|
مجتمع و القطع الفخارية والخشبية والعاجية والصدفية والحلي والنسيج والبروكار الدمشقي والموزاييك والأرابيسك لكونها تعبّر عن موروث فذ للفن الإسلامي الثري ورؤية الحرفيين الذين يبدعون روائعهم بأدواتهم البسيطة التي تترك في النفس ذكريات خالدة باعتبار أنها صناعات قديمة و مصنوعات محلية وفريدة ومتميزة بنكهتها التاريخية والإبداعية الرائعة فضلا عن كونها قطعا عملية يفيد منها باستمرار وتشيع في بيته نكهة البيئة السورية الخاصة التي من الممكن ان تجدها في كل بيت . عمل فني .. وليس تجارياً تقول لينا حرفية تعمل بصناعة الخزفيات من الصلصال مازلت اتابع عملي رغم كل الصعوبات التي نواجهها فانا أحب عملي وآتي كل يوم واقوم به غير أن وقت دوامي قد قل فأصبحت أعمل 4 ساعات بدل من 8 لسوء الطرقات كما أن عدد العاملين قد تم تقليصه فقد كنا 4 وأصبحنا الآن 2 لأن صاحبة المحل لم تعد تستطيع تحمل المصاريف فغلاء أسعار المواد التي نحتاجها وصعوبة وصولنا لها شكل عائقاً أمام استمرارنا جميعا ضمن المحل الذي كانت تعتاش منه أربع عائلات , و اقتصر المردود على عائلة واحدة فالألوان التي نستخدمها للرسم على الخزفيات صناعة غير محلية ويلزم علينا ان نحضرها من أماكن تكون أكثر الأحيان متوترة ونواجه صعوبات للوصول إليها وهوما يسبب بتأخير صناعة القطعة لشهر أو أكثر فنحن لم نعد نصنعها إلا بناءً على طلب شخصي فقد كانت مهنتنا تعتمد بشكل أساسي على السياح وهم غير متوافرين نتيجة ماتمر به البلاد لذلك فحركة البيع شبه معدومة ومع هذا لم نقم برفع أسعار منتجاتنا فنحن نقوم بعمل فني وليس تجارياً ويهمنا الزبون النوعي المهتم بصناعاتنا . ويضيف زاهر الفجل الذي يعمل بصناعة الفضة أنه مع غياب الزوار وقلة الراغبين بشراء منتجات المهن اليدوية اغلقت معظم المحال وبعضها الآخر رغم فتحه إلا أنه خال من الزبائن واقتصر وجود أصحابها على وضع طاولات في الخارج والتجمع للعب النرد واحتساء الشاي والقهوة بانتظار بعض المارين ولم نفقد الامل بعودة الوضع كما كان فسورية ستبقى بوصلة الجميع . احتياجات السوق المحلي فيما يرى احمد دبغاني حرفي يصنع الجلديات أن الأزمة الحالية وجهت أنظار أبناء البلد الى المهن اليدوية للاهتمام بها وهو ما خفف من معاناتنا حيث المواد المستخدمة بصناعتنا كلها موجودة محلياً ونأتي بها من سوق الدباغة ولايحتاج لكثير من العمال لكن مبيعاتنا انخفضت للنصف ومع ذلك نقوم بصناعة حمالات مفاتيح وجزادين صغيرة بأشكال شرقية وبأسعار مقبولة زاد من إقبال أبناء البلد عليها من جديد ودفعنا الى ابتكار أشكال جديدة تلبي احتياجات السوق المحلي فالعمل يتطلب المرونة خاصة أنه انخفض فهذا المحل تعتمد عليه عائلتان وهم من مسؤوليتنا فقد مرت أيام لم نبيع فيها سوى 600 ل .س لهذا بدأنا بالتوجه الى صناعات اخرى بنفس مجال عملنا في محاولة لمساعدة اهلنا فالوضع صعب على الجميع , ونتيجة قلة العمل امتنع بعض الحرفيين عن دفع الضرائب ما أدى إلى تراكمها لذا نتمنى السعي على الأقل تأجيلها لحين عودة الحياة الطبيعية إلى البلد فلو كانت أمور العمل جيدة لم ينزعج أحد من دفع الضرائب بل على العكس. جهد تسويقي ... يتابع جهاد من المكتب السياحي لسوق المهن اليدوية أن معظم المدن السورية تشتهر بالصناعات اليدوية المختلفة التي تعبر عن تراثها وتاريخها وخبرة اليد العاملة وتفننها في مثل هذه الصناعات إلا أنها عانت الكثير خلال الأزمة التي تعيشها سورية فالأوضاع الحالية ألقت بثقلها على القطاع الحرفي بشكل كبير على الرغم من أن هذه الصناعات والمهن كان لديها مرونة في الوضع الراهن فقد خسرت معظم وارداتها لاعتمادها على السياح فهي تتطلب مجهودا ومصاريف كثيرة والمواطن العادي لايستطيع اقتناء منتجاتها وبالتالي يجب التركيز على تسويقها بطرق تناسب السوق لقدرتها على التعامل والنفوذ إلى الأسواق الخارجية لرفد الاقتصاد الوطني بموارد جديدة , فهو لايحتاج الى اموال ضخمة بل الى القليل من التسويق ضمن الاسواق السورية لكي يعرف المجتمع المحلي عنها اكثر. أخيراً تبقى الصناعات اليدوية كغيرها من الصناعات السورية بحاجة الى دعم معنوي قبل المادي من الجهات المعنية ومن المجتمع فالمهن اليدوية تعد من التراث وكثير منها سيندثر في حال لم يلق الدعم والاهتمام اللازمين لنقل هذا التراث الى الاجيال القادمة . |
|