تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التنازلات على المقصل النووي

حدث وتعليق
الأثنين 6-7-2015
عزة شتيوي

هي مذبحة للتنازلات إذا استعرنا من التاريخ المصطلحات, ولكن هذه المرة لتشخيص الحالة الغربية على الطاولة النووية ,هناك حيث تجمّل واشنطن خيبتها وتوّثق عار هزيمتها في إطار اتفاق مع إيران .

إذا رأيت الوجوه السياسية تلونت وألسنة التصريحات تبدلت فاعلم أن الاتفاق وقع وهي مسألة استدارات حتى التوقيع ,وأن محور المقاومة أكمل قلب المشهد السياسي رأساً أميركية على عقب خليجي وذهب بأضغاث الأحلام النفطية وأرجع المخططات الغربية إلى نقطة البداية .‏

وإلا فهل صحا نبيل العربي فجأة من السبات المزمن للجامعة العربية حتى يطلب من دمشق دون غيرها التعاون لمكافحة الإرهاب ويلبس الياقة الدبلوماسية بعد أن ارتدى العباءة الخليجية لعدة سنوات ثم يجلس ذلك العربي راجياً انتظار الجواب من الدبلوماسية السورية؟‏

وهل قُصت ألسنة الأردن وتركيا والسعودية حينما جاءهم بوتين بأمر التعاون مع سورية لبحث مكافحة مرتزقتهم الداعشية حتى يصمت الجميع ولاتتكلم إلا الحماقة الأردوغانية بالتلويح بالعدوان على سورية وما لذلك من معنى الهروب العثماني بالمشهد للاستثمار الداخلي من أجل استعادة الدونكشوت الإخواني لأحلامه في بسط السلطة حتى ولو على حدود قصره .‏

الجواب الأكيد بات واضحاً في دفن النعامة الأميركية لرأسها فاسحة المجال لروسيا حتى تسحب موسكو كل مفاتيح المبادرات العسكرية والسياسية في المنطقة من جيب واشنطن, فأتقن الكرملن التوقيت وقبيل أن يخط القلم الإيراني توقيعه على الاتفاق خرج بوتين معلناً تغيير قواعد اللعبة اعتباراً من الساعات السابقة لسريان مفعول الاتفاق النووي‏

أكثر المتأزمين في إفلاس طاولة قماره في ملفات المنطقة هو ذاته أول من أعلن الاستسلام ..السعودية بعثت بالرسالة بزيارة ولي ولي عهدها، وتلتها قطر بصوت نبيل العربي وبعدما البست الدوحة الجامعة ثوبها النفطي يرتدي الآن آل حمد زي الجامعة ويقفون خلفها علهم يجمعون بمن تبقى من حلفهم فتاتهم السياسي وقوت البقاء على قيد الدور في المنطقة.. لكن الصوت النووي القادم ببريد إيران الدبلوماسي سبق الجميع وأعلن أن سورية لن تسقط وستزداد قوة وما على أدوات الغفلة سوى جمع غلمانها من الارتزاق والإرهاب والوقوف والتسول على الكراسي الخلفية في مقاعد السياسة الدولية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية