تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


مهـــــارة الاســـــتعداد للامتحــــــان

مجتمــــع
الأحد 3-6-2012
رويدة سليمان

جرت محاولات عديدة لتحسين التعليم في سورية وتركزت الجهود التربوية والتعليمية على تطوير المناهج التعليمية بطريقة علمية وعصرية تخدم طموحنا وتطلعاتنا وبالتالي الابتعاد عن طريق التلقين والحفظ الببغائي وحشو المعلومات وتغير دور المدرس من وسيط لنقل المعرفة إلى وسيط موجه في كيفية الحصول على المعرفة.

وعلى الرغم من أن الامتحانات تعتبر شكلاً من أشكال اختبارات الطالب التحصيلية وعلى الرغم من استعداد الطلاب للامتحانات وتهيئتهم نفسياً وجسدياً وعلى الرغم من كل ذلك تظل الامتحانات ذلك الشبح المخيف الذي يتوجس منه جميع الطلبة، الامتحان... هو مسألة حياة أو موت بل ذهب أحد اليافعين في جلسات التشاور معهم/2007/ حول الامتحانات إلى أبعد من ذلك حيث قال: قد يكون التعلم أسهل دون وجود الامتحانات ويرى آخر أنه من المفيد عمل امتحانات تحضيرية غير رسمية ، وقال ثالث: إننا نتعرض لضغط شديد من المدرسين والأهل بشكل خاص لتحقيق نجاح جيد في الامتحان وذلك أمر يؤدي إلى نتيجة عكسية فإن قلت للطالب ادرس ادرس ادرس فإنه لن يدرس أبداً.‏‏

الخوف...أمر طبيعي‏‏

يؤكد علماء النفس أن الخوف من الامتحان حالة انفعالية تصيب الطلبة قبيل الامتحان وهو أمر طبيعي ومطلوب لتحقيق دفعة نحو العمل والإنجاز المثمر ولكن إذا زاد عن حده إلى درجة التوتر والقلق (أعراض فيزيائية : صداع /غثيان دوخة/ شعور بالحرارة/ اغماء واضطرابات نفسية كنوبات البكاء العالية وعدم الاستقرار والتركيز والتوتر/ هذا التوتر والقلق مرضي ويجب مساعدة الطالب للتخلص منه، وهذه مهمة أولاً المدرسة التي تجعل من الامتحان تجربة فيها الكثير من التحديات والصعوبات للطالب حيث يتوعد المدرسون الطلاب بأسئلة امتحانية غاية في الصعوبة، وتعتمد على الامتحان بشكل كلي لتحديد مستوى الطالب من غير وجود تقييم شفوي .‏‏

ثانياً الأهل حيث الضغط الشديد على الابن أو الابنة أثناء فترة الامتحان والوعيد بأن الفشل في الامتحانات يتبعه عقوبة شديدة أيضاً عدم متابعة الطالب لدروسه طوال السنة وترك كمية كبيرة من المعلومات إلى الأيام الأخيرة قبل الامتحان إضافة إلى أمر مهم وهو مقارنة الطالب بإخوته المتفوقين والتقليل من شأنه.‏‏

يقول موريس شربل: علينا أن نحقن أبناءنا الطلبة بفيروس الثقة بالنفس والإحساس بالمسؤولية والاستقلال الذاتي وهي كفيلة بتحقيق نجاحهم الدراسي .‏‏

أضف إلى ذلك كله ضرورة توفير بيئة امتحانية مناسبة للطلاب بدءاً من القاعة وانتهاءً بالمراقبين الذين يجب أن يتحلوا بوجوه سمحة ومعاملة الطلاب بطريقة أبوية يغلب عليها مشاعر الحنان والاحترام بدوري أقول: إن جو العطف والحنان والتفاهم داخل الأسرة هو الزاد الغني الذي يمنح الطالب مهارة الاستعداد للامتحان والقوة الذاتية الكفيلة بصنع النجاح والتفوق.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية