|
|
حديث الناس في بعض أسواق دمشق والناجم عن ارتفاع درجات حرارة الطقس بشكل كبير، محذراً بالتالي من تناول الأطعمة المكشوفة. بدورها جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها كررت تحذيراتها «السابقة» في هذا المجال خاصة فيما يتعلق بمادة «الشاورما» والتي تعد من الأكلات الأكثر شعبية لدى المواطنين مطالبة إياهم بضرورة الابتعاد عن تناولها بسبب المخالفات التي تُرتكب من قبل بائعي هذه المادة من عدم التقيد بقطر سيخ الشاورما بحسب المواصفات التي حددتها وزارة الصحة مما يؤدي بالتالي إلى فساد اللحوم في داخل السيخ مع امتداد اليوم، إضافة إلى مخاطر تناول مادة المايونيز (غير مأمونة الجانب) في ظل ارتفاع درجات الحرارة كما أوردت الجمعية. لاشك أن تحذيرات وزارة الصحة وجمعية حماية المستهلك على جانب كبير من الأهمية فيما يتعلق بتوعية المواطنين للحفاظ على صحتهم وتجنُّب المخاطر التي قد تضرُّ بهم، لكن يبقى إطار انتشارها محدود في أوساط المواطنين فهو لم يتعدّى صفحات الانترنت أو واحدة من المحطات الإذاعية حيث لم نشهد مثلاً حملة دعائية تناولت الموضوع ولا حتى إعلاناً واحداً على شاشة التلفزيون التي تُعدُّ الوسيلة الإعلامية الأكثر وصولاً للمواطنين. وفي هذه الحالة فإن المعوَّل عليه بصورة أكبر هوالرقابة الصحية والتموينية التي يبدو دورها شبه غائب عن المشهد فيما يتعلق بسلامة الأغذية وحماية صحة المستهلك، خاصة أن قانون حماية المستهلك الـمُعدّل ركّز بالدرجة الأولى على موضوع سلامة الأغذية وتَشدّد في وضع العقوبات التي تصل إلى السجن لمدة سنة وغرامات مالية تصل إلى 800 ألف ليرة ليحقق الردع لكل من تسوّل له نفسه الاستهتار بصحة المواطن وأمنه الغذائي. التركيز على تنفيذ حملات تستهدف محلات بيع الأطعمة التي ترتكب مخالفات واضحة (كتجاوز المواصفات المحددة فيما يتعلق بقطر سيخ الشاورما أو عرض أطعمة مكشوفة) ينبغي أن تكون لها الأولوية في عمل أجهزة الرقابة الصحيّة والتموينية في ظل موجات الحَرّ المتعاقبة التي تشهدها بلادنا حالياً، وتطبيق العقوبات المنصوص عليها في القانون هي الكفيلة بتحقيق الأمن الغذائي والسلامة والحماية لكل مواطن ورَدع المستهترين والمتلاعبين بها. |
|
