تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أمين عام احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008 د. حنان قصاب حسن: سنؤكد على انفتاح سورية على كل الأديان والثقافات

ملحق ثقافي
الثلاثاء 20/2/2007
حوار: عبد الناصر حسو /رشاد كوكش

في ساحة الأمويين قلب دمشق وفي مكتبها الذي يجاور نهر بردى.. بردى التاريخ والأصالة ورغم برودة الطقس، كان لقاؤنا مع الدكتورة حنان قصاب حسن أمين عام احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربي عام 2008، لقاءً حاراً بث الدفء والأمل فينا.

من لايعرف الدكتورة حنان قصاب حسن، نقول: إنك تشعر بحضور هذه السيدة ما أن تطأ قدماك مدخل المعهد العالي للفنون المسرحية والتي تشغل فيه عميد المعهد، وهي غاية في الرقة والدماثة وبابتسامة نادراً ما تختفي عن وجهها. فضلاً عن أنها مثقفة ثقافة عالية، ومتحدثة بارعة، وقارئة ناهمة لكل ما ينتج في شؤون الثقافة و الأدب و الفن . الدكتورة حنان قصاب حسن دكتوراه في الأدب الفرنسي- قسم المسرح-وكانت أطروحتها عن الكاتب المسرحي و الأديب الفرنسي الكبير الراحل جان جينيه وهو واحد من أكثر الأدباء إشكالية في العالم با لإضافة الى كونها أستاذة المسرح و الفنون التشكيلية في جامعة دمشق. وكيلة المعهد العالي للفنون المسرحية ما بين 1988 و1990 ومدرسة محاضرة مابين 1985 و2000 وعميدته اعتبارا من شهر أيلول 2006 لها دراسات و مقالات وكتب أهمها " المعجم المسرحي مفاهيم و مصطلحات المسرح و فنون العرض" بالمشاركة مع د. ماري الياس بالإضافة إلى عدد من المسرحيات المترجمة من الفرنسية إلى العربية وبالعكس . تعمل في الإخراج المسرحي والاعداد الدرامي و التحضير للنشاطات الثقافية وبالإضافة إلى كل ذلك فهي ابنة المحامي البارع والأديب الراحل الأستاذ نجاة قصاب حسن.عندما دخلنا مكتبها كانت تقرأ فرحة رسالة وصلتها عن طريق الأنترنيت من المطربة الكبيرة السيدة فيروز جاء فيها "حضرة الصديقة الدكتورة حنان قصاب حسن المحترمة: فرحت بخبر توليكم المنصب الجديد, مبروك إنشاء الله بالتوفيق والنجاح الدائم مع محبتي . فيروز" وبدأ لقاؤنا معها: ماهي تصوراتكم للاحتفالية، وهل سيظهر العمق التاريخي والثقافي لمدينة فريدة في تنوعها ونسيجها كمدينة دمشق؟ لاشك في أن البعد التاريخي له الموقع الأساسي في الاحتفالية، وسيتم إبراز ذلك من خلال ندوات ومعارض وأفلام وثائقية، بالإضافة إلى صيغ جديدة مثل وضع لوحات وصور بالحجم الكبير في أهم المناطق التي تحمل بعداً تاريخياً خاصاً، ولن يتوقف الأمر عند البعد التاريخي لأنه من الضروري إبراز صورة دمشق كمدينة معاصرة تواكب الحداثة في عمرانها وفي فعالياتها. في ظل المعايير الجديدة التي غزت العالم باسم العولمة وفي مواجهة خطر الحركات الأصولية والتي لاتمت للأديان بصلة هل من الممكن أن نؤسس لمواجهة ذلك من خلال الاحتفالية؟ الثقافة سلاح أساسي لمواجهة العولمة بمعناها السلبي، أي التوجه إلى تنميط وتعميم صورة موحدة للعالم.يمكن لهذه الاحتفالية أن تواجه ذلك عبر إبراز الخصوصية الثقافية والاستثناء الثقافي الذي تحمله دمشق بموقعها التاريخي والجغرافي. لكن يمكن الاستفادة من العولمة بمعناها الإيجابي للتأكيد على انفتاح سورية على ثقافات العالم وقدرتها على احتضان التيارات الثقافية والفكرية الهامة. أما بالنسبة للأصولية التي تشكل خطراً ينذر بـ«صراع الحضارات»، فإنه مما لاشك فيه أن احتفالية دمشق كعاصمة عربية للثقافة، ستكون احتفالية تؤكد على انفتاح سورية على كل الأديان والثقافات دون تعصب ودون انغلاق على الذات، وهذا معروف في تاريخها منذ القدم. سورية بلد تجاري أولاً، والتجارة تفرض الانفتاح وعدم التعصب، وسوريا أيضاً موطن لحضارات كثيرة ومتنوعة، اغتنت بأعلام هامين من كافة الأديان، والتأكيد على كل ذلك هو محور أساسي من محاور الصورة الحقيقية التي نريد أن نبرزها في هذه الاحتفالية، ولا تنس أيضاً أن احتفالية دمشق ذات بعد ثقافي له تداعيات سياسية واقتصادية يمكن أن تساهم في تعميق العلاقة مع بقية البلدان العربية والعالمية. الاحتفالية فرصة مناسبة لخلق جمهور ثقافي، كيف يمكن صناعة جمهور جديد، رغم أنه جمهور نخبوي يحضر المسرح والسينما والفن التشكيلي والأمسية، وهل الاحتفالية قادرة على كسر هذه التهمة؟ الجمهور الثقافي في سورية ليس "نخبوياً" بمعنى أن المثقف لاينتمي إلى طبقة تعيش في برج عاجي، لكنه نخبوي بمعنى التطلب،وعدم التهاون وعدم قبول الإسفاف والتفاهة. دائماً كان جمهور المسارح والموسيقى والندوات ومعارض الفن التشكيلي يتألف من الطلاب والكتاب والمفكرين، وهؤلاء يمثلون شريحة واسعة من الناس، لكن هناك الجمهور الآخر الذي لاتطاله الثقافة عادة، لأنه بعيد عن المركز، ولأنه مشغول بهمومه الحياتية. الهدف الأساسي من الاحتفالية هو الوصول إلى هذا الجمهور في أماكن تواجده، بدلاً من الاكتفاء بمحاولة شده إلى مواقع الثقافة الاعتيادية، وهذا يستدعي بالضرورة خلق أماكن بديلة للفعاليات في الأحياء المحيطية، وأيضاً في الضواحي والقرى، وربما يصل الأمر إلى بقية المحافظات ضمن المشاريع التي وضعناها، ونفكر في تحقيقها، خلق فعاليات متنوعة وحيوية في أطراف مدينة دمشق تفاجئ الناس في حياتها اليومية، وتقدم لهم ما يخرج بهم عن رتابة العمل وأعباء الحياة، وهذه الفعاليات يجب أن تكون مدروسة بحيث تؤمن الفرح والمتعة وتشد الناس إلى أشكال جديدة لم يعهدوا وجودها من قبل، تحقيق ذلك يتطلب جهداً لكنه غير مكلف وحسب التصور الذي وضعناه يمكن أن تكون النشاطات متتالية في الحدائق والمدارس وحتى في المعامل والمستشفيات والساحات بين البيوت. هل تسعى الأمانة إلى تكريس الثقافة كحاجة اجتماعية والاحتفالية فرصة مناسبة، وهل ستستمر بعد الاحتفالية؟ البعد الاجتماعي للثقافة أمر هام جداً إذا ما تم النظر إليه بمنطق الاستمرارية، لانريد أن تكون سنة 2008، عيداً عابراً ينساه الناس بعد شهور، التحدي الأكبر هو أن تحقق الاحتفالية ما يشبه خلق عادات ثقافية جديدة لها بعدها الاجتماعي، فالوصول مثلاً إلى أحياء مكتظة بالسكان ممن لا تعنيهم أمور الثقافة والفن بشيء يتم عن طريق خلق بنى تحتية مؤهلة للاستمرارية بحيث يجد الناس أمكنة يستطيعون أن يرتادوها بشكل دائم، فتدخل في عاداتهم اليومية. هناك شيء آخر هو تحويل المدينة إلى مكان ثقافي كبير أي أن يجد العابر في الطريق وفي الأماكن التي يرتادها ما يغني فكره ويحقق له المتعة خلال لحظات عبوره حتى وسائل النقل يمكن أن تستغل بهذا المنطق. تشكيل اللجان واختيار الرجل المناسب كل في اختصاصه يعتبر نصف الطريق للنجاح، هل شكلتم اللجان وعلى أي أساس تم الاختيار أم مازال الوقت مبكراً؟ تم اختيار مجلس استشاري يضم شخصيات لامعة معروفة علة المستوى المحلي والعربي والعالمي، وهذا المجلس سيكون له دور المشورة والمصادقة على الخطوط العريضة للاحتفالية، هناك مجلس إدارة مصغر يضم مسؤولين عن الفعاليات الثقافية وكل منهم سيشكل فريق عمل من الشباب الذين سيقومون بتنفيذ الفعاليات. كل من سيعمل في هذه الاحتفالية سيكون مثقلاً بالأعباء والمهام العديدة وذلك لابد من هيكل تنظيمي دقيق جداً يحدد المهام والأعباء وآلية تحقيقها. لم يتم تشكيل فرق العمل هذه بعد ، ونحن الآن بصدد وضع الأسماء. كذلك فإن الأمانة العامة لهذه الاحتفالية هي بمثابة لجنة (مابين وزارية) تتقاطع فيها مهام الوزارات والمؤسسات المعنية وهي كثيرة، لذلك سيكون هناك مكاتب ارتباط في كل وزارة تعمل على التنسيق مع الاحتفالية وبالتشاور مع السادة الوزراء والمسؤولين في المؤسسات المعنية. كيف سيتم التنسيق بين الأنشطة المختلفة والمتنوعة والمتزامنة كي لاتتضارب المواعيد؟ كون الاحتفالية، هيئة (مابين وزارية) ينبع من واقع وجود أنشطة دورية ومحددة مسبقاً، وتقوم بها الوزارات عادة، لن تتوقف هذه الأنشطة، ولكن سيتم التنسيق مع المسؤولين عنها بحيث تتماشى مع الصورة العامة للاحتفالية من أجل التواصل والانسجام والتناغم وتحقيق وتنظيم دقيق بين نشاطات الاحتفالية وهذه النشاطات. قد يستدعي ذلك وضع معايير تحدد ما سيقدم من هذه النشاطات ويحمل شعار الاحتفالية وما سيقدم من دون شعارها. مسألة الدعوة إلى حوار حول مايريده المثقفون من هذه الاحتفالية، ذلك عبر موقع للفاكس والانترنت، هل ستوجد الأمانة العامة ذلك؟ هذه من الأمور التي فكرنا بها وبدأنا بوضع خطة لها، سننشئ موقعاً للأنترنت، وسنطرح استفتاء عام على الجمهور الواسع حول صورة دمشق عاصمة للثقافة العربية كما يراها الجميع، ويمكن أن نعدّل في توجهات الاحتفالية، وربما تكون هناك زاوية تفاعلية يعطي فيها رواد موقع الانترنت آراؤهم بما يتم تحضيره ويعلن عنه في الموقع لكن ذلك يتوقف على مسائل تقنية معقدة نحن بصدد دراستها و سيكون هناك بشكل دوري عرض لمراحل التحضير دون الإفصاح عن كل النشاطات حتى لاتفقد الاحتفالية بهجتها. مدينة القدس المحتلة عاصمة للثقافة العربية عام 2009، هل ستمهد الاحتفالية لأنشطة ثقافية وفنية وفكرية خاصة بالقدس كونها مدينة محتلة؟ هذه فكرة غالية جداً، علمت بها من السيد وزير الثقافة وأعجبت بها كثيراً، وأظن أنه ستخصص لمدينة القدس بعد انتهاء احتفالية دمشق شهوراً تتم داخل سورية ، إذاً ستمتد احتفالية دمشق إلى ما بعد 2008 وتتحول إلى احتفالية لمدينة القدس. الدكتور بشر الصبان محافظ دمشق ، أطلق مشروع مدينة دمشق الكبرى، ماهي العلاقة بين المحافظة والأمانة فيما يتعلق بجانب الفعالية؟ لدى الأمانة العامة توصيات من اللجنة العليا التي حضرت الاحتفالية تتعلق بتهيئة البنية التحتية المدينية داخل دمشق، ويتم التنسيق والتعاون مع محافظتي دمشق وريف دمشق بهذا الصدد، فيما يتعلق بتهيئة أماكن الاحتفالية وتحديث الفرش العمراني، وسيعاد تنظيم شكل الجسور والإنارة والحدائق،وهناك شيء يتعلق بالأمن والسلامة في الأماكن التي ستتم فيها الاحتفالية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية