|
عن موقع Information clearing house فعندما تظهر بوادر تعرض «جبهة النصرة» والمجموعات المرتبطة بها لخسائر، نسمع فورا أصواتا غاضبة من السياسيين الأمريكيين ومراقبي حقوق الإنسان، متهمة القوات الجوية الروسية بقتل المدنيين وقصف المستشفيات وغيرها من الانتهاكات لحقوق المدنيين». حيث تعود الناس في روسيا، كيف يستمعون إلى هذا «الصراخ» بهدوء لان هدف هذه الهستيريا غايته هو عدم السماح لروسيا بالقضاء التام على المجموعات الإرهابية في سورية. نلاحظ اليوم وضعا رائعا في ساحة المعركة للقضاء على الارهاب في سورية ،فالجيش السوري يحاصر المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون في حلب، ويمنعهم من توسيع نفوذهم والغريب في الامر ان نسمع في هذه الأثناء أصواتا تطالب بوقف الضربات. خاصة من الأمريكيين الذين يطرحون مسألة ضرورة ضمان أمن السكان المدنيين في هذه المناطق من حلب وإيصال مساعدات إنسانية اليها كي يستطيعوا انقاذ الارهابيين، ورغم ذلك فان المروحية الروسية التي أُسقطت لم تكن قتالية، بل مروحية نقل، أوصلت إلى حلب مساعدات إنسانية للمدنيين المحاصرين من قبل الارهابين كتلك التي يطالب بها الجانب الأمريكي وحلفاؤه ظاهريا ولكن الامر مختلف على ارض الواقع فالولايات المتحدة وحلفاؤها تريد حماية الارهابيين ومع ذلك، نحن نعلم جيدا بفتح أربعة ممرات إنسانية في حلب، ثلاثة منها للسكان المدنيين والرابع للإرهابيين الراغبين برمي السلاح. ولكن هذا لا يرضي الأمريكيين، ويتصرفون وكأنهم لا يعلمون ولم يسمعوا بهذه الممرات الإنسانية، ولا عن إسقاط أنصارهم المروحية التي أوصلت المساعدات الإنسانية للناس المحاصرين من قبل المجموعات الارهابية المسلحة .والمثير في الأمر أن المسؤولين الأمريكيين والكلام للباحث الروسي في الشؤون السياسية ماتوزوف الذي يقول انه في حالات مماثلة يتصرفون على العكس تماما. ففي تلك الأيام التي طلب فيها كيري وقف الهجوم على الإرهابيين في منطقة حلب، للمحافظة «على حياة المدنيين»، نشاهد كيف بدأت الطائرات الأمريكية تقصف بكثافة مدينة سرت الليبية التي تحاصرها قوات الجنرال حفتر، التي لم تبدأ بقصف المدينة حفاظا على حياة السكان المدنيين، ولكن الطائرات الأمريكية أخذت على عاتقها هذه المهمة، دون أن ينبس ساسة الولايات المتحدة والمدافعون عن حقوق الإنسان بكلمة واحدة ونفس هذه الحالة نشاهدها في العراق في مدينة الموصل، التي يحاصرها الارهابيون , حيث لم نسمع أي كلمة احتجاج من منظمات حقوق الإنسان أو من السلطات الأمريكية على ما يعانيه 1.5 مليون مدني محاصر داخل المدينة. ولكن، ما إن يبدأ الجيش السوري الهجوم على موقع ما، حتى تنطلق أصوات الاحتجاج والضجيج في وسائل الاعلام وعلى مستوى رسمي. أي أن تصريحات كيري هي ضمن هذه الحرب الإعلامية. وفي هذه الحرب يملك الأمريكيون قنوات تأثير كبيرة؛ حيث توجد تحت سيطرتهم قنوات تلفزيونية عديدة تبث باللغة العربية من واشنطن ولندن وبرلين والدوحة والإمارات والقاهرة. وموقف هذه القنوات ثابت: وهو القاء اللوم على روسيا، وهدفهم الرئيسي هو وقف تقدم الجيش السوري، على جبهة حلب واتهام روسيا بقصف السكان المدنيين. للالتفاف على العملية الانسانية الناجحة في حلب التي تقوم بها روسيا جنبا الى جنب مع الجيش السوري وهما على وشك اعلان حلب منطقة امنة وخالية من المسلحين وان كل موجة تعاطف من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، دليل على أن المجموعات الإرهابية في سورية تندحر، لذلك يبدأ ممولوها في الولايات المتحدة بالشعور بالقلق وعدم الأمان. وهذا ينطبق تماما على الوضع في حلب. لأن عملية حلب تعتبر حدثا أساسا في الحرب السورية. فإذا فرضت القوات السورية سيطرتها على المدينة، فإن ذلك يعني قرب نهاية الحرب في سورية ومعاناة سكانها. فحلب ثاني أكبر المدن السورية، ويسكنها 2.5 مليون نسمة، يمثلون مختلف طوائف ومذاهب وقوميات الشعب السوري. لذلك، فإن الحديث عن حمل سكان المدينة السلاح بدعوة من «الإخوان المسلمين» لا صحة له مطلقا، حيث لم يكن لـ «الإخوان» أي دعم في المدينة. وان الذين يحاربون الجيش السوري هم مرتزقة أجانب، لذلك فهم يضطهدون سكان المدينة، ولا يسمحون لهم بالخروج من المدينة عبر الممرات الإنسانية التي فتحتها القوات السورية ويجب أن يفهم الجميع هذه المسألة وخاصة الأمريكيين، حيث أن محاولاتهم التصنع بعدم معرفتهم أو بغياب المعلومات لديهم عن واقع الحال، هو دليل على أن واشنطن تعمل على إنقاذ المجموعات الإرهابية، لكي تستمر في استخدامها لبلوغ أهدافها الجيوسياسية. |
|