|
معاً على الطريق وتمضي النشاطات الداخلية والخارجية بشكل متواز يفرح المواطنين من جانب, ويزعج الارهابيين وداعميهم من جانب آخر. فعلى المستوى المحلي تنعقد جلسات الحوار الوطني في جميع المحافظات بمشاركة اطياف الشعب كافة , بما فيها بعض الفاعليات المعارضة التي ارتضت بالحوار اسلوباً وحيداً للخروج من المأزق الذي تعيشه البلاد منذ بدء الازمة في سورية قبل عامين خسرنا خلالهما الكثير من الضحايا والابرياء فضلاً عن الخسائر المادية في الممتلكات الشخصية والعامة وتخريب لمشروعات البنية الاساسية في الكثير من المحافظات. وعلى المستوى الدولي تتعاقب الاجتماعات واللقاءات والاتصالات بين القوى الكبرى الفاعلة والمؤثرة في تسعير الازمة او الحد منها في مساعٍ ذات دلالة واحدة الا وهي ضرورة البحث عن حل للازمة في سورية عبر الحوار غير المشروط مسبقاً, وتتزايد المواقف الدولية المؤيدة لمنطق الحوار ايماناً او تسليماً بالوقائع والتطورات على الارض , تلك التطورات التي فرضتها قواتنا المسلحة في التصدي الحازم للمجموعات الارهابية والمواقف المؤيدة لتحركات الجيش والقوات المسلحة من قبل المواطنين الذين ازدادوا قناعة بصوابية الموقف الوطني في ظل الاعمال الاجرامية التي تنفذها المجموعات الارهابية في داخل دمشق وخارجها , وخاصة جبهة النصرة التي تنفذ احكامها الاجرامية بحق المواطنين الابرياء في المناطق التي تسيطر عليها لفترات محدودة , وهي تقيم هيئاتها التشريعية الخاصة ومجالس قضائها التي تبيح لنفسها قتل الناس تحت اسم الاسلام خلافاً لجوهر الشريعة الاسلامية السمحة. وتجمع هذه اللقاءات الدولية كلاً من قيادات روسيا والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا بصورة اساسية باعتبارها الدول الاكثر فاعلية في الملف السوري وتعكس وجهتي النظر بشأن الحوار, لكن النتائج الاولية تؤكد عزمها على ضرورة التوصل الى توافق يجمعها كلها وفق المبادىء القانونية للاتفاقيات الدولية ومبادئ الامم المتحدة, ومبدأ رفض التدخل بالشؤون الداخلية للدول ورفض مبدأ التدخل العسكري لفرض تغييرات اساسية في الانظمة السياسية للدول, وترك شعوبها تختار نظامها السياسي بأنفسها ووفقاً لرؤاها الوطنية. الدلائل الاولية تشير الى التوصل لتفاهمات منطقية تأخذ بالحسبان جميع المعطيات على الارض , ورفض القصص والروايات الاعلامية التي جهدت على تقديمها قنوات الفتنة المعتمدة ركناً اساسياً في المؤامرة الكبرى التي اسهمت في خراب البلاد وتفكيك الكثير من عناصر الوحدة الوطنية, عبر محاولات زرع الفتنة, لكنها لم تقوَ على تحقيق كامل اهدافها. ويبقى العالم بانتظار النتائج العملية للحوار ليحكم على صحة الرؤية الوطنية , والمعرفة الكاملة لكل التداخلات التي رافقت الازمة خلال العامين السابقين, والاشهر القليلة القادمة ستحمل معها بشائر ومؤشرات الخروج من الازمة. |
|