تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الشــــباب .. يأخـــــــــذون المبـــــــادرة..

ثقافـــــــة
الاثنين 25-2-2013م
 سجيع قرقماز

الملاحظة الظريفة في الوسط الثقافي في اللاذقية تتجلى في استمرار المشهد الثقافي بوتيرته المعتادة من حيث الحضور، وشكل الجمهور، والأماكن، مع اختلاف ٍ بسيط ٍ وليس كبيرا ً في المواضيع أو الأشكال المطروحة.

لكن المميز - وهذا لا يختلف عن وسط العاصمة الثقافي - هو استمرار جيل ٍ وشلة ٍ أثبتت فشلها في الماضي، وتستمر في فشلها الحالي والمستقبلي، برعاية ٍ واهتما م ٍ من الجهات المركزية التي تعتمد في (البقاء على كراسيها ) على هذه القواعد، أو الإدارات الفرعية، والتي تتصف معظمها - فرعية ً أو مركزية ً - بالثقافة الختيارة، وقد كتبنا عن ذلك، وأعطينا مثلا ً يتجلى بوزارة الثقافة الختيارة، حيث معظم قادتها المركزيين والفرعيين ممن تجاوزوا سن الوظيفة، ودخلوا في التقاعد، ويتم التمديد والتجديد لهم لأسباب لا يمكن تفسيرها سوى بالمصالح المتبادلة بين هؤلاء وأولئك..‏

فإذا صدف ودخلت إلى صالة النشاط في أي منبر ٍ ثقافي ٍ في اللاذقية، سيكون الجمهور- على قلته - من أقرباء أو أصحاب المحاضر، الكاتب أو الشاعر، وبعض الحاضرين من الفضوليين، أو الإعلاميين الذين يبحثون عن مادة ٍ ما. أما إذا دققت النظر في أعمار هذا الجمهور فستكون الغلبة لأصحاب (القبعات، والشعر الأبيض، أو اللا شعر ).‏

في أحد الاجتماعات الحوارية، التي حضرتها شخصيا ً، تطلعت إلى الحضور مخاطبا ً: من تحاورون إذا كان أصغركم في هذه القاعة هو أنا، و قد ابيض شعري بالكامل، وأنا أدخل بهدوء ٍ إلى عامي الستين ؟ ثم ما هي الأمور الخلافية بيننا وقد تتجاوزنا الستين وتقاعدنا،و، ؟ وأين الجيل الشاب ؟ أين أزماته وهمومه ؟ ألا تعتقدون أن همومه اختلفت عن همومنا ؟.‏

هذا بحد ذاته يطرح القضية الإشكالية في المنابر الثقافية والفكرية والفنية:‏

إلى من نتوجه ولماذا ؟‏

بالتأكيد لست ضد الخبرة في العمل الثقافي، ولست ضد المسنين في العمل الثقافي،لكي يقودوا الأجيال ويوجهونها في أوقات معينة، لكن ماذا نشكل نحن، وماذا يشكل من هم دون الستين ؟ما هي همومنا وما هي همومهم ؟ ما هي تطلعاتنا وتطلعاتهم ؟‏

نصل باختصار إلى الفكرة الأهم، هل نفكر جديا ً بهموم الشباب ؟ تطلعاتهم، مشاكلهم، تأمين العمل لهم، هواياتهم، أفكارهم، و كيف يفكرون ؟ هل تعجبهم منابرنا ؟ هل يرون فيها شيئا ً ولو ضئيلا ً من تطلعاتهم ؟ وهل نشاركهم أو يشاركوننا ؟‏

منابر الشباب‏

هنا لا بد من التأكيد أن منابر هذا الجيل من الشباب - لن نحدد جيلا ً أو عمرا ً لكن لنقل دون الأربعين - اختلفت لغته الفنية، وأداته، وتوجهاته، والوسط المحيط به، ومكان النشاط الفكري أو الثقافي، وطريقة متابعته لهذا الإنتاج، لكنه بقي محكوما ً بالإدارة الثقافية والتعليمية والتربوية ذاتها، وهذا ما يؤدي به ببساطة إلى الانفصال الكامل عما نحضره له، ويفر هاربا ً من منابرنا متخذا ً أوضاعا ً مختلفة ً للدفاع عن إبداعاته وثقافته المشكلة بعيدا ً عن تأثيراتنا.‏

من هذه الأشكال المهرجانات الثقافية والفنية التي يلحظ الشباب أن القائمين على الثقافة لا يولونها أي اهتمام، مثل مهرجان (خطوات ) السينمائي الأول للشباب، الذي سيقام خلال أيام في اللاذقية، ومهرجان الأفلام الوثائقية للشباب، ومهرجان المونو دراما المسرحي، ومهرجان الكوميديا للفنون المسرحية، وطبعا ً لن نغفل الأنشطة التي بدأها كثير ٌ من الشباب على الإنترنت من شعر ٍ وقصة وتصوير ٍ ضوئي ٍ وأفلام قصيرة، كل هذا خلقته الثورة الرقمية التي فتحت مجالا ً هاما ً لهؤلاء الشباب كي يعبروا عن أنفسهم من خلاله.‏

وأيضا ً نرى الأنشطة البديلة لمنابرنا الثقافية الروتينية في إقامة معارض وأمسيات ٍ في حدائق مكشوفة، وفي صالات مقاه ٍ وساحات ٍ في الجامعات.. وبرأيي هذا حق الشباب أن يجدوا بديلا ً لا نفكر في تقديمه لهم.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية