|
ترجمة وتعرض كبرى مستوطنات الجنوب لصواريخ المقاومة ولا هي قادرة على الاعتراف بعدم قدرتها على التأثير على إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني.فقد أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن حوالي ثلاثين قذيفة أطلقت من قطاع غزة سقطت السبت في جنوب إسرائيل دون أن تسبب ضحايا أو أضراراً. وأضافت إن غالبية سكان الجنوب البالغ عددهم 700 ألف نسمة أمضوا ليل الجمعة والسبت في ملاجئ أو غرف محمية في مساكنهم التي صممت خصيصاً لمقاومة الانفجارات.وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه سقط أكثر من 70 صاروخاً وقذيفة هاون على إسرائيل منذ الخميس وأصيب ستة أشخاص. وأطلق 50 صاروخاً الجمعة واعترض نظام «القبة الحديد» الإسرائيلي المضاد للصواريخ سبعاً منها منذ ذلك الحين. في حين أقرت مصادر سياسية وعسكرية في إسرائيل في حديث مع موقع «تيك ديبكا» المقرب من المخابرات الإسرائيلية، بأن العمليات العسكرية في غزة يشوبها تعقيد كبير.وقالت صحيفة إسرائيل اليوم عن مصادر سياسية وعسكرية إسرائيلية إن: «الهدف من الهجوم على قطاع غزة هو وقف إطلاق الصواريخ من قبل حركة حماس، وكسر شوكتها، ولكن الحقيقة أن الحركة استمرت في إطلاق الصواريخ وضاعفتها بنسبة 25%».ولم يجد رئيس هيئة الأركان الجديد، بيني غايتس، إلا أن يقول لجيشه وسكان محيط القطاع، «أمامكم أيام صعبة جدا فاستعدوا لها»، دون أن يشير إلى ما إذا كان ذلك يعني حربا جديدة أو لا ». المطلوب تصفية حماس وكان باراك قد صرح أنه في حال أوقفت حركة حماس إطلاق النار باتجاه المستوطنات المحيطة بقطاع غزة فإن إسرائيل ستوقف هجماتها على القطاع.وأضاف أنه «لا يوجد حلول شاملة لمشكلة إطلاق النار»، كما هدد بأن يشن الجيش عملية واسعة النطاق في قطاع غزة إذا اقتضت الضرورة، على حد تعبيره. هذا في الوقت الذي واصل أعضاء بارزون في حكومة نتنياهو مطالبتهم بالاستمرار في العمليات العدوانية على غزة لدرجة ان احد أهم شركاء نتنياهو في الائتلاف الحكومي وزير المالية يوفال شطاينتس طالب بما اسماه « تصفية سلطة حماس في غزة» قائلا: «إن إسقاط سلطة حماس في قطاع غزة من قبل إسرائيل هي مسألة وقت. وأضاف أنه لا يزال من غير الواضح كيف ستتطور الأمور في الأيام القريبة، إلا أنه من الواضح أن إسرائيل ستجد صعوبة في التعايش مع بقاء سلطة حماس في قطاع غزة.وقال شطاينتس أيضا إن إسرائيل لن تستطيع أن توفر الحماية لكافة البلدات الإسرائيلية.وكان وزير الداخلية إيلي يشاي قد صرح قبل بدء جلسة الحكومة أن هناك ضرورة لاستمرار الهجمات الجوية الواسعة على قطاع غزة. وبحسبه فإنه لا يوجد حاجة لعملية برية، ولكن يجب قصف كافة القواعد والمعابر والشوارع والبنى التحتية في قطاع غزة من الجو. ارتباك وتردد وفي خضم هذا الارتباك والتردد في التعامل مع غزة الآن وفي المستقبل، قال وزير المواصلات إسرائيل كاتس بوضوح أكثر من غيره، إن: «عملية عسكرية ضد قطاع غزة تعني أنه يجب إسقاط حكم حماس هذه المرة».ومسألة إسقاط حكم «حماس»، هي أكثر ما يجعل الإسرائيليين مترددين، إذ تثار لدى صناع القرار هناك أسئلة قديمة، لم يجدوا إجابات عليها حتى الآن، حول إمكانية إسقاط حكم حماس فعلا، وكم سيستغرق من آثار القصف الإسرائيلي على غزة، وكم سيكلف، وإلى متى سيضطر الجيش لأن يمكث في غزة، ومن سيدير حياة الناس أثناء احتلالها، ومن هي الجهة المستعدة لتسلم القطاع من الإسرائيليين إذا ما دخلوا فعلا وأسقطوا حكم حماس. لذلك، يرى مسؤولون كبار في إسرائيل أن إسقاط حكم حماس قد يكون خيارا غير عملي. وقال وزير التعليم الإسرائيلي جدعون ساعر، العضو في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية الذي يتخذ القرارات الكبيرة في إسرائيل، «إن الجيش سيواصل عملياته الهجومية في قطاع غزة»، معتبرا في حديث إذاعي،، أن جيشه وجه في اليومين الماضيين ضربة شديدة جدا لـ «حماس». وردا على سؤال حول احتمال قيام إسرائيل بعملية عسكرية في قطاع غزة قال ساعر، «إن اتخاذ مثل هذه الخطوة أمر معقد يجب دراسته بإمعان وليس الانجرار إليه». العودة إلى عملية السور الواقي أما رئيس مجلس الأمن القومي الأسبق الجنرال احتياط غيورا آيلند، فقال إن قيام إسرائيل بعملية عسكرية طويلة الأمد ومعقدة في قطاع غزة يعتبر مسألة وقت ليس إلا، مضيفا أن «مثل هذه العملية ستشمل دخول القطاع وضرب البنى التحتية للإرهاب مثلما جرى خلال عملية (السور الواقي في الضفة الغربية) عام 2002». غير أن آيلند قال مع ذلك، إن القضاء على حكم حماس في غزة أمر غير واقعي، إذ إنه يتطلب احتلال القطاع بكامله والبقاء هناك لمدة سنين. من جانبه، دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية شاؤول موفاز، حكومته إلى تغيير سياستها تجاه غزة، وطالب بتوجيه «ضربة قاسية» إلى قادة الفصائل هناك، وأضاف: «لا يجوز أن تجري الحياة في القطاع في مجراها الطبيعي إذا ما دامت الهجمات الصاروخية الفلسطينية مستمرة». مراسل هآرتس أورد في تقرير له تحت عنوان» تفاهمات غير مباشرة على وقف نار بين إسرائيل وحماس»ان إسرائيل وجدت نفسها مضطره لقبول التهدئة لأسباب داخلية وخارجية: «إسرائيل وحماس توصلتا إلى تفاهمات غير مباشرة، غير رسمية، يفترض أن تسمح بوقف جولة القتال الحالية في قطاع غزة. ويحاول الطرفان في اليوم الأخير تخفيض شدة النار، بهدف العودة إلى التهدئة في غضون بضعة أيام. وأضاف التقريران إسرائيل غير معنية بالاعتراف بأنها تجري اتصالات، سواء مباشرة أو غير مباشرة مع حماس. وعليه فان مفهوم التسوية غير المباشرة التي يفترض بكل طرف أن يؤدي فيه دوره، دون التطرق مباشرة إلى الطرف الآخر. مثل هذه التسويات صمدت بشكل معقول في الماضي. عيبها: هو انه في ظل غياب مفاوضات مرتبة لا يكون ممكنا النزول إلى التفاصيل والوصول إلى اتفاقات حقيقية تتجاوز كبح جماح النار. جولة خاسرة تحليلات الصحف الإسرائيلية أجمعت بأن إسرائيل قد خرجت خاسرة من هذه الجولة من الصراع وانه على الرغم من الخسائر البشرية التي أسفرت عن عمليات القصف الجوي والبري للمدنيين في قطاع غزة، وما روجته الدعاية الإسرائيلية عن فعالية ما سمي بمنظومة «القبة الحديدية»لاعتراض الصواريخ إلا ان ذلك لم يترك أي آثار على الخصم فقد كتبت هآرتس في افتتاحيتها: «قبة حديدية» ليست حلا سحريا. تشغيلها باهظ جدا ولا يزال لا يتوفر بعد ما يكفي من المنظومات، ولكن كل غراد لا يضرب عسقلان او بئر السبع يقلص الخطر الذي يدفع حكومة نتنياهو، حتى باعتبارات مشكوك فيها لعملية برية على نمط «رصاص مصبوب». إسرائيل محقة في رغبتها في الدفاع عن مواطنيها والردع ضد المزيد من الهجمات. قدر الامكان، من الأفضل لها أن تفعل ذلك بوسائل دفاعية. وعن الورطة التي وجدت إسرائيل نفسها تعيشها جراء عدوانها الأخير كتب اليكس فيشمان في يديعوت احرونوت يقول:»نحن أيضا في ورطة: إسرائيل لا يمكنها أن تبقى غير مبالية أمام التهديد على 700 ألف من سكان الجنوب. من جهة أخرى، تريد أن تحقق الهدوء من ناحية القطاع دون أن تضطر إلى تصعيد النشاط العسكري والوصول إلى مستوى نشاط يقترب من حجم ونوع «رصاص مصبوب» بكل الآثار الإقليمية والدولية التي من شأنها أن تكون لنشاط كهذا في فترة على هذا القدر الكبير من الحساسية. المنطق السياسي الإسرائيلي يقول انه اذا اضطررنا مع ذلك إلى تصعيد النشاط – فهذا لن يحصل الا على خلفية خطوة متطرفة من العدو، وليس كنتيجة لخطوة إسرائيلية مغلوطة او موضع خلاف. نحتاج إلى الإنذار أيضاً ايتان هبار كتب بدوره في يديعوت احرونوت: «بنيامين نتنياهو وايهود باراك على حد سواء، مهما كانا منغلقي الحس، لايمكنهما أن يبقيا غير مبالين في ضوء ما يجري. وهما ينصتان إلى أصوات الثأر الصادرة عن الشارع، وهما - مفاجأة، مفاجأة – يريدان أيضا أن ينتخبا من جديد لمنصبيهما. وهما يعرفان بان سكان من مئات آلاف الإسرائيليين، يتعرضون هذه الأيام للنار سيتذكرونهما وسيتذكرون صمتهما عند وصولهم إلى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات. ولكن نتنياهو وباراك، كسياسيين، يعرفان جيدا بان عملية واسعة في الأيام القريبة القادمة ستجدي فقط لزمن قصير. فسرعان ما ستملأ مرة أخرى الجموع صفوف الموتى في غزة، ومرة أخرى ستعود القذائف والصواريخ للصفير في ساحات سديروت وعسقلان، أسدود وبئر السبع، القرى الزراعية والكيبوتسات». اما أمير أورن المحلل العسكري في هآرتس فيرى أن إسرائيل لن يمكن لها أن تحسم الصراع في غزة بالنار فعليها البحث عن وسائل أخرى: «الى جانب الحسم، الإنذار والردع، فان التهدئة هي عنصر أساسي في الامن. هي جزئية فقط، وذلك لان إسقاط غراد ليس نهاية المطاف – فلا يوجد تحصين ضد صاروخ كورنيت الذي يطلق نحو باص أو نافذة بيت في كيبوتس، ولا يزال يحتمل أن في النهاية ستضطر إسرائيل إلى العمل لإسقاط حكم حماس. ولكن يوجد فارق كبير بين النهاية وبين البداية، بين الاضطرار وبين النزعة، وهذا الفارق هو أيضا فارق الزعامة الذي تعاني منه إسرائيل. لاتزال المستوطنات مهددة افرايم هليفي احد قادة الأجهزة الأمنية السابق أعرب عن خيبة أمله حول الطريقة التي تدير بها حكومة نتنياهو الصراع مع الفلسطينيين فكتب يقول في يديعوت احرونوت:»حكومة إسرائيل بادرت إلى حملة «الرصاص المصبوب» قبل سنتين وربع السنة، كي «ترفع التهديد من قطاع غزة على بلدات الجنوب». ولكن، حسب أحداث الأسبوع الماضي، فان بلدات الجنوب مهددة مرة أخرى – بالضبط مثلما كانت في نهاية 2008 بل وأكثر.من تابع تصريحات الشخصيات المركزية في الحكومة في تلك الأيام فهم انه في القيادة السياسية انقسمت في حينه الآراء حول الترجمة العملياتية للتعليمات التي صدرت للجيش الإسرائيلي والخلاف الحاد الذي احتدم كلما مرت الأيام. ومن منشورات «ويكيليكس» يتبين ان قائد المنطقة الجنوبية، الذي أدار المعركة، شعر بأنه لم تكن للحكومة سياسة واضحة تجاه حماس – لا في المدى القصير ولا في المدى البعيد أيضا.جملة تصريحات الأيام الأخيرة تشير إلى انه الآن أيضا، بعد تغيير الحكومة، لا توجد سياسة واضحة تجاه القطاع، ومن المهم التحذير بأن الخروج إلى معركة دون تحديد سياسة واضحة من شأنه ان يؤدي إلى نتيجة مشابهة، بالضبط مثلما نشهد نحن اليوم. |
|