تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من نبض الحدث... تهرب أميركا يفضح ما تعلنه وتبيته.. ولن يمنع كسر مخططها بحلب

الصفحة الأولى
الأربعاء 10-8-2016
كتب علي نصر الله

مرة أخرى تُثبت الولايات المتحدة عدم جديتها في القيام بما وعدت به لجهة فصل معتدليها عن الفصائل الإرهابية، وإذا كانت أكدت أن تغيير اسم جبهة النصرة لن يُغير بنظرتها لها كتنظيم إرهابي،

فإن المطلوب منها مجدداً الفعل الذي يُثبت قدرتها لا عجزها، ورغبتها لا عدم جديتها، بما يجب عليها القيام به خصوصاً بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها مدينة حلب والتي تُوجب ضم فصائل جديدة إلى لوائح الإرهاب وعدم الاكتفاء بتصريح خجول لم يُترجم باتجاه جبهة النصرة الإرهابية.‏‏

واضح أن هدف تهرب واشنطن من الالتزامات ومحاولة التنصل من التفاهمات مع روسيا هو الضغط في الميدان لانتزاع ورقة في السياسة، ويبدو جلياً أنه ليس في واردها التخلي عن أذرعها الإقليمية الممول والداعم الأساسي للنصرة وبقية المجاميع الإرهابية، وإن تدخلها المباشر إلى جانب الرعاة الإقليميين للإرهاب التكفيري في معركة حلب يُعري ما تُعلنه ويفضح ما تُبيته، فضلاً عن أنه يؤكد عدم نضوج مبدأ الحل السياسي في ذهنها وعدم استعدادها للتراجع عن الاستثمار بالتطرف.‏‏

الملف الإنساني، إثارته ومحاولة تسييسه المتكررة، تفصيل في الحرب تمنحه واشنطن فجأة وبين فترة وأخرى أهمية كبيرة بهدف استخدامه تارة جسراً للعبور، وتارة أخرى لاستخدامه ذريعة للمناكفة والتعطيل، ودائماً لتفريغ إنجازات الميدان من مضمونها. وإن اقتراح الهدنة في حلب الذي قدمته الأمم المتحدة هو اقتراح أميركي لا يشذ عن قاعدة محاولة تسييس الملف الإنساني والاستثمار فيه وخاصة عندما تجد واشنطن نفسها وأدواتها وأذرعها مُحرجة ومأزومة.‏‏

ليس لدى سورية والحلفاء أي أوهام من أنّ أميركا ستتغير أو ستنعطف أو ستتراجع، ومنذ معركة الكاستيلو وبني زيد التي أحكمت الطوق على الإرهابيين في حلب كان لدى سورية حسابات دقيقة لموقف واشنطن وتصورات واضحة لمسارات المواجهة مع مُرتزقتها، وإن تزامن محاولة إشعال الجبهات الأخرى مع معركة الطوق الجارية على أطراف حلب هدفه إشغال جيشنا عن تنفيذ قراره بكسر حلم أميركا المشترك مع تركيا والخليج والناتو في حلب.‏‏

لأسباب عسكرية وسياسية، وانطلاقاً من عقيدة وطنية لا تفهمها أميركا، ولا الخليج ولا تركيا، سيحسم جيشنا في الأيام القليلة القادمة المعركة مع الإرهابيين ومن وراءهم مع أميركا ومنظومة العدوان في حلب. وبصرف النظر عن كل ما قد ينتجه لقاء سان بطرسبورغ الروسي - التركي من تفاهمات قد تنعكس على ملف محاربة الإرهاب والملفات الأخرى، فإن تصديق مجلس الدوما لاتفاقية نشر المجموعة الجوية الروسية في سورية يؤكد عمق وثبات العلاقة الروسية السورية، وتَجذّر إرادة هزيمة الإرهاب كنتيجة نهائية ستُؤسس لمسارات سياسية، وبصورة أكثر دقة ستفرض الحلول والمعادلات الجديدة في المنطقة والعالم.‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية