تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حكومات الدوحة الدونكشوتية

البقعة الساخنة
الاثنين 25-2-2013م
 عزة شتيوي

كان من المفترض أن يسفر مشهد الإرهاب الأخير في دمشق والذي هز قلوب السوريين واعتصرها عن ارتفاع ولو بحده الأدنى لمنسوب المسؤولية الوطنية والإنسانية في عروق المؤتلفين تحت لواء المعارضة الخارجية.

لكن الاستجابة لصدمات الوطن تبقى ضعيفة طالما أن العمالة مطلقة وطالما أن من هرّب الإرهاب بين أوراقه السياسية سيتنشقه كلما اختنق في خنادق التآمر وهدد بالطرد من فنادق العواصم العالمية المتآمرة .‏

وأجراء الإرهاب ومشغلوه كان أول المستثمرين لأعمدة الدخان والحقد الأسود التي تصاعدت مؤخراً في سلسلة أعمال إرهابية استهدفت التوقيت والإنجاز السياسي قبل أن تستهدف مجدداً ما اعتادت استهدافه في سورية في كل مرة.‏

ومن قلب شارع الثورة في حي المزرعة بدمشق في منطقة تكتظ بالحياة والسكان إلى أشلاء وأرصفة ممزقة أراد قلب طاولة حوار السوريين واستعادة جزئية من المشهد السياسي وشد أثواب التدخل الخارجي الذي استدار عنها لمخارج أخرى من التورط في الميدان السوري.‏

ولأن أدوارهم شارفت على الانتهاء في اللعبة الدولية وجدوا بالتصعيد الإرهابي بيئة حاضنة لطموحاتهم و زمناً إضافياً للمرواحة بالمكان, علَّ ما تبقى في الكأس من سم الإجرام بحق الوطن يمد في عمر المعتاشين على فتات «طوال العمر» والأبواب العالية والوضيعة من واشنطن حتى أنقرة, في محاولة لإطالة الطريق الإجباري للحوار، ومزقت التذاكر إلى واشنطن قبل موسكو وقاطعت مؤتمرات صداقاتهم بعد أن أدركت أن الذهاب إلى هناك لم يعد مدفوع الأجر بل قد يكون مثواها السياسي الأخير, وأن من اعترف بتمثيلها للسوريين يوماً لم يكن يعترف إلا بمصالحه حينها.‏

رسائل الإرهاب تغازل مؤتلفي الدوحة في ألفة لن يطول أمدها، فأصابع التطرف ستتلف خيوط الإدارة السياسية لهم ليخرج الائتلاف من أحضان الغرب إلى جلباب الإرهاب.‏

أما داخل أسوار الوطن نرمم جراحنا مجدداً نمد الجسور من أجساد شهدائنا وضحايانا لنلتقي على طاولة الوطن ونفتتح حوارنا بالصلاة على أرواحهم والتوافق من أجل الوطن، فقد تعلمنا من دروس الأمس ألا نلتفت إلى خارج أسوارنا ومن صمد عامين من الإرهاب لن تعوقه الأحلام المتورمة والمتفجرة على شاشات الإعلام بحثاً عن مناصب خلبية وسورية مقسمة على مقاسات حكومات الدوحة الدونكشوتية.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية