|
سانا - الثورة ماكان يجري وما خدع به الرأي العالمي في لعبة اعلامية كانت ركناً اساسياً من اركان التآمر على سورية. وفي هذا السياق أكد المحلل السياسي التشيكي بيتر شنور ان الصورة التي كانت ترسم في التغطيات الصحفية عن التطورات في سورية باللونين الابيض والاسود قد أصيبت بالتصدع عندما افتضحت اعمال المجموعات المسلحة الاجرامية فيها. واوضح شنور في مقال نشر في صحيفة برافو تحت عنوان الاخبار عن سورية بالابيض والاسود بعيون الصحفيين الالمان. ان هؤلاء الصحفيين بدؤوا يؤكدون أن وسائل الاعلام والامم المتحدة حصلت مبكرا على الفرص للتخلص من صورة المتمردين الطيبين أي قبل وقت طويل من ظهور ادلة على انتهاكات هؤلاء واولها وليس اخرها شريط فيديو يظهر اعدام هذه المجموعات جنودا سوريين أسرى الامر الذي دفع لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة إلى اعتبار ذلك جريمة حرب محتملة. واعتبر المحلل ان تعذيب واعدام الجنود الأسرى والمدنيين وملاحقة الانصار الحقيقيين أو غير الحقيقيين للنظام والتصفيات الطائفية التي جرت في المناطق التي يتم الاستيلاء عليها من قبل هؤلاء المتمردين الطيبين والتي يقام فيها حكم الخلافة بدلا من الادارات الديمقراطية للحكم كانت معروفة لوسائل الاعلام قبل ذلك بوقت طويل. وأشار المحلل التشيكي إلى أن صحفيين المانيين كتبا في كانون الاول من العام الماضي في مجلة سياسية اعلامية تتبع لتنظيم نقابي الماني مقالا مطولا عن الفترة التي أمضياها في سورية وذلك تحت عنوان تصدعات في الصورة البيضاء السوداء وانتقدا كيفية استمرار وسائل الاعلام بالتمسك بخرافة المعارضين الديمقراطيين والاحرار مقابل دولة الارهاب غير الانسانية التي تمارس القتل. كما لفت الكاتب التشيكي إلى أن الصحفيين استنادا إلى تجربتهما الشخصية في سورية صححا تماما الصورة ليس فقط الخرافة الايجابية عن المتمردين وانما أيضا الصورة السلبية التي تقدم عن الجيش العربي السوري في وسائل الاعلام الغربية. وأضاف:ان الصحفيين الالمانيين منحا الفرصة لمعرفة كيف تنفذ السياسة الاعلامية للمتمردين حيث كتبا أنهما كانا يطلعان فقط على المعلومات التي أرادوا لهما أن يعلموها كي ينقلوها للرأي العام أما المصادفة فهي التي جعلتهما يكتشفان هذه السياسة حيث اعترف لهما بصراحة عمر شاكير وهو احد منظمي ما يسمي المركز الاعلامي للمتمردين في حمص أنه يتم وبشكل مقصود وموجه انتقاء المعلومات التي تقدم لهما والتي تتلخص بعبارة تقديم الكم الاكبر عن معاناة المدنيين والكم الاقل عن النشاطات العسكرية للمتمردين. من جانبها اوضحت الصحفية التشيكية تيريزا سبيتسيروفا ان الولايات المتحدة تنظم وصول امدادات السلاح إلى المجموعات الارهابية في سورية. واوضحت سبيتسيروفا في مقال جديد نشرته في الجريدة الادبية التي تصدر في العاصمة التشيكية براغ ان الولايات المتحدة تنظم وصول امدادات السلاح إلى المسلحين في سورية غير أنها ترفض تسليمهم أنواعا محددة من الاسلحة ولاسيما الاسلحة المضادة للطائرات لانهم بهذه الاسلحة كما تقول واشنطن يمكن لهم أن يسقطوا طائرات مدنية. من جهة ثانية رأت سبيتسيروفا ان التفجير الارهابي الذي وقع في شارع الثورة بدمشق مؤخرا يمكن له أن يهدد الحوار السياسي المنتظر الامر الذي يريده الارهابيون غير أن تأثير هذا التفجير يمكن في النهاية أن يكون له تاثير معاكس وان يودي إلى تسريع انطلاق هذا الحوار مشيرة إلى ان ذلك هو بسبب ارتفاع دعم الرأي العام في سورية للحكومة بشكل ملموس بعد هذا التفجير الارهابي. وشددت الصحفية التشيكية على ان هذا التفجير ليس شيئا جديدا بالنسبة لتصرف المجموعات الارهابية من نمط جبهة النصرة وان ما اجبر مايسمى ائتلاف الدوحة إلى التبرؤ من هذه المجزرة هو رد فعل سكان دمشق الغاضب. واشارت سبيتسيروفا إلى ان ائتلاف الدوحة رفض الدعوات لاجراء محادثات في موسكو وواشنطن مع انه ليس من الواضح حتى الان فيما اذا كان هذا الائتلاف له تأثير ما على الوضع داخل سورية مبينة ان من الامور الواقعية هو أن هذا الائتلاف مهدد الان بالسقوط بحيث يصبح بلا قيمة. |
|