|
مجتمــــع الكثيرون يعتبرونها حدثاً جللاً، إذ إن جميع الطلاب والأهالي يغيرون ما اعتادوا عليه..أمور كثيرة تتغير.. الزيارات تنقطع .. واجتماع الأقارب أيضاً.. والتحادث والاتصالات تتوقف.. كل شيء يصبح محظوراً وممنوعاً في محيط الأسرة وذلك لتحقيق الهدف.. هدف النجاح والتفوق. صحيح أن الأسر تكابد فترة عصيبة وصعبة من كل عام بسبب ما يتخيلونه عن ذاك الشبح المخيف، فترفع غالبية الأسر درجة الاستعداد ظناً واعتقاداً أنها فترة طوق نجاة للأبناء، ويخيم على محيط العائلة مناخ التوتر النفسي والعصبي.. فلا صوت يعلو فوق صوت الامتحان ليجد الأبناء أنفسهم محاصرين بين ضغوط أسرية قاسية، وشبح مخيف يغلف قاعات الامتحان. لذلك فإن الامتحان الآمن لا يحققه مناخ متوتر يحيط به الخوف من كل جانب .. والأسرة إذا ما غرست في نفوس أبنائها مشاعر الأمل وأزاحت عن كاهلهم شعار الضغوط من داخل البيوت بإرادة واعية، وفكر مستنير.. عندها يصبح الامتحان واقعاً وآمناً وتتحقق النتيجة المأمولة، وعلى العائلة أيضاً أن تحسن التعامل مع الأبناء فتتعامل معهم بنوع من الهدوء والسكينة فهما طوق النجاة.. والتأكيد على ضرورة التعايش مع فترة الامتحان إذ لا بد أن تغير الأسر نمط تعاملها مع الامتحان والتحضير له، وعدم اعتبار هذه الفترة فقط الوحيدة التي يجب الاهتمام بها.. وإنما يجب الاهتمام بالموسم الدراسي ككل بغض النظر عن الظروف التي نمر بها اليوم والابتعاد عن أساليب الضغط على الأبناء، ظناً منهم أنها تدفعهم إلى الأمام وتشد من أزرهم، ويستحسن هنا بث عبارات تحفيزية للأبناء لأن ذلك يدفعهم إلى الثقة بالنفس وخاصة أن العائلة تلعب دوراً محورياً في عملية الاستقرار النفسي للأبناء وهي جزء مهم في النجاح والتفوق. وعلى الجميع أن يسلموا وينظروا إلى الامتحان على أنه شيء بسيط نتعامل معه ونحن على ثقة كاملة بقدراتنا العقلية، حتى تهزم مشاعر الخوف الساكنة في أعماق الأسر.... أيضاً على الأبناء ألا يختصروا العام الدراسي بهذه الفترة الزمنية لأن هذا خطأ جسيم. أخيراً فإن النجاح مطلب كل إنسان... فالطالب الذي يتفوق ويحصل على الدرجات العالية فإنه بذلك يحقق هدفاً طالما سهر وتعب من أجله... ولكل نجاح مفتاح وفلسفة وخطوات، فالنجاح فكر يبدأ وشعور يدفع ويحفز... وعمل يبذل وصبر يترجم. |
|