|
أروقة محلية طبعاً المسألة ليست بحاجة لعصاً سحرية عندما توجد النيات الطيبة التي تؤمن بأهمية هذا النوع من التعليم، وخاصة أننا نعلم جيداً أن وزارات التعليم العالي والصناعة والمالية كانت بعيدة كل البعد سابقاً عن أهمية هذا التعليم، فعندما توجد النيات نجد أن المسألة تأخذ طريقها إلى حيز التطبيق فالمجتمعون وجدوا ضالتهم من خلال أخذ العبر مما كانت تقوم به ولا زالت وزارة التربية فيما يخص «التلمذة الصناعية» وأهميتها. إن تطوير التعليم الفني والمهني والتقني يحتاج كما قلنا لنيات صادقة من قبل الجهات المجتمعة التي أكدت أنها تعمل بشكل جاد ومخلص على تطوير هذا التعليم من خلال الاستفادة مما يقدمه الدارسون فيه من مشاريع علمية مهنية يفتقر لها الكثير من الاختصاصيين أو ممن يدعون أنهم اختصاصيون في هذا المجال، ولدينا الكثير من تجارب الدول المتقدمة على سبيل المثال لا الحصر من دول أوروبا واليابان والصين وغيرها من دول كثيرة في مجال هذا التعليم الذي شكل ويشكل لديها مفصلاً رئيسياً في تطور وتقدم الصناعات، ولا نكون مغالين الحقيقة إذا ما قلنا إن في تلك الدول يشكل التعليم الفني والمهني والتقني النسبة الأكبر في القبول، بمعنى أن التوجه التعليمي لدى الكثير من هذه الدول هو باتجاهه وقد أشرنا أكثر من مرة أنه لو استمر نهجنا التعليمي وفق ما كان مخططا له في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لما حصل لدينا هذا الخلل التعليمي الذي شكل جزءاً مما نعانيه الآن من أزمات فيما يخص البطالة، لكن تعاقب المسؤولين على التربية وغيرها من الوزارات المعنية بهذا التعليم فيما بعد تلك الفترة قد أحدث خللاً واضحاً في مسار هذا التعليم الأمر الذي أدى إلى «حالة» من انعدام الدراسة الفعلية من جهة، وانعدام تعاون الكثير من وزارات الدولة ومنها كما أشرنا التعليم العالي والصناعة والمالية ومعها القطاع الخاص فيما يخص خريجي هذا التعليم من جهة ثانية، الكل كان آنذاك يريد أن يسجل موقعاً في حالة التجاذب الحاصلة بين من لا يقبل الالتحاق بالتعليم الفني والمهني والتقني ومن يقبل هذا التعليم بشرط تأمين مستلزمات الالتحاق به خاصة فيما يتعلق بمسألة القبول الجامعي. وكلنا يعلم أنه قد تمت الموافقة على قبول الثلاثة الأوائل الناجحين في الثانويات المهنية والفنية والتقنية في الكليات حسب الاختصاص خلافاً لما كان مطلوبا آنذاك، على الرغم من أن تلك الثانويات قد جهزت بكل مستلزمات هذا التعليم، لكن على ما يبدو أن بعض المسؤولين لا يريد للملتحقين بهذا التعليم أن يكون لهم مكان في بناء الدولة بناء قوياً، ولنقل بشكل أوضح هناك مسؤولون لا مصلحة لهم في أن يكون لدينا كليات تقنية يلتحق بها طلاب هذا التعليم انطلاقاً من كونهم لا يرغبون لهؤلاء الطلاب أن يكونوا حملة إجازات جامعية، بمعنى أكثر وضوحاً هم يريدون أن يكون هؤلاء الطلاب في مكان لا يجوز أن يتساوى مع الطلاب الذين يلتحقون بالكليات العلمية وعلى رأسها الطب والصيدلة والهندسة.. إلخ.. وفي المقلب الآخر كانت تلك الجهات غير راغبة في تشغيل الخريجين. نعتقد أنه آن الأوان لوضع النقاط على الحروف وأن يأخذ دارسو هذا التعليم فرصتهم في مسار حياتهم العلمية والحياتية بعيداً عن التعقيدات الإدارية والقانونية، ونحن عندما نقول ذلك لقناعتنا بأننا بأمس الحاجة لهؤلاء الطلاب ونحن نبني سورية المتجددة الجديدة، وخاصة أن التربية لديها من المستلزمات ما يمكن هؤلاء الطلاب من متابعة تحصيلهم الجامعي وضمن كليات متخصصة في مجال تعلمهم هذا بالإضافة لاستعداد جهات عديدة لإفساح المجال أمام الدارسين ممارسة اختصاصاتهم في أعمال فاعلة في الاقتصاد الوطني مع أخذ العلم بضرورة أن تكون هناك محفزات من قبل المالية في هذه المسألة وفهمكم كفاية..!! |
|