تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كي تكون أكثر جدوى..في فاعليَّتها ومواجهتها للأزمات؟..

ثقافـــــــة
الاثنين 25-2-2013م
 هفاف ميهوب

تساءلنا كثيراً ولا زلنا: يا تُرى متى يتطوَّر الأداء في مراكزنا الثقافية, وبطريقةٍ يتعاظم فيها دورها ويزداد عدد روَّادها, بل ويصبح بإمكانها التعاطي مع أي أزمة تحلّ بالوطن بما يزيد من فعاليتها وأهمية مكانتها؟..

نعم. هذا ما تساءلنا عنه, وخصوصاً في ظلِّ أزمةٍ أوجعت فينا التساؤل بعد أن عجزت الإجابة عن تضميد الاستنكار, ودون أن يعني هذا تنكٌّرنا لاجتهاد بعض المنابرِ في تقديم ما أثبتَ إخلاص كل من يسعى فيها, لأداءِ واجبه بأخلاقٍ لا تعرف التسيّب أو الاستهتار..‏

أما عن سؤالنا هذه المرّة, فليس للقائمين على هذه المراكز وإنما, لبعض روَّادها ممن أجابوا بعد أن سألناهم عن كيفية تطوير هذه المراكز لدورها وأدواتها:‏

أكرم رزق - باحث في التاريخ: تلبية متطلبات الشباب ومواكبة أوضاع البلد‏

يستقبل المركز الثقافي بكلِّ فروعه, كافة الفعاليات الأدبية والفكرية والعلمية وماتحمله من إبداعاتٍ واجتهاداتٍ ولكن ضمن إيقاعٍ رتيبٍ يكرّر نفسه, بدءاً من الموعدِ مروراً بانتظارِ بضعة أشهرٍ كي تكون المحاضرة في زمانها ومكانها المناسبين, فهناك ما قبلها وما بعدها, وهناك بروشور تفصيلي عام لكل الفعاليات, ثم كرت لكلِّ فعالية منفصلة, والجميع يُقدِّر لمديرية الثقافة اجتهادها وترتيبها للأمور ولكن هناك من يستغرب أن الحضور في أغلب الحالات لا يتعدّى أصابع اليد, فإما لأن الموضوع جاف ويفتقر إلى الخصوبة أو بسبب عوامل الطقس والمناخ وأجرة المواصلات وأحوال البلد العامة..‏

أرى بأن من واجبِ رجالات الفكر والثقافة عندنا أن يختاروا المواضيع ذات الفائدة والجاذبية المباشرة وأن تكون المحاضرة بمثابة دروس عملية للطلبة من ذوي الاختصاص القريب من موضوع المحاضرة أو الندوة, بحيث لا يندم المتلقي على حضوره لها..‏

أيضاً, أقترح اختيار دقيق لمن يدير الحوار والنقاش قبل وبعد الندوة, وأن يكون من ذوي الاختصاص في الموضوع ولديهِ خطابة مؤثرة وصياغة لغوية جذابة, بحيث تكون النقاشات حادة ولكن ضمن القنوات الطبيعية والمناسبة التي تؤدي إلى الأهداف المرجوة من تلك الاحتفالية, فالنخبة الثقافية في بلدنا, ومن أدباء وشعراء وجغرافيين وموثِّقين وأساتذة تاريخ وفن تشكيلي وعلماء الفقه, لديها حساسية مفرطة من الأخطاء والهفوات غير المقصودة لذلك, يجب تفويت الفرصة على من يتوقع فشل الندوة, وأن يكون ترتيب مواعيد الفعاليات مدروساً بعناية فائقة, مع أخذ الأولويات وملائمة الموضوع مع الحالة العامة في البلد, بعين الاعتبار..‏

أما عن التواصل ما بين المركز والأجيال التي تأتي لحضور الفعاليات, فيُفترض أن يكون انسيابياً وطبيعياً ويجب تلبية تطلعات الشباب لتواصلهم مع من سبقهم, وهنا تكمن البوصلة التي ترسم المشهد المستقبلي, متمنياً التوفيق للعجلة الفكرية والثقافية في سورية العظيمة والمتألقة على الدوام..‏

أمل محاسن - جمعية أصدقاء دمشق: اختيار الموضوع من حياةِ ومتطلبات الجمهور‏

المراكز الثقافية هي صروح حضارية لنشر الثقافة والتوعية, والشيء المهم أن روَّادها من كلِّ المستويات, وهناك فئة مثقفة لها تواجد أكثر.‏

بشكلٍ عام, نحن بحاجة دائمة للتنوع في الأنشطة, وبما يجعل الجمهور متواجد, وخصوصاً مع اختيارٍ موفق لمُحاضرٍ ينتقي موضوعه بشكلٍ يهمُّ ويفيد الحضور, فموضوع المحاضرة هو نقطة جذب للجمهور وخصوصاً إذا كان من صلب حياتهم ويلبي احتياجاتهم..‏

أيضاً, الإعلام مهمٌ جداً في التواصل مابين المركز وجمهوره, حيث يستقطب الناس استقطاباً متكاملاً, وعن طريق وجود البطاقات والتذكير بالفعاليات التي تجذب, بالإضافة إلى تغطيته للأنشطة والفعاليات, بل والإعلان عن كلِّ ما يقدمه المركز على كامل فضائياتنا, وهو أمرٌ مهمٌ لنشر الثقافة والفكر وكذلك لتوسيع نشاط المركز.‏

الأهم من كل هذا, أن يكون هناك مجال لحرية الكلمة التي يُفترض أن تقال خلال لقاءٍ يتمُ في المركز وما بين المواطن والمسؤول, وبما يخدم المواطن والمجتمع.‏

أعتقد بأن من واجب الجمعيات بشكلٍ عام, التعامل مع المراكز الثقافية بما يخص أمور البيئة والتراث والأمور الخيرية وحماية المستهلك, ومن أجل تطوير الفكر لدى كل الأجيال, ودون أن ننسى ضرورة وجود قاعة يدرس فيها الطلاب ممن لا تتيح لهم ظروفهم بالبيت الدراسة, مع الاستمرار في إقامة معارض الكتب والفن التي تُمكِّن الزوَّار كافة من التعرّف بالمركز وإمكانياته وجميع النشاطات الهامة التي يقوم بها..‏

مروان مراد - باحث في الأدب: إنشاء فريق أصدقاء للمركز, ومسابقات للشباب‏

في سورية اليوم, أكثر من أربعمئةٍ وخمسين مركزاً ثقافياً منتشراً في دمشق, وفي دمشق وريفها أكثر من عشرين مركزاً أشبه بخلايا نحلٍ تحقق غاياتها إن أحسِنَ تفعيلها, وتغدو هامدة إن لم تُحسن أداء دورها, ونحن نشكو اليوم من قلة الروَّاد وحضورهم إلى المراكز, وجيل الرواد إما من كبار السن المتقاعدين أو المهتمين شخصياً بالفكر والثقافة..‏

إن ما يجذب الناس للمراكز الثقافية هو شخصية المحاضر ومكانته الفكرية واسلوب عرضه للمواضيع, إضافة إلى موضوع المحاضرة وفائدتها والجديد فيها.‏

أيضاً, المحاضرات التي تغطي المناسبات الوطنية والاجتماعية هي أكثر المحاضرات جذباً للرواد لأن فيها مايتعلَّق بقضايا الوطن الراهنة, وكذلك الأمسيات الشعرية والمحاضرات العلمية التي تتناول مواضيع وأبحاثاً جديدة, وتستعيد سير الأعلام والمجاهدين في خدمة الوطن.‏

نحن نريد أن نركِّز في هذه المرحلة التي يمر بها الوطن, على فئةِ الفتيان والشباب, وأرى أن يكون ذلك عن طريق إنشاء فريق أصدقاء المركز الثقافي, وتلتقي فيه فئات من أعمار متقاربة.‏

بالنسبة لتلاميذ مرحلة التعليم الأساسي, يحضر المشاركون مع أسرهم ويمارسون أنشطة ثقافية بإشرافِ مرب متخصّص, وتشمل الأنشطة بالنسبة لهذه الفئة, قراءة قصص مختارة أو مشاهدة فيلم علمي أو الاشتراك بمسابقات فنية أو أدبية, وبالنسبة للمرحلة الإعدادية والثانوية, فيجري الإعلان عن مسابقات ذات جوائز تُمنح, لتلخيص كتابٍ أدبي أو علمي, أو لرسمِ لوحةٍ فنية مخصصة للمناسبات الوطنية, وكذلك لكتابة قصة أو قصيدة أو مقال عن موضوع اجتماعي أو شخصية تاريخية.‏

بالإضافة إلى كل هذا, يجب الكتابة عن مشكلات الشباب والحلول المناسبة لها, ومن المهم اختيار شخصية الشهر من بين أصدقاء المركز وضمن معايير تربوية والإعلان عن الفائزين في لوحات المركز, وإصدار نشرة ثقافية خاصة بالمركز ويحررها أصدقاؤه وتتضمن الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تُبرز المميزين من المشاركين.‏

يُختار من رواد المركز المواظبين, ثلاثة أعضاء يلتقون دورياً بمسؤولي المركز ويضعون معاً خطة العمل والبرامج الكفيلة بتفعيل الأنشطة.‏

هناك أيضاً, التواصل مع وسائل الإعلام لتفتح صفحاتها لأخبار وفعاليات المركز, وعن طريق إيفاد ممثلين عنها إلى الفعاليات التي يُفترض إبرازها بشكلٍ متميز..‏

أخيراً, يجب ألا ننسى, أنشطة الكومبيوتر والأنترنت ووسائل الاتصال الحديثة, وكذلك المكتبة وصالة السينما, وبذلك نستطيع أن نقول, أن المركز يقوم بأداء رسالته على الوجه الأكمل ويحقق الأهداف الوطنية التي أنشئ لأجلها.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية