تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


التفجير الإرهابي في شارع الثورة وصمة عار على جبين منفذيه

دمشق
سانا
الصفحة الاولى
الاثنين 25-2-2013م
كان يوما اسود شهدته سورية سيسطره التاريخ لاجيال متعاقبة يوم تفجرت اجساد سورية كانت مفعمة بالحياة وتحولت إلى اشلاء لكل منها قصة قبل موتها كما كان للاحياء روايات أخرى.

اسماء سرور 20 عاما تلك الفتاة التي كانت تنبض بالحياة والحيوية والنشاط لدرجة ان اباها طلب منها ان تترك كليتها الصيدلة من شدة خوفه عليها وتعلقه بها وتدرس في البيت كي يحميها من خطر الطريق المؤدي إلى جامعتها .‏

ووعدت اسماء وحيدة والديها واخوتها الصبيين ان تكون تلك اخر نزلة لها من قريتها الرائعة المتاخمة لدمشق تل منين واتصلت بوالدها عندما صعدت إلى الميكرو الباص عائدة من دمشق وقالت له اطمئن لكن القدر كان بانتظارها وبعد دقيقة وقع الانفجار وفقدت اسماء حياتها ولم تعرف الا من خلال محبس خطبتها الذي كان معلقا في اصبعها لتصبح عروسا تزف إلى السماء وتنضم إلى قافلة الشهداء من شابات وشباب الوطن دفعوا حياتهم ثمنا لفتوي شيطانية استباحت سفك الدم السوري الذكي الطاهر.‏

اما القدر فقد اسعف شابين كانا مسافرين إلى قريتهما صباحا قبل الانفجار بنحو خمس دقائق فاقترح الاب الواقف على الشرفة لتوديعهما ان يركن احد الشابين سيارتهما بعيدا كي يترك للجيران مكانا لسياراتهم وبعد نقاش اقتنع الابن وابعد السيارة فاستغرق بعضا من الدقائق حدث خلالها الانفجار الذي كان الشابان سوف يمران من مكانه لو لم يتأخرا استجابة لطلب الاب .‏

ويقول طارق 45 عاما عندما وقع الانفجار كنت ابعد عنه مسافة خمس دقائق فقط لم اصدق انني نجوت انا واخي رحم الله من قضى دون ذنب .‏

اما هيفاء 62 عاما سيدة متقاعدة تقول كنت في مدرسة حفيدتي عندما وقع الانفجار اول مرة اعرف كيف يجن المرء في مكانه وماذا يعني العجز عندما خرجت من المدرسة شاهدت صورا لا استطيع ان اصفها لكن ما لم يغادر فكري كيف كان الشباب الذين يقفون على الحواجز رغم اصاباتهم يسقون الماء للبنات الخارجات من مدرستهن اللواتي اغمي عليهن ويساعدونهن على النهوض لقد كانوا يحملون الماء بيد والسلاح باليد الأخرى.‏

وفي حي اخر من دمشق لم يكن حال الامهات ارحم فقد عشن حالة من الهلع على اولادهن فهذه سيلفا عندما سمعت الصوت وعرفت مصدره جن جنونها لان الانفجار كان بجانب مدرسة ابنها الوحيد ولم تستطع الضغط على ازرار الهاتف لتطمئن من المدرسة على حالة ولدها وانتابتها حالة هستيرية ولم تجد نفسها الا وهي تركض في الشارع لنصف ساعة باتجاه المدرسة ليلقاها احد افراد الجيش ويسقيها الماء ثم يدخل ليجلب لها ابنها فلم يجده لتكتشف اخيرا ان ام صديقه سبقتها واخذت الطفلين معا.‏

اما المعوق زياد الذي كان يبيع على بسطة صغيرة فقد انتظر ابن اخيه حسام طالب الصف العاشر ان يأتي اليه كعادته كل يوم ليقوده إلى المنزل لكن حسام تأخر دون قصد عن عمه فقد استشهد في مكان الانفجار.‏

ويقول زياد وهو يختنق بدموعه لو انهم قتلوني بدلا منه كيف اعيش بعدك ياولدي وكيف اقاوم وحيدا قسوة الزمن.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية