تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التشـــــكيليون: الثقافــــــة أقــــــوى الأســــــلحة

ثقافـــــــة
الاثنين 25-2-2013م
 تماضر ابراهيم

الفنون التشكيلية لغة عالمية عامة في فنيتها وخاصة في بيئتها، وهي وسيلة اتصال بين الشعوب وبين العصور، يتجلى دورها الهام في الانتاج الانساني التراكمي على مر الزمان،

الذي حملته على عاتقها منذ البداية في حنايا الموروث الحضاري، وقد عكس هذا الموروث ذوقا وعلما وسياسات ووقائع لظواهر اغتنى بها المنتج الفني بأحاسيس حيوية مرهفة جذابة عكست الواقع بصدق، حيث عبر الفنان عن انفعالاته وسلوكياته التي حملت رسائل الحضارات وحفظتها ابداعاته.‏

من هنا يرى العالم أن الفن خالد في حضارات الشعوب، يحتاج إلى رعاية، و فكر يحتاج إلى حماية وتقدير، ثقافة تحتاج إلى جمهور،و لغة تحتاج إلى تعميم، أيضا هو سلعة وتحتاج إلى تسويق، لذلك اهتمت به الدول وجعلت له منابر رسمية تعني بهذه الثقافة فأنشأت المؤسسات التي تهتم بالفنان المبدع والمبتكر والمنتج لتطوير التراث وإحيائه كثروة وطنية ترعاها في مؤسسة وتصونها في منهج وتحميها في متحف.‏

سوريتنا الحبيبة اليوم تتعرض إلى مؤامرة هدفها القضاء على حضارة هذا البلد القديم قدم الانسان، ترى كيف تواجه منابر الفن التشكيلي الرسمية هذه الأزمة ؟ هل بدلوا أدواتهم الابداعية بما يتعاطى مع الأزمة بشكل جديد ؟ وماهو جديدهم من أجل ملامح مقبلة ؟‏

اتحاد الفنانين التشكيليين‏

من مهام الاتحاد الاهتمام الجاد والمسؤول بشؤون المهنة والحفاظ على حقوق أعضاء الاتحاد، والعمل على تحقيق متطلبات الفنانين وأيضا المحافظة على حقوقهم المهنية عبر هيكلية أو منظومة تعني بالأداء الفني.‏

الاتحاد يكرم متضرري الأزمة‏

أنور الرحبي عضو مكتب تنفيذي أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين قال: حاليا يعمل الاتحاد على تنشيط الفنانين الشباب وتفعيل طاقاتهم من خلال اقامة معرض الشباب السنوي الذي سيقام قريبا وسيشارك فيه عدد هائل من الشباب ستقدم الأعمال من واقع البيئة السورية في ظل الأزمة، وسيتم تشجيعهم من خلال جوائز نقدية متفاوتة، أهم ما يتميز به المعرض لهذا العام هو عدد المتقدمين وقد قررنا في اجتماع المكتب التنفيذي عدم تقييد الفنان أو الزامه..‏

وأشار الرحبي إلى التكريم الذي سيقيمه الاتحاد لعدد الفنانين الذين تضرروا ببعض الحوادث الناجمة عن الأزمة وذلك بتعاون كامل مع مديرية المعارض.‏

لأنها سورية ولأننا سوريون‏

عماد كسحوت مدير مديرية الفنون الجميلة يقول إنه جديد في موقعه وقد وجد لدى المديرية برنامجا يقوم الآن ببعض التعديلات بما يراه مناسبا من وجهة نظره ضمن ظروفنا المحلية التي نعيشها على المستوى الثقافي في ظل الأزمة،‏

ويضيف: الفن لاشك مثل غيره من النشاطات الثقافية تأثر بالأزمة ولكن في النهاية هذه سوريتنا المفروض ويجب على جميع الفنانين المشاركة بجميع الفعاليات، وبكل ما له علاقة بالفن السوري لأنها سورية ولأننا سوريون بكل حالاتنا وبكل أطيافنا وكل ما يفكر به الفنان يجب أن يكون لهذا البلد، هذه وجهة نظري التي أعمل عليها ومتحمّس لها، ليس لدي ما أقوله حاليا لأن برنامجي لم ينته بعد لكن خطوطه العريضة تفضي عن مشروع معبأ بالنشاطات،‏

وقال أيضا: الفن مؤثر سواء كان سلبا أم إيجابا فهو فعّال يؤثّر في السياسات، وركن أساسي من أركان الثقافة التي هي أكثر مانحتاجه اليوم، يجب أن نهتم بثقافتنا أكثر من أي يوم مضى، يجب أن تنطلق ثقافتنا وحضارتنا وفكرنا للعالم الخارجي فالثقافة هي أقوى الأسلحة في عصرنا، الأمم تحترم بعضها من خلال حضاراتها كيف يعرفنا الآخر إن لم ننطلق بثقافاتنا ليقرأها العالم ؟ الحديث يطول في هذا الموضوع، لكني أنا من موقعي هذا سأحاول استقطاب جميع الفنانين للتفاعل والمشاركة، ورغم الصعوبة سأعمل على بلورة منهجية جديدة تحتّم تفاعل جميع الفنانين دون استثناءات أبدا من خلال الملتقيات والفعاليات، أيضا من ضمن اهتماماتنا اليوم موضوع التوثيق للوحات إذ أراه موضوعا هاماً جدا حاليا،‏

إيحاءات الأزمة السورية‏

طلال بيطار عضو مكتب تنفيذي في اتحاد الفنانين ومدير متحف التوثيق في دمر: يقول إن العمل الفني مؤثر في الظروف كما أنه ينطلق من الظروف لذلك نحن في طريقنا لتفعيل دور المتحف ضمن هذه الظروف فقد أوحت لنا الأزمة بأفكار جديدة كثيرة حاليا نعمل على دراستها بشكلها الإيجابي لسد ثغرات في وظيفة المتحف.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية