تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حتى تنتهي معركة حلب..

نقش سياسي
الأربعاء 10-8-2016
أسعد عبود

كلهم يقولون بعبثية الحل العسكري للمسألة السورية، وإذ تستعر في حلب تخفت أصواتهم ويتوارون عن المشهد!. هم لا يتوارون تماماً إنما ينشغلون بمدّ الحرب بما يزيد سعيرها ويصعّد بلواها وكأنهم ينتظرون موت المدينة !!.

حلب بالنسبة لهم، كما أعلنوا مراراً وتكراراً هي الموقع الأهم في المسألة السورية، وقد فاجأتهم -هي بجدٍ- فاجأتهم، إذ كانوا يتوقعونها موقع البيئة الحاضنة الأعرض لحراكهم وارهابهم، فلم تكن... فغاب صوتهم وحضر فعلهم بتجمعات المسلحين الإرهابيين، وأخذوا يسترقون السمع لصرخات المدينة.. فإن زاد الوجع، كان ذلك ما يبتغونه لها ولسورية من بعدها.. والحرب قائمة يشتد وطيدها يوماً عن آخر.‏

لا صوت اليوم يحكي عن ضرورة الإسراع إلى الحوار.. عن جنيف.. عن المجموعة الدولية للدعم.. عن.. عن... ينتظرون موت المدينة.‏

حتى اليوم تفاجئهم المدينة.. رغم عمق جراحها وشدة آلامها، هي صامدة وستبقى.. أعلم أن ما يجري اليوم في حلب كما يجري في سورية كلها يرضيهم كل الرضا!!.. فأصل الفكرة تقويض أي إمكانية لتبقى سورية دولة ذات سيادة وقرار وقدرة على الصمود.‏

لعل أهم ما يدور حول سورية اليوم والدنيا سعير مشتعل، يجري في سان بطرس برغ حيث يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب أردوغان.. أردوغان كرر أكثر من مرة في الآونة الأخيرة أن روسيا هي صاحبة الدور الأهم لحل المشكلة السورية... وروسيا كررت دائماً أن منع تدفق الأسلحة والمقاتلين من الأراضي التركية إلى الداخل السوري يشكل المفتاح الأهم لمحاربة الارهاب وحل المشكلة السورية.. فإن صدق أردوغان واتجه نحو النيات الطيبة مقتدياً بالرؤية الروسية التي يعتبرها الأهم لحل المشكلة السورية، سيكون ذلك ذا تأثير مباشر وقوي على الأوضاع في سورية والاقتراب خطوات عريضة وحقيقية نحوالحل.‏

تركيا عملياً وتوجهاً كانت صاحبة الدور والفاعلية الأكبرين في خراب سورية، وكان لها أطماع مثلتها دائماً فكرة المنطقة الآمنة.. وتركيا هي صاحبة الجوار الأوسع والأقدر على التأثير.. وهي التي تأوي العدد الأكبر من الإرهابيين القادمين إلى سورية، وبحكم تطورات الأوضاع وتوزع الأهواء بين مُشنّي العدوان على سورية.. وإن صدق أردوغان.. «.!!!؟؟؟» أقواله.. وتوجه للمحاور الروسي بصدق وصفاء نيات يمثلان هذه الأقوال، يجب أن ننتظر ما قد يَرِد من سان بطرس برغ.‏

سورية دون شك تشكو من عمق الجراح التي خلفتها سياسة أردوغان منها بعد أن وصلت العلاقات بين البلدين ما وصلته.. ولديها كل المبررات ألا تثق به.. لكن.. لديها كل المبررات لتثق بالرئيس الروسي بوتين.‏

وحتى ينجلي غبار المعارك ليثق الجميع أن حلب لن تنتهي.. ولا سورية بالتأكيد.‏

As.abboud@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية