|
مجتمع عمر الأزمة قد قارب العامين ولم يزل صوت تلك الأم السورية في مسامعي وهي تروي كيف قامت بتسليم ابنها للجهات الأمنية عندما أعيتها كل السبل لإقناعه بالعدول عن الطريق الذي يسلكه والذي يأخذه بعيدا عن بوصلة الوطن فعندما لاحظت تغييرا في سلوكه واكتشفت بأنه يدمن على المخدرات وانه بات يسلك طريق الإجرام لم تجد إلا أن تسلمه إلى الجهات المختصة كي تقوم بإبعاده هذا الطريق الخطير .. هكذا هي سيدات سورية اللواتي نعتز ونفتخر بهن في كل مكان فتلك السيدة قوية وشجاعة وهي بتصرفها هذا لا تحمي بيتها وأسرتها فقط بل تحمي بيتها الكبير سورية من التخريب والتدمير أيضا من جراء انحراف ابنها .. هذه الحادثة التي جرت في بداية الأزمة هي التي ساقتني للحديث عن دور المرأة السورية في هذه الأوقات العصيبة التي تعيشها كل أسرة وتكتوي بنار نتائجها كل يوم وكل لحظة والتي تطال كل مفصل من مفاصل حياتها المعيشية اليومية فالنداء الذي لازلنا نطلقه إلى كل أم في هذا الوطن الحبيب وأيا كان موقعها في الحياة سواء أكانت ربة منزل أم موظفة في مؤسسة ما ..نطلب منك وبرجاء كبير أن تكوني على وعي تام بكل ما يجري من حولك فالمؤامرة كبيرة وهي تحرق كل شيء جميل في حياتنا ونحن نمر بوضع استثنائي خطير .. ويتمثل هذا الخطر بأنه نابع من داخل بيوتنا وأهلنا ولأنك عماد الأسرة عليك يقع عاتق زرع البذرة الخيرة في نفوس أبنائك فعليك أن تمارسي دورك العظيم في تربية أبنائك على الأخلاق الحميدة وان تهديهم على الطريق المستقيم لما فيه خير البلد الذي نعيش فيه ونأكل من خيراته ونشرب من مائه فمنهم من اتبع طريق الشيطان وقام بحمل السلاح في وجه أخيه السوري ومنهم من حمل الساطور وقام بذبحه باسم( الله اكبر ) .. ومنهم من خطف، وكثيرون من اغتصبوا النساء وقام بقتلهن وكل هذا باسم الإسلام وهو منهم براء ...فأيتها الأم .. كوني على دراية كاملة إن الوعي الذي تمارسينه اتجاه أولادك هو أهم من الأكل والشرب لأنه الطريق للمحافظة على هذه النعم التي نعيش فيها.. فالدور الذي ستقومين فيه كبير وذلك ببث الأفكار السليمة التي تؤدي إلى الأمان والاستقرار بدءا من داخل بيتك حتى حدود الوطن وهذه رسالتك السامية يجب أن توصليها إلى ابنك بكل أمانة والتي تتمثل بإبعاد ولدك عن عمل أي شيء يسيء إلى وطنه وبيته وأسرته وقبل كل شيء إلى نفسه التي يقوم بتحطيمها بيديه وهو لا يدري ما يفعل لان عقله قد استهلكه الآخر وقام بحشوه بتعاليم هي ابعد عن الدين الإسلامي الحق تعاليم مشوهة وخاطئة تدمر كل من يقف بوجهها .. أيتها الأم الطيبة .. العظيمة ..افعلي كما فعلت تلك الأم التي حافظت على ابنها قبل أن يسلك طريق الإجرام ووجهيه نحو الاتجاه الصحيح والأمن وقومي بتربيته على حب كبير وهو حب الوطن الذي لا يضاهيه أي حب في هذا العالم .. الوطن الذي نحبه ونعشقه حتى الموت ... سورية ..التي هي الأم الأكبر لنا فازرعي في قلبه حب الأرض ..وحب الأسرة والرفاق .. وحارته وجيرانه ..وحب نفسه قبل كل هذا لكي يحب كل من حوله فالحب هو الدفة التي ستقود سورية نحو شط الأمن والأمان والاستقرار ولنعمل معا جنبا إلى جنب جنودنا البواسل لحماية وطننا من كل الشرور التي تتربص بنا نحن السوريين في كل زاوية من زواياه وذلك قبل أن يسبق السيف العذل ... |
|