تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قراءات في الصحافة الإسرائيلية .. متى تتحول المواجهات في الضفة إلى انتفاضة ثالثة؟؟

ترجمـــــــــــة
الأحد 3-3-2013
 إعداد وترجمة :أحمد أبوهدبة

عاد الحديث الإسرائيلي حول احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة إلى واجهة الأحداث الداخلية في الكيان ، على ضوء تصاعد المواجهات العنيفة التي تشهدها مدن الضفة وخاصة مدينة الخليل وخاصة على اثر استشهاد الأسير عرفات جرادات في سجون الاحتلال نتيجة للتعذيب ،

فيما أعربت مصادر رسمية في الكيان، عن خشيتها من فقدان أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية السيطرة على مجريات الأمور وضبط مسار المظاهرات المتصاعدة في المناطق.وقالت ذات المصادر أن السلطة تحاول تنظيم احتجاجات شعبية ومنع العمليات الاستشهادية في مسعى لإعادة طرح القضية الفلسطينية على جدول الأعمال الدولي، تمهيداً لزيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما لـ»إسرائيل».وفي وقت قرر فيه نتنياهو وقف تحويل أموال المستحقات الضريبية للسلطة من شهر كانون الأول ديسمبر الماضي، مقابل عودة الهدوء إلى مدن الضفة.‏

تزايد تحذيرات الجهات الأمنية والعسكرية في الكيان من اندلاع انتفاضة ثالثة‏

في مقابل ذلك ، عقد وزير الحرب باراك اجتماعا طارئا مع جميع مسؤولي الأجهزة الأمنية في الكيان لبحث المواجهات التي تشهدها مدن الضفة واحتمال تصاعدها، وعلى نفس الخط قالت الإذاعة الإسرائيلية أن نتنياهوقد اوفد مستشاره مولخو وحمله رسالة «حاسمة وواضحة للقيادة الفلسطينية يطلب خلالها وقف المواجهات الميدانية في ساحات الضفة الغربية خشية اندلاع انتفاضة ثالثة.‏

وقال المراسل العسكري ليديعوت احرنوت في تقرير نشرته الصحيفة المذكورة :«ان رئيس الأركان أجرى مشاورات حول الأحداث الأخيرة في الضفة، حيث كان الحدث في قصرة( قرية في الضفة) في مركز الاهتمام. وكانت التعليمات للجيش، حاليا، هي استكمال الاستعدادات والجاهزية لتطورات اشد خطوة بكثير. وفي أثناء هذا الأسبوع سيعقد الجيش اجتماعا خاصا يعنى بالتطورات الاخيرة في الضفة. وستكون هذه فرصة للمتطرفين لإنعاش المخططات والأوامر لحالة الطوارئ في الضفة الغربية (يهودا والسامرة)، أو بكلمات أخرى: استكمال الاستعدادات نحو الانتفاضة الثالثة.‏

ويضيف المراسل المذكور:«يحذر الجيش منذ عدة أشهر من التدهور المقلق في الوضع الأمني في الضفة. وكان عدد الأحداث العنيفة في الأشهر الاخيرة ارتفع بمئات في المائة مقارنة بالفترة ما قبل حملة «عمود السحاب». ولكن مريح للقيادة السياسية الجمود في المحادثات مع السلطة الفلسطينية، ومريح لنا نحن الجمهور أيضا ألا نعرف ماذا يحصل في المناطق - طالما أن العنف لا يجتاز الخط الأخضر.‏

في السياق نفسه ، يرى كثير من المحللين الأمنيين الإسرائيليين ان ظاهرة الأسرى الفلسطينيين والعرب باتت تشكل هذه الأيام كما في السابق وخاصة في الانتفاضتين الأولى والثانية رافعة لانتفاضة ثالثة وبحسب هآرتس:«لهذه المواجهات يوجد سبب فوري: الإضراب عن الطعام الذي يخوضه أربعة سجناء أمنيين وعلى رأسهم سامر العيساوي، الذي تحرر في صفقة شاليط ولكنه اعتقل مرة أخرى لأنه حسب زعم محافل الأمن «عاد للانشغال في الإرهاب». للمواجهات في الخليل يوجد «سبب» خاص بها، فغدا هو يوم الذكرى للمذبحة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين ضد المصلين المسلمين في الحرم الابراهيمي في 1994، والتي قتل فيها 29 مواطنا. ولكن سيكون من الخطأ ان نعزو الانفجارات في المناطق فقط «ليوم الذكرى» أو للإضراب عن الطعام الذي يثير اهتماما دوليا. فهذه هي مثابة شرارات من شأنها ان تحدث شعلة كبرى إذا ما استمرت إسرائيل في تجاهل مصادر الغضب واعتمدت على عادتها على حلول عسكرية.‏

ممارسات المستوطنين واعتداءاتهم المتكررة سبب آخر لاندلاع الانتفاضة‏

ويرى محللون آخرون بان ممارسات المستوطنين وإطلاق يدهم لكي يفعلو مايشاؤون في مدن وقرى الضفة هو احد أهم الأسباب في اشتعال المواجهات التي هي من مقدمات الانتفاضة وبحسب المراسل العسكري ليديعوت احرنوت :»، فان تسلية المستوطنين الدائمة، ممن يطلقون النار في أيام السبت في أطراف قرية قصرة جنوبي نابلس ويفعلون هناك ما يشاؤون، انتهت أمس بالشكل الأسوأ. هذه المرة ورطوا ليس فقط الجيش الإسرائيلي الذي اضطر إلى التعرض لرشق الحجارة في محاولته لحمايتهم، بل ورطونا جميعا: على الأقل فلسطينيان اصيبا بنار حية يحتمل أن تكون أطلقت من أسلحة بحوزة المستوطنين.‏

إذن هيا رجاء استيقظوا - الطريق السريع إلى الانتفاضة مفتوح على مصراعيه، وما حصل أمس من شأنه أن يصبح رصاصة الانطلاق: معتقل فلسطيني مات في أقبية التحقيق لدى جهاز الأمن العام «الشاباك» - المخابرات في سجن مجيدو. صحيح أن هذا ليس واحدا من الفلسطينيين الأربعة المضربين عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم، ولكن الشارع الفلسطيني - الذي يغلي منذ أسابيع طويلة - ليست هذه هي القضية. تحذر يديعوت احرنوت‏

الأميركيون يدخلون على الخط‏

وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى جانب تصريحات بعض المسؤولين يعولون كثيرا على زيارة كيري وزير الخارجية الأمريكية للمنطقة ومن بعده اوباما لدرجة دفعت ببعض المصادر الإسرائيلية للقول بان كيري والخارجية الأمريكية قد طرحت ما أسمته «خارطة طريق للوضع الحالي في الضفة تتضمن وقف العنف وتراجع قوات جيش الاحتلال وسحب بعض الحواجز ومن ثم العودة للمفاوضات ، وبحسب هارتس :«وأفاد المسؤولون بان قرار كيري تجاوز القدس ورام الله في إطار جولته الأولى إلى الخارج والتي تبدأ اليوم، حظي بتفسيرات مغلوطة وكأن هذا يدل على عدم اهتمام الإدارة الأمريكية بتقدم المسيرة السلمية.‏

ومع ذلك من محادثات أجراها كيري ومقربوه مع وزراء خارجية أوروبيين، موظفين إسرائيليين وفلسطينيين وزعماء يهود أمريكيين تنشأ صورة واضحة من التصميم الذي يقترب من الهوس كما وصف ذلك احد المشاركين لإحداث اختراق في العلاقات بين الإسرائيليين والفلسطينيين.‏

الأسرى والانتفاضة الثالثة تصدرت‏

عناوين الصحف‏

ربطت معظم تحليلات الصحف الإسرائيلية بين إضرابات ونضالات الأسرى الفلسطينيين والعرب وشهدائهم وبين اندلاع انتفاضة ثاثلة إلى جانب اعتراف الكثير من المحللين بوحشية وقسوة السياسات الإسرائيلية الرسمية ضدهم فكتب تسفي بارئيل في هارتس :«إن موت السجين عرفات جرادات في سجن مجدو، وإضراب سامر العيساوي الطويل عن الطعام (216 يوما) وثلاثة سجناء آخرين، ومظاهرات «يوم ذكرى» المجزرة التي نفذها باروخ غولدشتاين في الخليل سنة 1994، والمواجهات مع المستوطنين قرب قرية قصرة في محافظة نابلس - كل هذه في ظاهر الأمر «أحداث محلية» فقط تستطيع ان تتغلب عليها بضع قنابل دخانية وإطلاق رصاص مطاطي واعتقالات.لا يُعرفها أحد حتى الآن بأنها انتفاضة، وبحق. فهذا المصطلح محفوظ لحرب يواجه فيها الجميعُ الجميع، وسلاسل عمليات إرهابية وتجنيد قوات الاحتياط واغراق الميدان بالقوات»‏

وفي افتتاحية أخرى لهارس تحت عنوان «متى تصبح موجة المواجهات في الضفة انتفاضة ثالثة؟ كتبت:«يتجاوز مقدار المواجهات في نهاية الأسبوع في الضفة الغربية ما كان معروفا في أيام الجمعة في أنحاء الضفة الغربية « يهودا والسامرة»، بسبب كثرة الأماكن وبسبب عدد المشاركين الكبير. وقد بقي أكثر الأحداث تحت السيطرة ما عدا مواجهة بين مستوطنين من البؤرة الاستيطانية إيش كوديش وفلسطينيين من قصرة بينهما علاقات عكرة منذ نحو من سنتين. فقد جاء إلى منطقة البؤرة الاستيطانية 200 فلسطيني وواجههم 25 مستوطنا وأطلقوا النار فجرح فلسطينيان وجُرح فلسطيني آخر بإطلاق جنود الجيش الإسرائيلي الرصاص المطاطي. ويحقق الجيش في هذه الأحداث.‏

وفي هذا الإطار كتبت إسرائيل اليوم :«بعد أسبوع ارتفع فيه بالتدريج مستوى العنف في إطار ما يسميه الفلسطينيون «كفاح شعبي»، جلبت نهاية الأسبوع الاخيرة معها تصعيدا إضافيا. فلإسرائيل حتى ألان تجربة مع الكفاح الشعبي من هذا النوع، بل وسلة كاملة مليئة بالادعاءات الاليمة من عهد الانتفاضة الأولى والثانية، واللتين دفعت عليهما أثمان باهظة، بالأرواح وبالشرعية من الداخل ومن الخارج. ان تكرار أنماط السلوك المغلوطة، ومشاهد الجنود الذين يفرون من وجه راشقي الحجارة، مثلما شهدنا قبل بضعة أسابيع من الانتخابات، ستوقعنا مرة أخرى بالضبط في ذات الحفر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية