تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مَنْ دَبَّر ما جاع.. ؟!0

عين المجتمع
الأحد 3-3-2013
منال السمّاك

هل طالتك تداعيات الأزمة في لقمتك وتسللت إلى بيت مونتك وتربعت على مائدتك ؟ هل بت تنظر إلى ثلاجتك فتشفق عليها وتترحم على أيام زمان حيث الأشكال والألوان؟ ليس أمامك أيها الطفران سوى التعلق ببعض الأمثال الشعبية

والتسلح بالقناعات الاضطرارية في زمن الأزمات وحرب الأمعاء، و لكن أقول لك: من رضي عاش.. فلا سبيل إلا تقبل الواقع و التأقلم معه، فالقناعة كنز لايفنى رغم أنها لا تغني من جوع و لا تدفء القلوب، ومن راقب الناس مات هماً وغماً من قلة اللحم والزفر والدسم، لذلك فالصبر مفتاح الفرج.. والخبز طعام الأغنياء كما الفقراء ولو كان «حاف »..‏

ناس مليانة و ناس مفلسة .. و لكن على قد لحافك مدَّ رجليك حتى لو اضطررت لضمهما إلى صدرك من قصر اللحاف .. و بحصه بتسند جرة .. فالاشتراكية لم تعد شعاراً وطنياً فقط و ليست خياراً أسرياً بل هي مسألة جوع وشبع .. ألم ينصحوك يوماً بالقول : خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود .. فذهب الأسود بالأبيض و اشتاقت الجيوب لكليهما معاً.. و غيرها الكثير من الأمثال التي تمثل حبة مسكّن للنفس و العقل و البطن ، أو إبرة مخدر تخفف وجع الجيوب قبل الجراحة اليومية .‏

ربما لم تكن مرفهاً و لكنك لم تجُع و لم تعرَ .. و كان شعارك التدبير نصف المعيشة ، و الآن مع تسونامي الأسعار الذي لم يترك بيتاً إلا و جرفه بتياره و أغرقه بدواماته ، بات لزاما ً على الكثيرين ممن لم يتخذوا من التدبير و الترشيد خطة معيشية أن يعيدوا جدولة حساباتهم وترتيب أولوياتهم، فلا مكان للمبذرين وسط اعصار الغلاء.‏

لا ندعو أن تكون أيديكم مغلولة إلى صدوركم لتنافسوا بخلاء الجاحظ.. ولا أن تبسطوها كل البسط في تحدٍ لحاتم الطائي في الجود ، بل التوسط في الصرف والموازنة بين الضروريات والكماليات.. فإن كنت على البير اصرف بتدبير، ومن دبر ما جاع.. هكذا قال الأجداد في زمن الرخاء !!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية