تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإعلام السوري في دائرة الاستهداف

إضاءات
الأحد 3-6-2012
د.خلف علي المفتاح

ربحنا المعركة على الارض وسنربح معركة الفضاء هذا ما جاء على لسان السيد الرئيس بشار الاسد عند ادلائه بصوته في مبنى الاذاعة والتلفزيون السوري عند الاستفتاء على الدستور الجديد للجمهورية العربية السورية

وبالفعل استطاع اعلامنا الوطني الرسمي والخاص ان يواجه معركة اعلامية غير مسبوقة وظفت لها كبريات وسائل الاعلام شرقاً وغرباً وانفقت عليها مليارات الدولارات وجندت لها الكثير من الاقلام الرخيصة وكان مرد ذلك النجاح ايمان الاعلاميين السوريين بأنهم يخوضون معركة وطنية دفاعا عن بلدهم حاضره ومستقبله و عن هويته السياسية وانتمائه العروبي المقاوم وكذلك الحرص على تقديم الحقيقة بموضوعية ومهنية وحس عالٍ من المسؤولية الوطنية والقومية.‏

لقد لعبت الجامعة العربية عبر السطوة الخليجية عليها دورا سلبيا في طريقة تعاطيها مع الازمة في سورية فلم تتخذ الموقف المتوازن منها وانحازت بشكل جلي وواضح لطرف المعارضة الخارجية والقوى المناوئة لسورية وتبنت وجهة نظرها ما جعلها تفقد الدور الايجابي الذي كان من الممكن ان تطلع به لا ان تتحول الى قاضي احالة لمجلس الامن الدولي ماجعلها تعيش حالة انعدام وزن سياسي فيما يتعلق بالازمة السورية.‏

ان قرار وزراء الخارجية العرب بالطلب الى ادارتي عربسات ونيل سات وقف بث القنوات الفضائية السورية يعكس حالة من الحقد على الشعب السوري ومحاولة لتغييب وعيه السياسي والتأثير سلبا في الرأي العام العربي والدولي عبر محاولة الغاء صوته ووجهة نظره مما يجري على الساحة المحلية والعربية والدولية بشأن يمس جوهر وجوده وحياته.‏

ان القرار المذكور هو حرب مكشوفة على حرية الكلمة والتعبير والرأي والرأي الاخر الذي طالما تبجحوا به عبر شاشاتهم ومنابرهم الاعلامية الى درجة التباكي عليه وادعاء العمل والنضال من اجله , لقد كانت وما زالت الشاشة السورية والاعلام السوري عموما منبرا لكل العرب وصوتا لكل مقاوم ومناضل من اجل قضية عادلة ولن تثنيها هكذا قرارات مشبوهة ومتواطئة مع الغرب واسرائيل عن القيام بهذا الدور الوطني والقومي والانساني.‏

ولا شك ان ذلك القرار هو شهادة بمهنية وحسن اداء وفاعلية الاعلام السوري ووسام يعلق على صدور الاعلاميين السوريين الذين ما غادروا ثوابتهم الوطنية والرسالة الاعلامية التي امنوا بها ونذروا انفسهم من اجلها وهم ماضون بذلك بكل ايمان واصرار واقتدار ولن يثنيهم عن ذلك الدور أي قوة مهما امتلكت من امكانات وسخرت لها من ادوات ومنابر واقلام مأجورة ومشبوهة.‏

ان حرية الكلمة والرأي وتبادل المعلومات وحرية نشرها هي من اهم ما ورد في المواثيق الدولية وما اقرته شرعة الامم المتحضرة وما نصت عليه القونين الدوليةوبهذا المعنى فإن ذلك القرار يشكل اعتداء عليها ونسفا لمضامينها ومعانيها إضافة لانتهاكه لمواثيق الشرف الإعلامية.‏

khalaf.almuftah@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية