تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الدعم الأميركي للإخوان المسلمين.. ليس وليد اللحظة!

لوموند
ترجمـــــــــــة
الاثنين 25-2-2013م
ترجمة: سراب الأسمر

نشرت صحيفة وول ستريت عام 2007 مقالة بعنوان « لدراسة الوضع في سورية.. علاقة بوند الأميركي بالإخوان المسلمين ». تجدر الإشارة أنه في ذلك الوقت كان للإخوان المسلمين علاقات وثيقة مع مجموعات صنفتها الولايات المتحدة بنفسها كمنظمات إرهابية مثل تنظيم القاعدة .

فالمقالة تحذرنا من الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للإخوان المسلمين كونها قوة سياسية وإرهابية بآن واحد للعالم العربي الذي يعمل منذ عقود على إنهائها بدءاً من تونس وسورية مروراً بمصر وليبيا والأردن وغيرها. في الواقع ، أشارت هذه المقالة إلى أن شراكة الولايات المتحدة مع هذه المنظمة « ستزعزع حكومتي مصر والأردن اللتان تعتبران أهم حليفتان للولايات المتحدة حيث ستشكل منظمة الإخوان المسلمون قوة معارضة سياسية متنامية فيهما».‏

وتعيش مصر اليوم تحت سيطرة دكتاتورية الإخوان المسلمين ، وذلك بعد ان أثارت الولايات المتحدة الاضطرابات في البلاد عام 2011 ، فيما تشهد الأردن بدورها اليوم بداية الاضطرابات والتي تقودها نفس المجموعة . أما ما يدعو للقلق أن هذه المقالة تظهر كيف عملت « السياسات في عهد بوش»2000 ـ 2008 على تجاوز الحكومات واستمرار هذه السياسة في عهد أوباما .‏

أحدثت مقالة جاي سليمان صدىً مشابهاً لما أحدثته مقالة الصحفي لوريا الحائز على جائزة بوليتزر سيمور هيرش حول الأحداث العنيفة التي اجتاحت سورية والتي كانت بعنوان « الإدارة الجديدة : هل تفيد سياسة الإدارة الجديدة أعداءنا في محاربة الإرهاب «.‏

يبدأ سليمان بالقول « بعد ظُهر يوم رطب من أيام نهاية شهر أيار ، حوالي مئة من جماعة المعارضة السورية في الخارج التي اطلق عليها تسمية ( الجبهة الوطنية للخلاص) اجتمعوا أمام السفارة السورية يحتجون على النظام . وردد المتظاهرون شعارات ولافتات تقول : « لنغير النظام الآن «. فيما بعد ذكرت المقالة اتضح أن الجبهة الوطنية للخلاص كانت على اتصال مع وزارة الخارجية الأمريكية ومكتب من المستشارين في واشنطن هو من ساعد ودفع الجبهة الوطنية للخلاص في تنظيم هذه التظاهرة .‏

في الأسابيع التي سبقت الانتخابات ، التقت بؤرة مؤامرات وزارة الخارجية (مبادرة الشراكة الشرق أوسطية) مع أعضاء من الجبهة الوطنية للخلاص للتحدث حول كيفية انتهاز فرصة لتسليط الضوء بعدم توافر ديمقراطية في سورية كما دعم مكتباً استشارياً آخر في واشنطن (شركة الموارد C&O) تلك المجموعة في تخطيطها للقيام بتظاهرة في 26أيار أمام السفارة السورية مؤمنة لها التواصل مع وسائل إعلام متواطئة. تماماً « مثل الربيع العربي « الذي هو عبارة عن تمرد تغذّيه الدول الغربية ،هكذا وعدت علنياً ببيع أضاليلها على انها ثورة ديمقراطية عن طريق شراكات متخصصة في العلاقات العامة وبمساعدة وسائل إعلام مشتراة ومتواطئة .‏

كما تفعل وزارة الخارجية الأميركية ووسائل الإعلام الغربية اليوم بتقديم المعارضة السورية على أنها ممثل عن شريحة واسعة من مصالح المجتمع السوري ، كذلك أقرت صحيفة وول ستريت كما هو واضح اليوم أن تنظيم الإخوان المسلمين هو أساس « «الثورة» . ووصفت المقالة المعارضة بأنها غير منظمة ومهشمة وشبيهة بالمجلس الوطني السوري لعام 2011 و ظهورها الجديد الأمريكي ـ القطري تجسّد « بالتحالف الوطني « حيث القاسم المشترك لهما إيديولوجية متطرفة يسيطر عليها الإخوان المسلمين . التحالف الوطني الحالي يتزعمه معاذ الخطيب الذي أقر على قناة الجزيرة أمنيته بإقامة «دولة إسلامية « محل الدولة العلمانية السورية الحالية ، كما احتج على إدراج الولايات المتحدة لجبهة النصرة التي تحارب في سورية تحت قائمة الإرهاب والتي تشكل جزاً لا يتجزأ من التحالف الوطني التابع له .‏

هؤلاء هم « المدافعون عن الحرية « الذين تدعمهم وتمولهم وتسلحهم الولايات المتحدة باستمرار، وآخر اتهام وجه للولايات المتحدة بأنها تسلح الإرهاب جاء على لسان جنرال أمريكي وقائد سابق في القوات الخاصة : ويليام جي .بويكين الذي أكد أن الولايات المتحدة لا تسلح فقط الإرهابيين في سورية إنما تدربهم وتقدم لهم الأسلحة عن طريق ليبيا .‏

أقوال الولايات المتحدة ، بريطانيا ، حلف الناتو والأمم المتحدة فيما يتعلق بالصراع الجاري في سورية ما هي إلا فبركات دولية متعمدة وقد اتضح ذلك من خلال الشبكات اللوجستية التي يلجأ اليها حلف الناتو عن طريق الدول العربية لإغراق سورية بالأسلحة والارهابيين وزعماء المعارضة الحاليين, فضلا عن أدلة موثقة تدينهم بالتعاون مع الاخوان المسلمين (منذ عام 2007) و مجموعات متطرفة وعنيفة أخرى في سورية تسعى لانقلاب حكومي, مما يشير الى وجود تآمر كبير ينطوي على فكرة خاطئة بحدوث انتخابات رئاسية يتبعها تغير رئاسي وسياسي. الحروب التي أثيرت في عهد بوش تكررت وتضخمت في عهد أوباما وذلك على يد مفتعليها أنفسهم.‏

إن ما يجعلنا نعترف بالبرنامج الذي بدأه الغرب ضد إرادة الشعوب ومصالحها هو تورط فرق عسكرية فرنسية وبريطانية وأمريكية في مالي بدعم الارهابيين هناك وتمويلهم. هكذا أثبت «الربيع العربي» أن سيناريو مظاهرات الجبهة الوطنية للخلاص تكتبه بؤرة مؤامرات أمريكية.‏

‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية