|
دمشق وقال الزعبي في مقابلة مع قناة العالم أمس ان توفر هذا الالتزام يعني البدء بعملية سياسية حقيقية وطبيعية وتلقائية بالمعنى الوطني تفرض نفسها بنفسها وما تفرزه نتائج الحوار من خطوات هو ما سيحكم مستقبل سورية. وأضاف الزعبي اننا لم نسمع أي مبادرة على الاطلاق من أي قوى سياسية معارضة في الخارج حتى اللحظة تتعلق بالحوار بل ما زال هناك رفض لفكرة الحوار مع الدولة والحكومة في سورية وبالتالي لا معنى لكل الخطاب السياسي لبعض المعارضة في الخارج ولا قيمة له ولا ثمرة لانها لم تستوعب بالفعل فكرة المتغيرات على الارض أو المتغيرات السياسية. وأوضح الزعبي ان الحل السياسي للازمة في سورية هو الطريق الوحيد لتحقيق النصر لجميع السوريين دون استثناء على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم السياسية وهذا الحل أطلقته القيادة بشكل رسمي ومتكامل عبر برنامج الحل السياسي الذي طرحته والذي لا يتوقف عند الحل فقط بل يتجاوزه إلى مناقشة تداعيات الحالة السورية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية. وقال وزير الاعلام ان طرح برنامج الحل كان في وقت مناسب وفق التوقيت السوري أو ما نسميه دائما اللحظة السورية حيث دعت القيادة كل القوى على اختلاف اتجاهاتها بما فيها المعارضة في الداخل والخارج بمن فيهم المسلحون الذين يقررون رمي السلاح والكف عن استعمال العنف بكل صوره وحتي ما يسمى بـ التنسيقيات إلى حوار وطني سياسي لا يقصي ولا يلغي أحدا وغير مشروط بأجندة مسبقة. ولفت الزعبي إلى أن اللجنة الحكومية المكلفة تنفيذ البرنامج السياسي قدمت الضمانات لكل من يريد المشاركة من المعارضة في الخارج وأهمها وقف جميع الملاحقات الامنية والقضائية لاي معارض يريد العودة إلى سورية للمشاركة في عملية حوار سياسي وطني. وأوضح الزعبي أن الدعوة إلى الحوار والتي هي جزء أساس من برنامج الحل السياسي مطروحة منذ بداية الازمة والدليل عليها اللقاء التشاوري ولكن الجديد هو أننا انطلقنا للدعوة إلى حل سياسي ورؤية متكاملة تقوم على مفهوم التعددية السياسية واشراك كل القوى السياسية والمجتمعية في ادارة شؤون البلاد وفق قواعد ديمقراطية في مقدمتها صندوق الاقتراع. وأشار الزعبي إلى أن هذا الكلام كان مطروحا منذ البداية من قبل القيادة في سورية ولكن أحدا لم يستجب له من قوى المعارضة بسبب اعتقاد لديها بأنه من الممكن استنادا إلى المشهد المصري أو اليمني أو الليبي أو التونسي اسقاط الدولة السورية والنظام في سورية بذات الادوات. وقال الزعبي ان الحوار يجب أن ينطلق ويبدأ بمعزل عن فكرة انتظار اللحظة المناسبة لانه عندما يبدأ سيخلق هذه اللحظة المناسبة بالمعنى لوطني ومواقف المعارضة بالمجمل ولا سيما الخارجية منها بعيدة وأدنى بكثير من فكرة الحوار الوطني والعمل السياسي حتى اللحظة وهي لا تزال تعاني من حالة من الضياع السياسي أو العبث السياسي والرهان على ذات الادوات وذات الافكار وذات الجمل السياسية التي أثبتت فشلها. وأوضح الزعبي أن البعض في المعارضة الخارجية حتى الان لا يريد أن يصل إلى مرحلة اليقين بأن ما استخدمه من أدوات أصبح فاشلا وغير ذي قيمة ولا يمكن أن ينتج مفاعيله وما زال يتمسك وكأن ما أقدم عليه من استخدام للادوات هو ارث مشرف أو ارث نضالي يجب الا يوضع في مجاهل النسيان. وأكد الزعبي أن الرهان اليوم هو على السوريين والفكر الوطني والحامل الوطني ولكن على قوى المعارضة في الداخل والخارج التفكير بطريقة أخرى بعد أن بات الوقت مناسبا لتغيير طريقة تفكيرهم. وقال وزير الاعلام ان العلاقات السورية الروسية أصيلة وثابتة وروسيا دولة صديقة وموقفها واضح وصريح مما يجري في سورية وهي تمارس عملا سياسيا مسؤولا تجاه قضايا العالم برمته وقضايا المنطقة وتحديدا تجاه ما يجري في سورية ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم يزور موسكو بين حين واخر ضمن التنسيق السياسي مع القيادة الروسية فقط وفي اطار العمل على تنفيذ البرنامج السياسي للحل. ولفت الزعبي إلى أن عدم ادانة الولايات المتحدة للاعتداء الارهابي في دمشق قبل يومين ومنع مجلس الامن الدولي من ذلك يؤكد أن الادارة الامريكية ما زالت تفكر بنفس الطريقة وتنظر إلى الارهاب بمكيالين مشددا على أن التغيير في سورية هو قرار السوريين ولا يمكن أن يحدث الا بارادتهم ولا يمكن أن يتم الا بعملية سياسية ديمقراطية. وأشار الزعبي إلى أن الموقف القطري والسعودي ليس واحدا تجاه سورية وقضايا المنطقة وهما وان اجتمعا تجاه سورية لكن لكل واحد منهما مكوناته ومرجعياته ومواقفهما في هذا الوقت غير معبرة عن أي حالة تنتمي إلى المصلحة القومية أو إلى الامة العربية والاسلامية ولا يوجد قنوات اتصال مع القيادة السعودية ولا يوجد جديد في موقف السعودية تجاه سورية. وأكد الزعبي أن الحكومة التركية الحالية متورطة بكل ما يجري في سورية في كل المجالات السياسية والامنية والعسكرية والارهابية والاقتصادية وما سرق من سورية ونقل كان بعلم قيادات سياسية تركية وبتنسيق وتسهيل من الحكومة التركية والمسروقات تقدر بمليارات الليرات السورية ولكن تركيا تكابر ولا تريد الاعتراف بأن المشروع الذي هي جزء منه هزم في سورية. ولفت الزعبي إلى أن هناك ملفات معدة وتتم الاضافة عليها لتكون بين يدي مؤسسات المجتمع الدولي بما فيها الامم المتحدة ومجلس الامن في الوقت المناسب والخارجية السورية تخاطب باستمرار الدول الكبرى والامم المتحدة بالوثائق والوقائع التي تؤكد تفاصيل التورط التركي في الازمة السورية حيث يوجد أدلة وأسماء وصور حول حجم هذا التورط في سورية. وبين وزير الاعلام أن مواقف الدول العربية اجمالا ليست متشابهة تجاه ما يجري في سورية ولكن لا يمكن التمييز حاليا بشكل حاد بينها ولا يمكن الشعور بأن تغيرا ما طرأ على هذه المواقف. وقال الزعبي ان العلاقات السورية الايرانية قديمة وتاريخية وأصيلة وليست عارضة ولا مؤقتة ومن الصعب على أحد اختراقها أو تفكيكها والكلام عن وجود حرس ثوري أو سلاح في سورية هو جزء من برنامج القوى التي تتآمر على سورية بما فيها بعض المعارضة في الخارج في محاولة للنيل من الدولة السورية ومن ايران في وقت واحد كما أنها محاولة لتبرير ارسال مقاتلين أجانب إلى سورية. وأكد وزير الاعلام أن المزاعم عن وجود عناصر من حزب الله في سورية طرحت قبل أشهر لكنها لم تلق أي جمهور ولذلك يحاولون تكرارها اليوم لخلط الاوراق السياسية ولتبرير تدخل عناصر ارهابية من دول متعددة وهذه المزاعم في النهاية محض افتراءات والجيش العربي السوري ليس بحاجة لا لعدة ولا لعتاد او لهذا النوع من المساعدة بالمطلق. وقال الزعبي ان الحكومة اللبنانية كانت تتحدث عن نأي بالنفس تجاه ما يجري في سورية فيما كانت هناك قوى سياسية على الارض تسهم بشكل مباشر وعلني بالادلة والتسجيلات في ادخال السلاح والمسلحين إلى سورية والاتصال بالمجموعات المسلحة وتلك القوى كانت تضع أشخاصا معينين في المقدمة لتتنصل من المسؤولية في لحظة معينة وهناك اجراءات قضائية أمام المحاكم السورية ضد هؤلاء. وتعليقا على معالجة كيان الاحتلال الاسرائيلي لبعض الارهابيين في مشافيه قال الزعبي ان هذا الامر لا يحتاج إلى شرح لانه يشرح نفسه بنفسه والتنسيق بين كيان الاحتلال والمجموعات المسلحة ليس حديثا. |
|