|
معاً على الطريق والعلاقات، والروابط، والمخططات، واللقاءات السرية، وآليات العمل الإرهابي، وخلفيات الفكر التكفيري، وارتباطه بغرف الاستخبارات الغربية والصهيونية، فضلاً عن البعد التاريخي للمجموعات المتشددة وأساليب عملها وارتباطاتها الغربية، خواتم تدرك سيرورة الأحداث، وتعرف آليات المواجهة والخلاص، خواتم تتخذ الصبر أسلوباً في ظل المعرفة الواضحة بطبيعة العدوان والأساليب التي سيتخذها في العدوان على سورية، عدوان لم يكن له من هدف سوى تدمير البنية الأساسية للمجتمع السوري، وضرب مكوناته التكاملية ذات الطبيعة الفريدة والمتفردة في أسلوب العيش الداخلي، والتعاون والتأثير والتعاون الدولي والإقليمي، والتمسك بوحدة وسيادة الوطن، ورفض الوصاية والتبعية، وإطلاق المبادرات البناءة في التطور ومواجهة المستجدات والمتغيرات الفكرية والتكنولوجية على المستوى المحلي والخارجي. لقد كانت الرؤية السورية شديدة الوضوح منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان الغربي الإرهابي على سورية، وكانت سورية تدرك حجم المخاطر المنتظرة، وبالتالي حجم الإرهاب المنتظر، وهي كانت أول من خبر الإرهاب الدولي العابر للحدود منذ سبعينيات القرن العشرين، وكانت أول من عرف طريقة التعامل معه، وأسلوب مواجهته، واجتثاث جذوره، ومتابعة خلاياه النائمة، وتتبع منظري الإرهاب ومموليه تحسباً لعودته المتجددة بأشكال وصور حديثة، وهي لم تكن تخفي خبرتها تلك، بل كانت تقدمها للعالم خدمة للبشرية لتخليصها من شرور كامنة، شرور تحركها أجهزة الاستخبارات، وأصحاب شركات الأسلحة، وكارتلات البترول والمخدرات، وفي كل المحافل الدولية كانت تقدم رؤيتها المطالبة بضرورة تشكيل تحالف دولي صادق لمواجهة الإرهاب يبدأ بمؤتمر دولي بمشاركة خبراء حقوقيين وتشريعيين لتقديم تعريف دقيق للإرهاب، والتمييز بين استخدام القوة في المسائل المختلف عليها، ما بين المقاومة ورفض الاحتلال واحتكار الدولة للقوة في مواجهة حالات التمرد والعصيان والتخريب التي قد يقوم بها إرهابيون ومخربون ضد مؤسسات الدولة ومنشآتها وممتلكاتها فضلاً عن الممتلكات الخاصة،تعريف يشكل المرجعية القانونية في التعاملات الدولية مع الإرهاب،لكن الولايات المتحدة والكيان العدواني في فلسطين المحتلة وغيرهما من الأنظمة المرتبطة بهما كانت تعارض دوماً مثل هكذا إجراء، وستبقى الدعوة التي أطلقها الرئيس الراحل حافظ الأسد في مؤتمر اتحاد العمال عام ١٩٨٤ مؤشراً على بعد الرؤية تجاه هذه المخاطر التي تتهدد العالم برمته في الوقت الحالي دون أن يكون قادراً على إيجاد آلية واضحة وجادة لمواجهته. ولا شك أن المصالح الغربية والصهيونية وحدها كانت تحد من اتخاذ هكذا قرار، إلا أن وصول التهديدات إلى العمق الأوروبي، والتهديد بوصوله إلى الداخل الأميركي استدعى ضرورة البحث عن طريقة لمواجهة الخطر الذي نما وتعاظم تحت مرأى ومسمع ودعم وتمويل الغرب الاستعماري كله، وبالتالي العودة إلى النصيحة السورية، والرؤية السورية، والآلية السورية في التعامل مع الإرهاب، وما التطورات، والمقدمات، والتصريحات الصادرة عن مراجع أو مقربين من الحكومات المعروفة بدعمها للإرهاب إلا مقدمة لتحولات وتبدلات منتظرة، أساسها قيام تحالف دولي جاد وصادق يرى مصالح شعوبه أساساً، بعيداً عن المصالح الاستعمارية. وسورية التي اعتادت المواجهة منفردة، اعتادت الصبر أسلوباً يجعل العالم يقتنع بصوابية رؤيتها. |
|