|
فنون ديمة قندلفت: لا تأمين يحمينا في مشاهد العنف.. ليلى سمور: أقف ضد المشاهد الدموية يوسف رزق: تفوقنا على الغرب درامياً ****** استطاعت الدراما السورية أن تحتل مكانة مرموقة بين الأعمال العربية بما امتلكته من أدوات وإمكانات وبما طرحته من موضوعات اتسمت بالجرأة والوضوح.. ولكن ما استوقفنا في موسم الدراما الأخير ظاهرة العنف التي برزت على السطح بشكل لافت,أهي واقعنا حقاً, أم أنه البحث عن ( الأكشن) أم هو التعويض عن مضامين خاوية أو ربما هو تقليد لما يحدث في الدراما العالمية والأميركية منها على وجه الخصوص?!! ضد العنف تماماً لايجد الفنان عبد الحكيم قطيفان سبباً لهذه الجرعات العالية من العنف والقسوة والدم في الوقت الذي يستطيع الفنان وببساطة ومن خلال لغة بصرية أقل قسوة وأقل عنفاً أن يصل لما يريد.
وتمنى الفنان قطيفان التوقف عند هذه المسألة لئلا تتكرس هذه الظاهرة بالدراما لأنها ستنعكس على المشاهدين والأطفال منهم على وجه الخصوص بشكل سلبي ثم قال : أنا ضد العنف تماماً لأننا نستطيع بلغة بصرية ذكية وبسيطة أن نصل إلى ما نريد دون مشاهدة الدم. وفي تفسيره لهذه الظاهرة : يقول : ربما ما يحمله المخرجون من شحنات التوتر التي في داخلهم أو طريقة فهمهم للحياة هو الذي ينعكس على الشاشة ويمكن أن يكون البحث عن ( الأكشن) وشد الأنظار لهذه الأعمال. أو يمكن أن يكون الفقر في بنية النص ما يضطرهم للجوء إلى هذه الأشكال الخارجية للتعويض عن ضعف ما ..فلو كانت البنية قوية ولغة الإخراج قوية , فلا اضطرار لعمل هذه الجبهات من الأسلحة والعنف والدماء. وتمنى الفنان قطيفان أن يكون الموسم القادم أقل عنفاً وأكثر احتراماً لأخلاق الناس, وأكثر رفقاً بمشاعرهم وأحاسيسهم. أقبلها عند الضرورة أنا ضد المشاهد الدموية العنيفة رغم تفاعل المشاهد العربي معها, هذا ما طرحته الفنانة ليلى سمور وأكدت على وجهتي نظر بقولها: إن مشاهد العنف هي مشاهد ( الأكشن) تشد المشاهد وتجعله أكثر تفاعلاً مع العمل رغم عدم ارتياحه لهذه المشاهد, لكن انتقاله إلى المشاهد الأخرى التي تحمل من الحلول مايثلج صدره تنتقل به إلى المتعة وحالة من التطهير. وتقف فنانتنا ضد المشاهد الدموية أو القتل ,لكنها في الوقت ذاته ربما تخدم بعض مشاهد العنف النفسي في العمل وتحرض الفنان وخصوصاً إذا أداها بشكل مقنع, وهذا يستنتجه من ردود أفعال المشاهدين عندها يشعر بنشوة النجاح وأنه أدى المشهد الصعب بشكل صادق ومقنع .. هذه المواقف ربما نقبلها ولكن ليس على مسار العمل كاملاً ,وتضيف: إذاً أنا لست مع أو ضد هذه المشاهد ,لكن أنا ضد المشاهد الدموية العنيفة.. أفضل استبعادها الفنانة ديمة قندلفت ترتئي التخفيف من مشاهد العنف وعدم استخدامها إلا للضرورة القصوى, أو عند عدم وجود البدائل, مع قناعتها أن الخيارات موجودة.
تقول: ربما تتطلب بعض المشاهد عنفاً ما, لكني أفضل اللجوء إلى حلول توصلني للمطلوب دون إيذاء عين المشاهد ,إما عن طريق الأداء أو الإخراج أو بلغة بصرية تغني الفكرة وتعبر عنها بطريقة أكثر لطفاً, هذا من جهة ومن جهة أخرى فنحن كممثلين ليس لدينا قانون أو نظام تأمين يحمينا عند التعرض لأي أذية , فلا المسلسل ولا شركة الانتاج, ولا جهات أخرى يمكن أن تعوضنا عن أي أذى قد يصيبنا أثناء أداء مشاهد العنف. عندهم الخبر اليقين المخرج يوسف رزق يؤكد على ضرورة الجرأة بالأعمال ودونها تبهت وتصبح لا لون لها ولا رائحة وحتى لافائدة أو مضمون .. فيقول: تقع على الفنان سواء أكان كاتباً أم مخرجاً مسؤولية مناقشة المواضيع الجريئة , وتسليط الضوء عليها لتصل إلى الناس ويتنبهوا لما يحدث.
- أما لماذا يضع المخرج يوسف رزق ( الأكشن) في أعماله وهل هي بهارات أم هناك وجهة نظر أخرى يقول : --إننا في مجتمع عالمي, أصبح قرية صغيرة من خلال الفضائيات ووسائل الاتصال, وبات الطفل والعجوز يستطيع الوصول إلى المعلومات أيا كان نوعها, وبالتالي أصبح ذهنه متطوراً وحركياً وبالتالي أصبح التواصل معه أقوى من التواصل مع جيلنا, هذا التواصل يعني( الايقاع, الحركة, الأكشن) وأصبح الفعل ورد الفعل سريعاً. كما أن التلقي والتواصل مع العالم بات أكثر سرعة. وانطلاقاً من هذا, فعندما نقدم أعمالاً رومانسية باردة, ايقاعها بطيء لا نستطيع ملامسة وتحقيق التواصل معه, لذلك أسعى دائماً لتحقيق الحركة والايقاع ( والأكشن) في أعمالي لتغطية هذا الجانب, إضافة طبعاً لجانب التشويق ( التسلية) متضمناً المعاني الكثيرة التي يقدمها العمل. ويسجل الفنان يوسف رزق ملاحظة تفيد بأنه هو من بدأ بنشر هذه الظاهرة بالدراما وليس عيباً أن يأخذ أحدنا من الآخر مع أنه كثيراً ما يستفيد من أعمال يشاهدها سواء كانت عربية أو أجنبية..ويقر أخيراً: أن الدراما السورية استطاعت أن تنافس الدراما العالمية التلفزيونية ( نحن درامياً وموضوعياً أهم من الغرب جميعه) والمقارنة خير دليل. |
|