|
الجولان في القلب
إن أهلنا في الجولان المحتل وهم يستذكرون الجلاء.. جلاء المستعمر عن أرض الوطن، يؤكدون أن الجلاء الأكبر هو يوم تحرير الجولان كاملاً من المحتلين الإرهابيين الصهاينة. كما أن أهلنا في هذه الذكرى الغالية يشددون على صمودهم فوق أرضهم، ومقاومتهم للاحتلال، ورفض كل ما يصدر عن المحتل من إجراءات وقرارات تعسفية ظالمة.. فهم - أي أبناء الجولان المحتل - متمسكون بعهد الولاء الأبدي للوطن الأم، وإيمانهم بأن التحرير قادم وأن النصر سيكون حليفهم.. مستذكرين أبطال الثورة السورية الكبرى الذين أشعلوا نار الثورة وقضوا بشجاعتهم مضاجع المحتلين، مؤكدين أن المواقف الوطنية والقومية لوطنهم الأم تجاه مختلف القضايا إنما هو الضريبة التي تقدمها سورية اليوم نتيجة ما يحاك ضدها من مؤامرات يراد منها تخريب البلد الذي يقف شوكة في حلوق الأميركان والصهاينة الإسرائيليين وعملائهم في المنطقة.. لكن أهلنا في الجولان المحتل متأكدون أن أبناء وطنهم الأم الذين يواجهون المؤامرة الفتنة سيتغلبون على المؤامرة بتلاحمهم الرائع هذا التلاحم الذي يدل على أن كل الشعب السوري بما فيه أهلنا في الجولان المحتل يقفون خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد لإسقاط المؤامرة الفتنة.
يمر يوم الجلاء على أهلنا في الجولان المحتل وهم يؤكدون أن مسيرة النضال الوطني مستمرة ضد الاحتلال الإرهابي الصهيوني، لأن هذه المسيرة هي استمرار لمسيرة المقاومة الوطنية لشعبنا، وتجسيداً لمواقف الآباء والأجداد في ساحات الوغى التي خاضها الرجال الذين صنعوا معجزة الجلاء، هذه المعجزة التي تغمدت بدماء الشهداء الأبطال من أبناء شعبنا العربي السوري في كل بقعة من وطننا الغالي. فالكل يشهد أن صمود سورية بوجه العدوان الصهيوني الأميركي، هو تجسيد لموقفها السياسي بالتوافق مع الثوابت الوطنية والقومية، هذا الصمود وضع بلدنا الحبيب في مقدمة البلاد العربية المدافعة عن قضايا الأمة على اختلاف مضامينها السياسية والاجتماعية، وأصبحت أرض سورية ملاذاً لكل المناضلين العرب تشد أزرهم، وتدفعهم نحو تحقيق الهدف الكبير المتمثل لتحرير الأراضي المحتلة من الكيان الإرهابي الصهيوني.. هذه المواقف أزعجت الكثيرين ممن ارتموا في أحضان الأميركان والصهاينة وأخذوا يدبرون المؤامرات تلو المؤامرات لكن وعي شعبنا وتلاحمه سرعان ما يكشف ما ترمي إليه تلك المؤامرات فيسقطونها ويقضون عليها.. هذا هو شعب سورية الذي ينتمي إليه كل أبناء الجولان.. وما ممارسات سلطات الاحتلال الإرهابي الصهيوني المتمثلة بالقمع والإرهاب والسجن ومصادرة المزيد من الأراضي وسرقة المياه إلا مزيد من تجسيد العدوان والتسلط.. لكننا نقول لهؤلاء الصهاينة المحتلين وبملء الحناجر: إنكم تستطيعون أن تصادروا كل شيء، لكنكم لن تستطيعوا أن تقتلوا جذراً يمتد لسورية، ولن تستطيعوا أن توقفوا جريان الدم في كل جولاني لأن الدم الذي يجري في العروق هو سوري سوري.. وإذا كنا نتحدث عن ذكرى الجلاء وكيف تمر هذه الذكرى على أهلنا في الجولان المحتل لابد أن نقدم عميق تحياتنا إلى كل الصامدين المتشبثين بأرضهم وحقهم في البقاء.. أولئك الأحرار الذين يسعون إلى الحرية وإلى بناء مستقبل لأبنائهم بعيداً عن القمع والاضطهاد ومصادرة الحق في العيش بكرامة فوق أرضه، لكن الاحتلال الصهيوني الإرهابي يحاول جاهداً ألا يتحقق لأبناء الجولان ذلك من خلال الممارسات القمعية والتعسفية ضدهم، لكننا نقول لهذا المحتل إن ليل ظلامك وظلمك لن يطول، فالجولان عربي سوري بكل ما فيه فوق الأرض وتحتها وفي سمائه كله سوري لن تستطيع أدوات القتل والإرهاب أن تغير من هذه الحقيقة. إن يوم جلائك أيها المحتل بات قريباً وقريباً جداً عندها سنحتفل بالجلاء الأكبر بعد أن يزول هذا الاحتلال الإرهابي الصهيوني.. فأهلنا في الجولان المحتل يؤكدون في كل لحظة في حياتهم أنهم على العهد باقون.. عهد الصمود والثبات حتى تحرير الجولان كاملاً وعودته إلى الوطن الأم.. فهم - أي أهلنا في الجولان - وعلى الرغم من عدم احتفالهم بذكرى الجلاء هذا العام نتيجة الظروف التي يمر بها وطنهم الأم، هذه الظروف التي ستزول إن شاء الله من خلال اللحمة الوطنية لكافة أبناء شعبنا، هذه اللحمة التي يجسدها من خلال حب الوطن وقائده السيد الرئيس بشار الأسد. إن ذكرى الجلاء التي مرت يوم أمس ستبقى ذكرى خالدة في نفوس السوريين يستمدون منها معاني الصمود والتضحية والفداء من أجل أن يبقى وطننا الغالي سورية عصياً على المؤامرات التي يحيكها الأعداء ضد أمنه وأمانه.. ضد مواقفه المشرفة، مواقف الممانعة ودعم المقاومة ليس فقط في جولاننا الغالي، إنما في فلسطين وجنوب لبنان، لتعود الأرض لأصحابها كاملة غير منقوصة. |
|