|
وكالات- الثورة اذ ألحقت بالمعتدين الصهاينة خسائر فادحة وأحبطت خططهم الرامية لإحلال عصر الهيمنة على لبنان ودقت إسفيناً لمشروع الشرق الأوسط الجديد التي تريد الولايات المتحدة فرضه بالقوة على بلدان المنطقة . بعد عدوان إرهابي استمر خمسة أسابيع انتصرت المقاومة اللبنانية وهزمت «إسرائيل» في هذه الحرب التي استخدم فيها جيش الاحتلال أحدث أنواع الأسلحة المصنعة أمريكياً، ولم تتوقف فيها آلة الحرب الإسرائيلية من البر والبحر والجو عن ضرب لبنان طوال أيام الحرب، واندحر الجيش ((الذي لا يقهر)) وهرب جنوده من أمام المقاومين الأبطال مذعورين يجرون أذيال الخيبة والهوان وفشلت «إسرائيل» والولايات المتحدة ولم تتمكنا من تحقيق أهدافهما العسكرية والسياسية التي أعلنتا عنها في بداية هذه الحرب التدميرية الإرهابية. وفي المحصلة أسس انتصار محور المقاومة لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وغيَّرَ المعادلات والحسابات في المنطقة وأكد أهمية الفعل المقاوم بصفته الخيار الوحيد لتحرير الأرض واستعادة الحقوق وأسقط مبدأ نقل الحرب إلى خارج فلسطين المحتلة ووضع المستوطن الإسرائيلي أمام حقيقة ساطعة مفادها أن الحدود المصطنعة التي ظنها آمنة لم تعد كذلك. اليوم الثلاثون «انا أقول للصهاينة يمكنكم أن تأتوا الى أي مكان، يمكنكم أن تجتاحوا وأن تنزلوا قواتكم المحمولة جوا وأن تدخلوا الى هذه القرية أو تلك النقطة ولكن كل ذلك سيلحق بكم تكلفة باهظة، لن تستطيعوا البقاء في أرضنا، لو دخلتم أرض جنوبنا الغالي فسنحولها الى مقبرة للغزاة الصهاينة» هذا ما توعد به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الصهاينة المعتدين وهذا ما حدث في ملاحم المقاومة البطولية، حيث لا تكاد وسائل الاعلام الصهيونية تعلن عن تقدم لجيش الاحتلال على هذا المحور حتى تأتي الأنباء سريعا عن تصد بطولي ومواجهات عنيفة وإحراق دبابات وآليات وقتلى وجرحى للعدو وهذا ما حاولت آلة القتل والتدمير الاسرائيلية التعويض عنه بالمزيد من الغارات والقصف البري والجوي ومنشورات الحرب النفسية ومحاولة زيادة الضغط باستهداف منارة بيروت وإنذار ثلاثة مناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت هي الأكثر كثافة سكانية بضرورة إخلائها. الى ذلك وبعد ساعات من إعلان حكومة الاحتلال قرار توسيع العمليات البرية في الجنوب اللبناني وبعد أيام من محاولات التنفيذ الفعلي لهذا التوسيع ضغطت قوات الاحتلال لتحقيق أي انجاز بري ودفعت بالآلاف من جنودها على محاور مرجعيون. اليوم الثلاثون للحرب كان يوم «الميركافا» فقد تمكّنت المقاومة من قتل 18 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً وتدمير خمس عشرة دبابة من نوع ميركافا في المواجهات التي خاضتها مع القوات الإسرائيلية في مختلف المحاور في القرى الجنوبية الأمامية ولا سيما في سهل الخيام - مرجعيون وشهدت الأطراف الشرقية لبلدة مركبا أعنف المواجهات مع قوات الاحتلال. واندلعت اشتباكات عنيفة سقط للعدو فيها عشرة جنود قتلى بينهم أربعة سقطوا داخل دبابة ميركافا استهدفها المقاومون. صعّد الاحتلال من وحشيته وقصفه حيث قصفت مروحية إسرائيلية المنارة القديمة في رأس بيروت بصاروخين ودمّرت الجزء العلوي منها وتضررت منازل محيطة وسيارات عدّة متوقفة على الطريق العام، أما في مرجعيون فقد دارت اشتباكات عنيفة مع رجال المقاومة على محور سهل الخيام تل النحاس واشتباكات أخرى صباحاً على تلة البويضة المشرفة على مرجعيون وسط غارات جوية حربية ومروحية وقصف مركز طاول محيط سراي مرجعيون وتمكنت المقاومة من تدمير دبابتين لجيش الاحتلال قرب سهل الخيام. وبموازاة ذلك شن الطيران الحربي سلسلة غارات على بلدات دير انطار والسلطانية وقلاوية والغندورية وبرج قلاوية في قضاء بنت جبيل وفي صور طال القصف المدفعي والجوي بلدات زبقين والعزية والقليلة وطورا وقانا وصريفا وغيرها، كما قصفت البوارج معظم قرى القطاع الغربي وتعرضت مدن عدة إلى غارات الطائرات ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل، كذلك في النبطية شنت الطائرات الحربية للاحتلال غارات جوية عديدة في بلدة كفرتبنيت ادت إلى استشهاد مواطن واصابة زوجته وفي بلدة كفر رمان استشهد مواطن وجرح تسعة آخرون، كما تعرضت بلدة جبشيت لقصف مدفعي إسرائيلي طال الأحياء السكنية فيها محدثا خرابا وتدميرا كبيراً، كما أصيب عدد من المواطنين في صيدا والهرمل وبعلبك والضاحية والبقاع الأوسط جراء القصف الاسرائيلي، كما دارت اشتباكات عنيفة بين رجال المقاومة وجنود الاحتلال على محور دير سريان - الطيبة، ونقل عن شهود عيان تأكيد رؤيتهم خمسة جنود اسرائيليين قتلى. على صعيد متصل قصفت مروحيات الاحتلال برج الإرسال القديم التابع للإذاعة اللبنانية في محلة المنارة - عين المريسة، كما استهدفت مروحية هوائيات إرسال الإذاعة اللبنانية في ساحل عمشيت وهو ما اعتبر رسالة سياسية للحكومة اللبنانية. ورداً على الاعتداءات المتواصلة على لبنان ومدنييه قصفت المقاومة مستعمرات عكا ونهاريا وكفرجلعادي وكريات شمونة والشومرة وكرمائيل ومرغليوت وكابري و ليمان و شلومي ورمات نفتالي وغيرها في فترات مختلفة بصليات من الصواريخ، كما وطارد المقاومون قوة مشاة صهيونية في مرجعيون، فتوجهت هذه القوة إلى ثكنة مرجعيون التي يتمركز فيها نحو 400 عنصر من القوة الأمنية اللبنانية المشتركة ودخلت إلى الثكنة متخذة من العناصر اللبنانية درعاً بشرياً . وعلى وقع اصداء الهزائم المتلاحقة و الخسارات الموجعة التي مني بها جيش الاحتلال تبادل رئيس حكومة الاحتلال أيهود أولمرت الانتقادات الحادة والاتهامات مع كبار قادة الاحتلال العسكريين الذين وصفهم أولمرت بأنهم وقحون ومتعجرفون. |
|