|
مجتمــــع ضمن الحدود الطبيعية والمعقولة ، ذلك ان القلق الطبيعي ينشط الجهود الإيجابية للإنسان كي يتعامل مع الأمور الهامة والصعبة ومن ثم السيطرة عليها والنجاح فيها ، وفي مقابل ذلك نجد ان بعض التلاميذ يغلبه القلق ويبقى باستمرار متوتراً عصبياً فيصبح قليل النوم والأكل وكثير الشرود والشكاوى الى الحد الذي تتناقص معه إنتاجيته وأداؤه .
ومن الأعراض المرضية الشائعة في حالات التوتر النفسي والقلق والخوف من الامتحانات الصداع ونقص الشهية وآلام البطن والإسهال المتكرر والغثيان والإقياء ، إضافة الى الدوار والدوخة والإحساس بعدم التوازن أحياناً أو بشكل متكرر ، وكذلك خفقان القلب وآلام الصدر ، وهناك أعراض أخرى مثل الآلام العضلية المتنوعة والشعور بالتعب والإعياء وغير ذلك ، وأما الأعراض النفسية الصريحة فهي الترقب والخوف وتوقع الفشل والرسوب وصعوبات النوم والأحلام المزعجة والكوابيس ، إضافة للعصبية والنرفزة والتوتر ونقص التركيز والمثابرة وغير ذلك ، وكل ذلك من أعراض القلق المؤقت والعابر، ولكنه يستدعي العلاج والدعم النفسي والاستشارة النفسية إذا كان شديداً ومستمراً ومعطلاً . وأيضاً يرتبط القلق بالظروف الشخصية والأسرية والضغوط التي يتعرض لها الطالب من الأهل ومن المجتمع المحيط ، كما ان التخويف الشديد من قبل الأهل يعتبر ضغطاً إضافياً على الأعصاب وعلى تحمل أزمة الامتحان . كما أن طبيعة الامتحان نفسه وتفاصيله لها دور واضح في زيادة الضغوط ،كذلك الاختبارات الحاسمة التي تحدد مستقبل الطالب المهني والحياتي مثل امتحان الثانوية العامة ترتبط بكمية أكبر من القلق ، وكلما زاد الغموض والعشوائية المرتبطة بالامتحان ونتائجه وكيفيته وتفاصيله كلما كان القلق أشد ، مما يطرح أهمية القيام بالتدريب والتعرف على الامتحان وأسلوبه وأسئلته بشكل كاف وصحيح ، وأيضاً يطرح أهمية التواصل بين الهيئات المسؤولة عن إعداد الامتحانات وتحضيرها وإجرائها. و يتوجب الإشارة الى أن الامتحان ليس حلبة صراع ضحيته الطالب ، بل هو مقياس منطقي للتحصيل والمعرفة المفيدة والتقييم الدراسي والذي يهدف إلى إعطاء كل ذي حق حقه، ولابد من تطوير الامتحانات باستمرار وتعديل ضغوطها بما يتناسب مع الحاجات الواقعية والتطورية للمجتمع وأجياله ومع الصحة النفسية للجميع ، كما لابد من التأكيد على ضرورة الاهتمام بأجيال الطلاب في مختلف أعمارهم من خلال تخفيف الضغوط عليهم وتقديم العون النفسي والعملي والواقعي اللازم لهم ، وتوفير الفرص المناسبة لمستقبلهم الدراسي والمهني لمختلف مستوياتهم، وإعدادهم بشكل متوازن لمواجهة مراحل الحياة المختلفة بقوة وعزم وصبر وجد ومثابرة . ولابد من التأكيد على ضرورة التعرف على خبرات الحياة المتنوعة والمواقف الصعبة و"الاستفادة من الفشل " في حال الرسوب أو الحصول على درجات متدنية في الامتحانات ، واعتبار ذلك فرصة حقيقية للتطور والتقدم والمراجعة لتنمية القدرات وتعديل الأخطاء والمضي نحو الأفضل دائماً . |
|