تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


هَـــــوَاءٌ ثَقيـــــلْ

رسم بالكلمات
الأثنين 18-4-2011م
جوان تتر

« الفُصَاميُّ»

يَرقُصُ مَعَ صُورَتِهِ في المِرْآةِ المُتْعَبَة,‏

الشّيطَانُ مُقَيَّداً يُرْغِمُهُ,‏

كَيفَ لِهَذا الجَمَالِ أنْ يكونَ سِجْنَاً ؟‏

***‏

تَتَذَكّرُهم :‏

حَرَكَةٌ نَقومُ بِهَا جَميعَاً,” لَكن لا بَأس “‏

صَوتُهَا وَلَجَ ثُقوبَ رأسي,‏

الوجْهُ الشَّاحِبُ كَضوءِ شَمعٍ يَأبَى أن يَكونَ إلّا كَذَلِك,‏

( انْظُري الجَدوَلَ إنّهُ يَدنو فَلْنَمْضِ )‏

***‏

دَوَّنَ أسْرَارَ وجوهِهِم عَلَى جُدرٍ,‏

مَزّقَ مَعَهُم أشيَاءَ لاتَليق,‏

إنَمّا ريحٌ غَبيَّة أمْحَتْ, سِوى أطْيَافَ سُحنَاتٍ يَرنوهَا هَادِئَةً عَلى وَرَقٍ مُقَوّى .‏

***‏

غَدَا وَسيمَاً أكثرَ مِن ذي مَضَى حينَ جَلَسَتْ لِصْقَهُ,‏

غَبيَّاً, أوشَكَ إخْفَاءَ مَلامِحِهِ خَلْفَ المِقْعَد,‏

لَكن.. بَدَا ظِلُّهَا جَميَلاً وَهي تَرنو لِبَعيدٍ كُدَميَةٍ تَنَاسَاهَا أحَدُهُم عَلى طَاولَةِ خَشَبْ .‏

***‏

طَقْسٌ جَميلٌ,‏

الطِّفلُ الغَائِبُ بينَ أحْضَانِ إحدَى النِّسوَةِ كَتِمْثال ٍ بُرونزي جَانِبَ الطَّريق مَادّاً ذِرَاعَه اليُمْنَى,‏

مَارّةٌ يَتَدَافَعونَ,‏

_ مَعَ القَوافِلِ مَضى _‏

غَيرَ أنَّ شَيئاً ما, ظَلَّ سَاكِنَاً,‏

............................ ( لِمَ نَسيتُ لَثْمَ جَبينِهِ الثّلجيّ ) ؟‏

***‏

في الجَانِب الموَازي لِشَجَرةِ التوتِ تَمَامَاً,‏

كانَ بَابَ الإسْكَافيّْ,‏

أَتَذَكُّرُ يَومَ أخلوا الدَّار, هَرولتُ نَحوهم بِخفّة قِطٍّ مَذعور,‏

« هَيْ ... هَيْ « نَسيتُم حِبَالَ الغَسيل !!‏

***‏

في ضَوءِ الشَّمْعَةِ يَغدو الشَّيءُ شَاحِبَاً,‏

النَّافِذَةُ, الكُرسيّْ المُثْبَتُ في زاويَةٍ مُسْتَقرَّةٍ ,‏

السّريرُ الغَافي, النَّغَمَاتُ البَعيدةُ,‏

« سِوى »‏

رَسْمٌ عَلى الطَّاولَةِ مُفْعَم باللون, مُذْ أضَأْتَ الشّمَعَة .‏

***‏

قصائدٌ, شمعٌ ,‏

والظلال المتألقة المتحركة وراء النافذة توحي بأنَّ الغسيل قد نُشِلَ من على الحبل‏

أصواتُ ديَكَةِ جارتهِ المبتلةِ جنوناً تملأُ باحة الدار صخباً مؤلماً ذا صدى ,‏

وذاكَ الكئيبُ الذي ندعوه جداراً ينهارُ حجراً ...حجراً ,‏

الجميعُ.. صغارُ الحيِّ, حشراتهُ,‏

رابضونَ أمام البابِ المودي إليه يصرخون:‏

« كلُّ الأشياءِ أمكنةٌ « سواك‏

***‏

النيرَانُ انْدَلَعَت لِصْقَ المَقْبَرَة,‏

الكلابُ مَذعورَةً تَجوبُ النّهْرَ الجَافّ,‏

صَفَعَ الهَواءُ بِيدِهِ الثّقيلة وَجْهَ مَا أتَذَكَّر.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية