|
حدث وتعليق ومنعها من الانهيار الكامل، عبر إعطائها جرعات دعم إضافية، وشحن غرائزها وتحريضها على الاستمرار في القتل وارتكاب الجرائم. أميركا وهي على رأس الداعمين للإرهاب، بمختلف مشتقاته ومسمياته الوهابية كانت أول السباقين لنصرة الإرهابيين بعد هزائمهم في حلب، ولم تكتف بالتملص والانقلاب على التفاهمات والاتفاقيات الأخيرة مع الجانب الروسي، وإنما بدأت تسوق لمسألة أن المعركة لن تحسم سريعا في حلب حسب كلام مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور، التي عبرت عن قلقها المعتاد لما يجري، ما يؤكد مجددا أن الحرب الإرهابية ما كان لها أن تستمر لولا تواصل الدعم الأميركي للإرهاب، حيث يشير كلام باور بكل وضوح إلى نية إدارتها في الاستمرار بتقديم كل ما يلزم لإطالة أمد بقاء الإرهابيين وعدم تقهقرهم في الميدان. وعلى الخطا الأميركية تعزف الجوقة العدوانية على نفس النغمة المشروخة، فجاء التحذير الفرنسي على لسان نائب السفير الفرنسي في الأمم المتحدة أليكسس لاميك من أن « حلب قد تصبح مقبرة لعملية فيينا» على حد قوله ليؤكد أيضا مدى الحسرة الغربية على مصير التنظيمات الإرهابية التي تتهاوى تحت ضربات الجيش السوري، حيث تناسى السفير الفرنسي دور حكومته في دعمها المتواصل للإرهاب من جهة، واستماتتها في تعطيل أي حل سياسي من جهة أخرى، وأنه لو التزمت تلك الحكومة بالقرارات الدولية وما نتج عن «فيينا أو ميونخ أو جنيف» لجهة الكف عن دعم الإرهاب ووقف تمويله، لكانت الأزمة قد انتهت مع اجتثاث الإرهاب من جذوره. الصراخ الأميركي والغربي، ارتفع صداه أكثر هذه المرة لأن الجيش السوري بصدد فرض معادلات ميدانية جديدة، لن تستطيع منظومة العدوان معها فرض أي شروط أو إملاءات على طاولات جنيف القادمة، وربما تنهي صلاحية قرارات سابقة، وتجبر الدول الداعمة للإرهاب على الاعتراف والإقرار بأن الإرهاب لا يمكن تجزئته أو تقسيمه بين «معتدل ومتطرف»، وعليه القبول بتوسيع وتحديث لوائح الإرهاب في الأمم المتحدة لانتفاء وجود «المعتدلين». |
|