|
أبجد هوز إلقاء حجر كبير في البركة العربية الآسنة, ومزق أوراق التوت عن عورات الأنظمة العربية.. قبل عشرة أيام, أعلن عن محاضرة له في مكتبة الأسد, والدعوة عامة.. وطالما الدعوة عامة, فمن أبسط البديهيات أن يكون التحضير محترماً, ويستوعب من يأتي.. في رأس السنة سئل أحدهم: أين ستسهر الليلة? فقال: سوف أضرب الليرة, فإذا كانت طرة فسأسهر مع صديقتي, وإذا كانت نقشاً فسأسهر مع أصدقائي, وإذا وقفت على حرفها فسأسهر مع زوجتي.. ولأني أدرك كيف يقيمون المحاضرات, فقد كنت متردداً في الحضور, وكنت سأضرب الليرة لأحسم ترددي, وبما أنني احترم الرجل وأؤيد أفكاره بنسبة 83.15%, وبيننا انترنت وملح, فقد ذهبت.. المئات خارج القاعة بسبب الإزدحام, والبعض تجمع في قاعة أخرى على الواقف, أمام شاشة صغيرة منخفضة, إذ لم يرها سوى الصف الأول. مكتبة بحجم مكتبة الأسد, كلفت مئات الملايين من الليرات, أليس من المفترض جاهزيتها لاستقبال جمهور كبير من خلال شاشات كبيرة? ولماذا لم ترفع الشاشة? المضحك المبكي أن أحدهم قاطع المحاضر ليوجه تهديداً مهيناً للمتجمعين على الباب بإخراجهم, لأنهم مصدر فوضى, وأن تصرفهم لا يليق , إن إعدادكم الرديء للمحاضرة, وهذا التصرف, فعلاً لا يليق بالمكتبة ولا بالضيف ولا بنا, ثم إننا اعتقدنا منذ زمن, بأن عقلية العريف بدأت تتضاءل, لكن يبدو أنها الشيء الوحيد الذي يملكه البعض.. هؤلاء الحضور, مثقفون, وفيهم كبار, جاؤوا تحت المطر لحضور المحاضرة, وليسوا متسولين على بابكم.. |
|