تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


شـــــــريف خزنـــــدار ســـــفير الثقافــــة العربيـة فـي بـاريس

ملحق ثقافي
الثلاثاء 20/2/2007
أحمد بوبس

شريف خزندار ....مثقف سوري عرفته دمشق مخرجاً مسرحياً لفترة قصيرة ، ليذهب بعدها الى فرنسا لمتابعة دراسته العالية ، وهناك استهواه العمل الثقافي في باريس التي تعتبر من أهم العواصم الثقافية الأوروبية ،وفي باريس قام بعدة أنشطة قبل أن يكون له دور أساسي في إنشاء دار ثقافات العالم ،هذه المؤسسة التي تعنى باستحضار ثقافات شعوب العالم الى باريس من خلال رجال الفكر والثقافة والفرق الفنية التي تقدم التراث الموسيقي والغنائي الكلاسيكي .

ولأن شريف خزندار عربي ،فقد أولى الثقافة العربية اهتمامه وخصها بمساحة واسعة من نشاطات الدار وبخاصة بلده سورية . شريف خزندار زار دمشق مؤخراً ،وكان لقائي معه فرصة لإجراء اللقاء التالي: كيف ولدت فكرة إنشاء دار ثقافات العالم بباريس؟ هذه قصة طويلة ....خلال دراستي في باريس ،كنت أتابع جامعة مسرح الامم ،كان هذا المسرح يقدم عروضه خلال أربعة أشهر سنوياً علي أحد مسارح باريس. وتتضمن عروضه مسرحيات من جميع أنحاء العالم. وتعرفت على أنواع العروض المسرحية العالمية التي لم يكن من الممكن مشاهدتها في أي مكان وعندما عدت الى فرنسا بعد عدة سنوات بدأت في إعداد بحوث عن المسرح العربي لمنظمة اليونسكو ، وحضرت مؤتمرات في أنحاء العالم ، في هذه المؤتمرات والمهرجانات شاهدت عروضاً هائلة ،لم يكن من الممكن مشاهدتها في فرنسا. وعندما تسلمت إدارة المركز الثقافي سنة 4691م في مدينة رين أنشأت مهرجاناً للفنون التقليدية . قلت يجب أن أعرف فرنسا على هذه الفنون التي شاهدتها في الهند وامريكا الجنوبية وافريقيا وبسرعة حقق المهرجان شهرة واسعة ،كان الجمهور يأتي من أنحاء فرنسا وأوربا لحضور عروضه. بعد عدة سنوات اقترحت على وزارة الثقافة الفرنسية إقامة مؤسسة تعنى بالثقافات العالمية ،وكان ميتران قد أصبح رئيساً لجمهورية فرنسا عام 1891م ووزير الثقافة ضاعف ميزانية الثقافة ،وكان صديقي ،طرحت عليه أن العمل الذي أقوم به في مدينة رين والذي اشتهر عالمياً ننقله الى باريس وهكذا نفتح فرنسا على الثقافات الأخرى ، وتبنت الحكومة الفرنسية المشروع فوراً ،وأعلنا عن إنشاء دار ثقافات العالم عام 2891 . وتم تعييني مديراً للدار . قلت لي أثناء دراستك .. ماذا كنت تدرس في باريس؟ درست أولا في الجامعة الاميركية ببيروت إدارة الأعمال . بعد ذلك ذهبت إلى فرنسا ودرست المسرح . بعدها عدت إلى دمشق ، وعملت في الاخراج المسرحي وفي التلفزيون قبل ان أغادر إلى تونس والجزائر ومن ثم إلى فرنسا . بعد إنشاء دار ثقافات العالم . كيف حددتم أهدافها؟ كان الهدف الرئيسي في المرسوم الذي أسست بموجبه الدار ، هو تعريف الجمهور الفرنسي على ثقافات الشعوب الاخرى . كانت فرنسا تصدر ثقافتها ، لكنها لاتستقبل أي شيء من ثقافات الشعوب الاخرى . فأردنا أن نحقق توازناً ثقافياً . وهذا الشيء تحدث عنه الرئيس ميتران. والدار اختصت باستقبال الفرق التي تعبر عن خصوصية لثقافة بلدها . وطبعاً لم يقتصر النشاط على استقبال الفرق ، إنما أصدرنا مجلة ، إضافة إلى المعارض وإصدار الاسطوانات وكل فروع الانشطة الثقافية الاخرى في العالم . المجلة ... ما عنوانها .. ما مضمونها ؟ المجلة اسمها ( المتخيل ) وهي تصدر على شكل كتاب . يصدر منها ما بين عددين إلى أربعة في العام ، فهي ليست منتظمة وتوزع على كل المكتبات . وتصدرها دار نشر كبيرة في فرنسا . ومواضيعها تتعلق بالندوات التي تقيمها الدار . نختار موضوعاً ونطلب من عدة أشخاص ليقدموا دراسات عنه .. معظم الندوات حول اشكالية الثقافة مع العنصرية .. بمعنى كيف يمكن للمرء أن يتمسك بثقافته دون أن يكون عنصرياً . إذن الندوات هي شكل أساسي من النشاط الثقافي للدار لكن .. ما هي الاشكال الاخرى للنشاطات التي تقيمونها ؟ عروض من كل الانواع، موسيقية،مسرحية. منذ عشر سنوات بدأنا بإقامة مهرجان اطلقنا عليه (مهرجان المتخيل ) والمهرجان يقدم العروض التي تأتي من خارج أوربا ، بشرط أن يكون عرضها خارج بلدها لأول مرة ، خاصة في الموسيقا التقليدية . كما نقدم الاعمال المعاصرة إذا وجدناها تعبر عن ثقافة بلدها . أي أنكم منفتحون على كل الاشكال الثقافية. بشرط أن تحقق الرقي الثقافي . طبعاً .. أبداً لانتعامل مع الفرق الفولكلورية التي تقدم عروضاً ترفيهية . كونك عربياً ... ماهي مساحة النشاطات الثقافية العربية من نشاطات الدار ؟ الانسان لابد أن يحن إلى وطنه .. كنا قبل أن يفتتح معهد العالم العربي معظم نشاطاتنا تصب في قناة الثقافة العربية .. بعدما تم افتتاح معهد العالم العربي ، خففنا قليلاً ، لأن مهمة المعهد التعريف بالثقافة العربية . لكن هناك تعاون مع المعهد ، لان العالم واسع . وبقينا نعطي أهمية خاصة للثقافة العربية ، وبشكل خاص الموسيقا . قدمنا منير بشير وعدة فرق للمقام العراقي . وصار هناك تعاون مع المغرب . وخاصة مهرجان أصيلة . منذ نحو عشرين سنة ، نقيم ضمنه ندوات . ونقدم عروضاً وننشر اسطوانات . ومن سورية استضفنا فنانين عديدين مثل صبري مدلل ومحمد قدري دلال . وآخر ما قدمنا من سورية وعد بوحسون . أنت سمعت وعد من خلال مسرحية ( شجرة الدر ) لمها الصالح .. ماذا لفت نظرك فيها؟ سمعت وعد وهي تتدرب على المسرحية. وعندما بدأت بالغناء أدهشني صوتها وسألتها . هل تغنين . قالت : لا .. أنا عازفة عود . فقلت لها : يجب أن تغني . وطلبت منها تحضير برنامج لتقدمه في حفلة . وبالفعل تعاونت مع قدري دلال وفرقته . وقدمت حفلة جميلة بحضور صحفي فرنسي ، فاندهش لأدائها الرائع. تعدون لندوة أو مؤتمر في المغرب حول الموسيقا و الغناء في البلاد الاسلامية . فكرنا في هذا المؤتمر منذ سنوات مع حمد بن عيسى مدير مهرجان أصيلة. وعقدنا منذ سنتين اجتماعاً لعدة باحثين في الموسيقا العربية و الاسلامية . و قررنا أن نعقد مؤتمراً هو الأول من نوعه . و طلبنا من جميع المختصين في الموسيقا بالعالم أن يقترحوا مواضيع ليقدموها و اخترنا سبعين بحثاً من أصل مئة و أربعين بحثاً . المؤتمر سيرافقه بعض العروض و من ضمنها ستكون وعد بوحسون. أنت زرت دار الاوبرا .. ألم يجر بحث مع الدكتور نبيل اللو لإقامة تعاون بين دار الاوبرا و دار ثقافات العالم ؟ أنا على اتصال دائم مع الدكتور نبيل اللو .. و التعاون يجب أن يأتي طبيعياً لا أن يكون مصطنعاً و دار الاوبرا رائعة و تدعو للفخر. قلائل جداً يعرفون أنه كان لك نشاطات في سورية قبل ذهابك الى باريس .. هل تحدثنا عن هذا الجانب ؟.. كانت فترة قصيرة ، لكنها غنية . عندما عدت من فرنسابعد دراستي ، تم تعييني خبيراً في مديرية المسارح و الموسيقا في وزارة الثقافة ، وكانت مهمتي أن أشاهد الفرق المسرحية ، و أعد لها برنامجاً و أخرجت أول مسرحية لبرخت باللغة العربية سنة 3691 و ترجمها نجاة قصاب حسن و هي مسرحية ( الاستثناء و القاعدة ) . و قدمناها على مسرح القباني . و بعدها كان رفيق الصبان مديراً لفرق التلفزيون ، و عملت معه مخرجاً تلفزيونياً . وكان عندي برنامج اسمه ( شوامخ المسرح العالمي ) أقدم فيه كتاباً مسرحيين مثل برخت و شكسبير و جورج شحادة و بيكيت . و قدمت للتلفزيون مسرحية ( الحضيض ) لمكسيم غوركي. وفي نفس الوقت كنت أكتب بعض المقالات في صحيفة الثورة . و كان عندي برنامج إذاعي، و كنت عضواً في المجلس الأعلى لرعاية الآداب و الفنون . تحدثت أن أحدأشكال النشاطات الثقافيةهي الاصدارات ..ما هي مضامينها ؟ الاصدارات مقتصرة على الموسيقا التقليدية . و أصدرنا حتى الآن أكثر من مئة و ثلاثين اسطوانة من جميع أنحاء العالم .و أكثرها عن الموسيقا العربية . منها عن انطولوجية الآلة للموسيقا المغربية مجموعة مدتها ثمانون ساعة ، و أصدرنا اسطوانات عن انطولوجية المالوف التونسي و المقام الاذربيجاني و المقام العراقي و لموسيقا اليمن و مصر و السعودية. بالنسبة للفنانين السوريين .. أصدرنا اسطوانات لصبري مدلل و اسطوانة لمحمد قدري دلال ، و ايضاً اسطوانة عن الموسيقا السريانية لنوري اسكندر. إضافة لإدارتك لدار ثقافات العالم توليت إدارة بعض المهرجانات.. خلال السنوات الماضية ، تسلمت إدارة بعض المهرجانات في المغرب . منها مهرجان في الرباط اسمه ( موازين ) عن الموسيقا العالمية .. و هذا العام سأتولى ادارة مهرجان فاس للموسيقا الروحية ، و سنقدم فيه وعد بوحسون و الياس كرم في حفلتين .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية