام أمس سيحصدها مدربوهم الذين طالما منحوه الحب و الاحترام..لا جدوى فالجريمة مبيتة..و أنياب الحقد بارزة..و صرخات الكراهية تنبعث من أفواه القتلة..ياللهول رصاص...دخان...دماء...قنابل...أجساد مبعثرة. «أيعقل أن يقود النقيب مجموعة( كومندوس)إسرائيلية إلى هذا المكان! أليس هذا زميل الأمس الذي حدثته عن أحلام المستقبل!؟ إنه جثة هامدة فتك بها رصاص الحقد! إذاً أنا لست في حلم.. أنا في يقظة..إنها المؤامرة..واقع الإجهاض..واقع التعويق..لا لن أطيل التفكير..لن أسمح بتمرير المؤامرة..سأجعل من جسدي مقبرة لحقد الأعداء و ملاذاً لرفاق السلاح و مثالاً يحتذى.. و سرعان ما ألقى بنفسه فوق قنبلة يدوية على وشك الانفجار. |
|